الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انقاذ الرهائن.. وماء الوجه !

11 ديسمبر 2014 00:03
تعتبر المحاولة الفاشلة لإنقاذ المصور الصحافي الأميركي «لوك سومرز» في اليمن يوم السبت الماضي، التي قتل فيها مع رفيقه في الأسر «بيير كوركي» على يد مختطفيهم المرتبطين بتنظيم «القاعدة»، جزءاً من اتجاه متنامٍ لإرسال قوات العمليات الخاصة إلى أركان البسيطة لإنقاذ المواطنين الأميركيين المعرضين للأذى. وبالطبع، سيكون هناك كثير من التكهنات بشأن المحاولة، فهل كان عنصر المفاجأة مفقوداً بعد فشل الغارة السابقة لإنقاذ سومرز في الخامس والعشرين من نوفمبر الماضي، التي شهدت تحرير عدد من الرهائن الآخرين المحتجزين لدى المجموعة ذاتها؟ وهل كان عليهم المباغتة باستخدام طائرة هليكوبتر مثلما فعلت قوات النخبة التابعة للبحرية الأميركية في غارتها الناجحة لقتل أسامة بن لادن في باكستان، بدلاً من السير ستة أميال على الأقدام؟ ألم يكن من المحتمل أن يكشف كلب عن اقتراب القوات، عملاً بنظام التحذير المبكر الذي يستخدمه البشر منذ آلاف السينين؟ وبعد ذلك، يأتي موقف «كوركي»، الذي أكدت أسرته ومنظمة المساعدات الجنوب أفريقية التي يعمل لحسابها «جفت أوف ذا جيفرز»، أنه كانت هناك مفاوضات لإطلاق سراحه، الذي كان يفترض حدوثه يوم الأحد. وأطلق سراح «يولاندي» زوجة «كوركي» في السابق من قبل الجماعة المسلحة. وتقول الولايات المتحدة، إنها لم تكن تعلم شيئاً عن وعد إطلاق سراح «كوركي» أو حتى أنه كان محتجزاً في الموقع ذاته. ويقول مسؤولون أميركيون، إنه كانت لديهم معلومات استخباراتية مؤكدة أن قتل «سومرز» كان وشيكاً؛ فالأسبوع الماضي أصدر تنظيم «القاعدة» في الجزيرة العربية فيديو يهدد بقتل «سومرز» ما لم تتم الاستجابة لمطالب محددة سريعاً. وتنطوي مثل هذه الجهود على مخاطر جمة، وعندما تشمل جماعات مثل تنظيم «القاعدة» في الجزيرة العربية، التي كانت ترغب بوضوح في إعدام المدنيين الذين اختطفتهم، فغالباً ما تنتهي الجهود بالفشل وليس النجاح. إذاً، ما هو الجدوى من المحاولة طالما أنها تنطوي على مخاطر بالنسبة للقوات التي يتم إرسالها في تلك المهام، التي تكون بعيدة عن القواعد والدعم اللوجيستي؟ هنا سببان: افتراض أن وضع الأسير ميؤوس منه، والأمل في أن إظهار الرغبة في تحمل المخاطر سيثني الجماعات الإرهابية عن أسر مزيد من الرهان الأميركيين. كما أن سياسة الحكومة الأميركية تقتضي عدم دفع فدية، على عكس دول أخرى. ويعتبر سجل عمليات إنقاذ الرهائن الأميركيين متبايناً على أفضل تقدير. ففي عام 2009، أنقذت قوات البحرية الأميركية في عملية مشهورة القبطان «ريتشارد فيلبس» من أيدي قراصنة صوماليين في البحر. وفي عام 2012، أنقذت القوات أميركياً وموظف مساعدات دنماركياً في الصومال، وقتلت تسعة من خاطفيهم. وفي نهاية ذلك العام، تم إنقاذ موظف المساعدات «ديليب جوزيف» من حركة «طالبان» في أفغانستان، إلا أن العملية أودت بحياة ضابط في القوات البحرية هو «نيكولاس تشيك». وحاولت الولايات المتحدة أيضاً وفشلت في إنقاذ الصحافي «جيمس فولي» من خاطفيه التابعين لتنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا في شهر يوليو الماضي. وقالت الولايات المتحدة، إن الغارة أسفرت عن مقتل عدد من المسلحين المزعومين، ولكن فولي تم نقله قبل الهجوم بوقت قصير. ولاحقاً، أظهر شريط فيديو قطع رأسه بطريقة وحشية. وفي أكتوبر عام 2010، شارك ستة من قوات البحرية الأميركية في محاولة فاشلة لإنقاذ موظفة المساعدات البريطانية «ليندا نورجروف» من حركة «طالبان» في أفغانستان، وقتلت «نورجروف» بقنبلة يدوية ألقاها أحد أعضاء فريق الإنقاذ. وتعزو الزيادة الأخيرة في محاولات الإنقاذ إلى حقيقة مؤسفة هي ارتفاع عدد عمليات خطف الرهائن من المدنيين الأميركيين خلال الأعوام الأخيرة، بينما تميل الجماعات الإرهابية المسؤولة بشكل عام إلى قتل الرهائن لأغراض دعائية. دان مورفي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان سياينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©