الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بناء أول فتاة يابانية بالحجم الطبيعي بعد «ماري»

بناء أول فتاة يابانية بالحجم الطبيعي بعد «ماري»
25 مارس 2009 02:41
فاجأ علماء (المعهد الياباني للعلوم والتكنولوجيا الصناعية المتقدمة) NIAIST رجال الإعلام ومتابعي فعاليات الأسبوع الياباني لأزياء خريف وشتاء عامي 2009- 2010 الذي انطلق يوم الإثنين الماضي في العاصمة طوكيو، بكشف النقاب عن أول فتاة روبوتية بالحجم الكامل، يمكنها تفهّم الأوامر والسير بخطى مضبوطة وأداء مجموعة متنوعة من الحركات والانطباعات الوجهية. واختير لهذه الفتاة الطول والحجم الطبيعيين الشائعين في اليابان حيث بلغ طولها 158 سنتمتراً ووزنها 43 كيلوغراماً بما في ذلك وزن البطاريات التي تغذي المحركات الكهربائية للمفاصل والقدمين والرقبة. وأطلق على الفتاة الروبوتية الإسم الرمزي- HRP-4C، وهي قادرة على إنجاز مئات الحركات عن طريق 30 محركاً كهربائياً ذات حجوم واستطاعات متفاوتة بالإضافة لثمانية محركات صغيرة جداً مخصصة لتحريك السطوح الوجهية البلاستيكية من أجل محاكاة الانطباعات البشرية المعروفة مثل الضحك والعبوس والتعبير عن الغضب والانفعال والرضى. وهي مبرمجة بدقة فائقة للسير بخطى رزينة ودقيقة ومتوازنة، وقادرة على تحريك يديها وذراعيها وأصابعها ورقبتها وثني مفاصل ساقيها بما يؤمن لها القدرة على التفاعل مع البيئة التي تنشط فيها. وتضم الفتاة الروبوتية أيضاً عدداً كبيراً من المجسّات التي تجعلها قادرة على الإحساس ببيئتها ومنها مجسّات الحرارة والرؤية وسماع الأصوات وفهم الكلام والأوامر المنطوقة. وتتميز الفتاة الروبوتية الجديدة أيضاً بدقة تصنيع محركاتها وأجزائها المختلفة. ومن ذلك مثلاً انعدام الضجيج والأصوات الصادرة عن المحركات التي يتم التحكم فيها بطريقة البرمجة الإلكترونية. وتجسّد هذه التقنيات المعقدة قدرتها على الإيحاء بأنها فتاة حقيقية. ولعل أغرب وأعقد ما تتميز به، الدماغ الإلكتروني الذي يتلقى كافة البيانات والمعلومات التي ترسلها المجسّات باستمرار ويتخذ قراره بناء على معطياتها. ومنها مثلاً تفهم الأوامر وترجمتها إلى أفعال مثل الأمر بالتقدم إلى الأمام والرجوع إلى الوراء أو الالتفات لليمين أو اليسار. وليست هذه هي الفتاة الروبوتية الأولى التي ينتجها اليابانيون. فلقد سبق لهم أن أدهشوا العالم خلال العام الماضي عندما أطلقوا الفتاة الروبوتية (ماري) ذات المظهر الجذاب بالرغم من أنها ليست إلا صفائح مقولبة من الألياف الكربونية المحشوة بالمحركات وبكرات نقل الحركة والدارات التكاملية. وتعد (ماري) أيضاً «الإصدار» الأحدث في سلسلة متزايدة التطور من الروبوتات التي تمتلك بعض القدرة على الإدراك وتمييز الأشياء. ويكون في وسعها مثلاً أن تمشي بتوازن كامل، وقادرة على التمييز الدقيق بين أشياء تبدو متشابهة في مظهرها كعلب الأدوية المختلفة بحيث لا تخطىء بين دواء وآخر. وهي مدربة على الخدمات الطبية بما يجعلها قادرة على العناية بالمرضى ليلاً ونهاراً دون أن تتعب أو يغمض لها جفن. وتستأثر ماري أيضاً بقدرات أخرى غير مسبوقة في عالم الروبوتات كتمييز جملة من الملامح الوجهية البشرية كالضحك والتجهّم والعبوس. وبالرغم من أن مهاراتها اللغوية ليست خارقة إلا أنها قادرة على تمييز الكلام المنطوق وتفهم الأوامر والاستجابة السريعة لتنفيذها. ولعل الأهم من كل ذلك أن ماري (رخيصة الثمن) بخلاف HRP-4C التي تعرض النسخة الواحدة منها الآن بسعر 200 ألف دولار أو ما يعادل سعر طائرة رياضية صغيرة. وقد يستنتج المرء من أوصاف وخصائص الفتاة الروبوتية الجديدة ومعها (ماري) أن الروبوتات باتت مخلوقات مدهشة وفقاً لما يعتقده اليابانيون. وهي تحظى هناك بالتطوير المستمر في عدد كبير من مراكز البحوث. ولن يمر وقت طويل حتى تصبح قادرة على أداء عدد كبير من المهمات الخطيرة والمعقدة وبتكاليف زهيدة. وهذا بحد ذاته يلخص واحدة من أكثر الفوائد التي تنطوي عليها الروبوتات أهمية. فلو كانت ماري مكلفة بفحص مرضى يشتبه بإصابتهم بأنفلونزا الطيور أو الإيدز أو غيرهما من الأمراض الوبائية الخطيرة، فهل هناك ثمة خوف من إصابتها بالعدوى؟. ولماذا لا تكلف الروبوتات الذكية في المستقبل بجمع النفايات ومعالجتها، والقيام بحراسة البيوت والمكاتب، وتوجيه السيارات بدقة عند تقاطعات الطرق في الأجواء العاصفة أو أثناء البرد القارس؟. وكانت مجلة «بيزنس ويك» قد نشرت تحليلاً يفيد بأن ظهور الفتيات الروبوتيات المدربات على أداء مهمات معينة مثل (ماري) يعد من الأخبار الطيبة بالنسبة لليابانيين بشكل خاص. فهم من أكثر شعوب الأرض معاناة من نقص الخصوبة، وبدأوا مؤخراً بالتناقص بعد أن انخفض معدل المواليد عندهم لأول مرة إلى ما دون معدل الوفيات. ومع التطور والنمو الصناعي الهائل الذي تشهده اليابان أصبح السؤال المطروح: من الذي سيتكفل بأداء الأعمال الجديدة، وكيف يمكن تأمين جحافل العمال المهرة التي ستتكفل بتسيير آلة الصناعة والتجارة التي تزداد دوراناً؟. والجواب الذي يضعونه لهذا السؤال واضح كل الوضوح .. الروبوتات. • عن موقع technovelgy.com
المصدر: دنيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©