بالصافرة - فاروق بوظو

الزمالك وصدمة الهزيمة لم أكن أتوقع أن تكون ردود فعل الشارع الكروي المصري وإعلاميين بمثل هذا التشنج بعد الخسارة المؤلمة التي تعرض لها فريقه في مباراة إياب الدور نصف النهائي لبطولة أبطال العرب أمام الفيصلي الأردني· ولأني كنت مكلفاً من الاتحاد العربي لكرة القدم بمراقبة المباراة·· فلقد شعرت ومنذ وصولي مطار القاهرة قبل يومين اثنين من موعد المباراة ومن خلال لقائي بالعديد من مسؤولي الزمالك ومحبيه بأن فرصة التأهل للمباراة النهائية تبدو في نظرهم مضمونة ومؤكدة وبنسبة عالية·· خصوصاً وأن مباراة الذهاب التي استضافها الفيصلي على أرضه في العاصمة الأردنية عمّان قد انتهت الى التعادل السلبي·· وعلى اعتبار أن مباراة الرد ستكون على أرض الزمالك وبين جماهيره الداعمة بحضورها المكثف ومشاعرها المقرونة بحماسة تحقيق الفوز المرغوب والتأهل المنشود·· وهذا ما قرأته ما بين سطور العديد من مقالات التفاؤل الإعلامي بالفوز، والذي سبق المباراة بأيام·· ربما كان ذلك مفهوماً سائداً في الماضي، لكنه غير ذلك في الوقت الحاضر، خصوصاً وأن حكام مباريات هذا الزمن الذي يتم فيه متابعتهم المدققة في كل قراراتهم، ووضعهم تحت المساءلة والمعاقبة بالحرمان من فرص تحكيم مستقبلية سواء على الصعيد العربي أو القاري قد جعلهم لا يتأثرون بضغوط الأرض والجمهور كما كان يحدث في الماضي· ولعلي ومن تحليل دقيق لنتائج بطولة أبطال الدوري الآسيوي خلال الموسمين الكرويين الأخيرين·· فقد ثبت أن العديد من فرق أندية الاحتراف الآسيوية وحتى منتخباتها الوطنية قد تعرضت لهزائم وخسارات عديدة على أرضها وبين جماهيرها·· وكل هذا يستدعي من الأجهزة الادارية والتدريبية للفرق والمنتخبات إعادة النظر في مسألة الإعداد النفسي الجدي للاعبي أنديتنا ومنتخباتنا العربية قبل أية مباراة رسمية في أية بطولة عربية أو قارية سواء أقيمت على أرضه وبين جماهيره أو خارجها··