الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نحو استراتيجية واضحة تجاه النووي الإيراني

نحو استراتيجية واضحة تجاه النووي الإيراني
18 نوفمبر 2012
نحو استراتيجية واضحة تجاه النووي الإيراني يقول هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي الأسبق ومستشار الأمن القومي في إدارة نيكسون: بات منع إيران من حيازة برنامج نووي عسكري، من أكثر القرارات إلحاحاً التي تنتظر أوباما بعد الوعد الذي قطعه إبان حملة إعادة انتخابه للرئاسة. ويشار إلى أن مرشحي الرئاسة الأميركية من الحزبين "الجمهوري" و"الديمقراطي" أكدا مراراً وتكراراً على أنه لا خيار سوى تحقيق ذلك الهدف. واتفق المرشحان كذلك خلال المناظرة الثالثة على أن هذه المسألة تتعلق بالمصالح الأميركية على الرغم من اختلافهما في وصف الهدف منها، فتارة يصفها أوباما منع إيران من امتلاك أسلحة نووية وأخرى يقول عنها رومني الحيلولة دون حيازة إيران قدرات نووية. وفي حين استمرت إيران في استعراض مقدرتها على التخصيب، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أن ربيع 2013 سيكون الحد الفاصل للقيام برد فعل مضاد. وفي مثل هذه الظروف ما هو المعنى العملي الذي يمكن أن تُوصف به الأهداف الأميركية المعلنة؟ يبدو أن أميركا وإيران تتبادلان المفاوضات الثنائية عبر البعثات الرسمية أو شبه الرسمية في نقلة من المحادثات متعددة الأطراف السابقة. ويُذكر أن المحادثات التي تدور حول برنامج إيران النووي لم تفض إلى نتائج مشجعة أبداً. ولأكثر من عقد توقفت إيران أولاً مع "يورو 3" التي كانت تضم كلاً من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، ومن بعدها مع "5+1" التي كانت تضم أعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمين بالإضافة إلى ألمانيا. وتعددت تلميحاتها بالمرونة التي تخللتها فترة من العناد في وقت عملت فيه على نشر وإخفاء مرافقها النووية. حرب إسرائيل الخطأ... في نظام مختلف! حسب د. عبدالله خليفة الشايجي، فإنه باغتيال إسرائيل لأحمد الجعبري، رئيس أركان "كتائب القسام" الجناح العسكري التابع لحركة "حماس" يوم الأربعاء الماضي في عملية "عمود السحاب"، وبعد أربعة أعوام من عملية "الرصاص المسكوب"، تعيد تل أبيب عقارب الساعة إلى الوراء وتفرض واقعاً جديداً لحرب متجددة في إقليم مختلف شهد متغيرات عديدة وغير متوقعة أطاحت بأنظمة وغيرت معطيات عديدة على الأرض. وكأن إسرائيل بذلك لا تتعلم الدروس والعبر! وقد أقحمت إسرائيل نفسها في صراع على أرضية مختلفة وفي ظروف جديدة. فالشرق الأوسط تغيرت معالمه ووجهه منذ الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على "حزب الله" في لبنان في صيف عام 2006 وعلى غزة في الفترة الممتدة من ديسمبر 2008 إلى يناير 2009. ولكن الحرب الجديدة على غزة مغايرة بكل المعايير ومختلفة عن حروب إسرائيل القصيرة السابقة. وذلك لعدة أسباب. أولاً: هناك تغيير جيواستراتيجي في المنطقة بأسرها... بعد عامين على الربيع العربي... وإسرائيل خسرت حليفين قويين هما مصر وتركيا. وعلاقتها مع كلتا الدولتين إما فاترة أو متجمدة... مآزق الأيديولوجيات الأممية يرى د. خالد الحروب أن الأيديولوجيات الأممية والتي تصدرتها الشيوعية لعقود طويلة من القرن العشرين، ثم ورثتها في الإسلاموية الحركية على الأقل في منطقتنا، تعرض نفسها على الضد من منطق الدولة- الأمة، أي nation-state. وتفترض هذه الأيديولوجيات نهاية ما للتاريخ تعلن انتصارها على غيرها، وتوحيدها للعالم تحت رايتها. والدولة الحديثة ذات السيادة والجغرافيا المحددة تعتبر مجرد مرحلة عابرة وغير مستديمة، من وجهة نظر هذه الأيديولوجيات. وفي البدايات التأسيسية لأي نظرية أيديولوجية أممية تكون القناعات والمكونات المؤسسة صلبة وغير مساومة. ولكن سرعان ما يعمل الزمن والتجربة وصلابة فكرة الدولة الحديثة على تعرية تلك الأيديولوجيات وتثبت طوباويتها مقارنة بالواقع. أي مصلحة في التضحية بسوزان؟ يقول روبرت كاجان: نظراً لأن التحديات التي تواجه السياسة الخارجية الأميركية في ولاية أوباما الثانية ستكون هامة وكبيرة، وفي وقت تقترب فيه لحظات اتخاذ القرار بخصوص كل من إيران وأفغانستان وسوريا، وكذلك القتال في قطاع غزة... وغيرها من الموضوعات، فسيكون من المفيد بدء هذه المرحلة التالية على نحو يتسم بالتعاون بين الحزبين بما يخدم المصلحة العليا للبلاد. ولذلك، يتعين على الرئيس أن يعلم أن ثمة جمهوريين مستعدين للعمل والتعاون معه من أجل معالجة الأزمات الحالية، وأنه سيكون أقوى في الخارج إذا كان لديه دعم واسع في الداخل. غير أنه يتعين على الجمهوريين أيضاً أن يقوموا بدورهم ليُظهروا أن الهجومات الحزبية لموسم الحملة الانتخابية الأخير قد انتهت، وأن يعلموا أنه حان الأوان للتحلي بالجدية من جديد. ولعل أول ما يمكن أن يبدأوا به في هذا الباب هو سحب تهديداتهم بمعارضة تعيين السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس في منصب وزير خارجية. إنني أقول هذا ليس لأنني أؤيد تعيين رايس بشكل خاص. فالحقيقة هي أنها والسيناتور جون كيري (الديمقراطي عن ولاية ماساتشوسيتس)، وهما الشخصان اللذان يشار إليهما أكثر من غيرهما باعتبارهما الأوفر حظاً لتولي هذا المنصب، مؤهلان جداً. وفي حال اختار الرئيس أحدهما، فيتعين على مجلس الشيوخ أن يصوت من أجل التأكيد. حوار الأديان والحضارات الوثنية يقول منصور النقيدان: امتازت الصين عبر التاريخ بنجاحها في صهر التباينات بين شعوبها وأعادت صياغتها وفق روحها وطبقاً لذائقتها، حيث يعيش على أرض الصين ما يزيد على مئة مليون بوذي، وثمانية عشر مليوناً من معتنقي المسيحية، ومع قرابة أربعين مليون مسلم. وفي خطوة ذات دلالة قام عالم صيني مسلم عاش في القرن السابع عشر بتأليف تفسير للقرآن الكريم وفق أفكار كونفوشيوس. ويعيش في الصين ما يربو على بليون من البشر، يتبعون الطاوية وتعاليم كونفوشيوس. تمتلك الصين باعتبارها أكبر الحضارات الوثنية رؤيتها الخاصة لعالم متعدد الثقافات، وبإمكانها أن تكون ملهمة في إضفاء فلسفة ورؤية للمؤمنين تتجاوز الرؤية الواحدة المغلقة التي كانت طوال أربعة آلاف عام السمة البارزة لحضارة الشرق الأوسط. فلدى الثقافات الوثنية الأخرى ما يمكن أن تعلمه لنا. إن البوذية يتزايد أتباعها يوماً بعد آخر، كما أن مراكز جلسات التأمل التي تتنامى بشكل ملفت، وتجارب بعض المسلمين والمسيحيين بممارسة شعائر دينية نبعت من ثقافات الشرق الأقصى في موازاة شعائرهم الإبراهيمية، هي حقيقة تؤكد أن أبناء الديانات التوحيدية يجدون بعضاً من الطمأنينة في تراث الشرق البعيد. تغيير السلوك الغذائي... وفشل التجربة الدنماركية يشير د. أكمل عبد الحكيم إلى أن الجهود والأفكار الرامية لمكافحة وباء السمنة العالمي تعرضت لانتكاسة مع إعلان الحكومة الدنماركية عن عزمها إلغاء ما يعرف بضريبة الدهون (Fat Tax)، معللة هذا القرار بأنه جاء نتيجة فشل هذه الضريبة في تغيير السلوك الغذائي للدنماركيين، كما أن الضريبة دفعت بكثيرين لشراء احتياجاتهم من الدول المجاورة، كألمانيا والسويد، حيث تقل أسعار الغذاء عن الدنمارك بسبب عدم تطبيق ضريبة مماثلة في تلك الدول، وهو ما نتج عنه فقدان الكثير من الدنماركيين العاملين في صناعة الغذاء لوظائفهم. هذا بالإضافة إلى أن تطبيق هذه الضريبة عبر سلسلة إنتاج وتوزيع وبيع الأغذية المختلفة، قد تحول إلى كابوس من البيروقراطية بالنسبة للمزارعين، والمصانع، ومنافذ البيع، وبقية مكونات قطاع الغذاء والأطعمة. وكانت الحكومة الدنماركية قد بدأت في شهر أكتوبر من العام الماضي في فرض ضريبة إضافية على الحليب، والزبدة، واللحوم، والأجبان، والزيوت، و"البيتزا"، وجميع الأغذية المصنعة، التي تحتوي ضمن مكوناتها على أكثر من 2,3 في المئة من الدهون المشبعة، وبمقدار 2,7 دولار لكل كيلوجرام من تلك الدهون. وعلى رغم أن نية الحكومة كانت خفض الاستهلاك الفردي من الدهون المشبعة، في بلد يعاني 47 من سكانه من زيادة الوزن، و13 في المئة من السمنة المفرطة، ومع نجاح هذه الضريبة في زيادة عوائد الخزانة بمقدار 216 مليون دولار خلال العام المنصرم، إلا أن عاصفة الانتقادات، والتبعات السلبية سابقة الذكر، وخصوصاً خلق تضخم مفتعل في أسعار الغذاء، دفعت الحكومة الدنماركية للإعلان عن عزمها إلغاء هذه الضريبة، والتخلي أيضاً عن فكرة فرض ضريبة مماثلة على الأطعمة المرتفعة المحتوى من السكريات. الشريعة وجدل التأسيس القانوني حسب د.السيد ولد أباه، يدور اليوم جدل حاد في عدد من الساحات العربية بعد الصعود الانتخابي لتيارات الإسلام السياسي حول موضوع البدائل الإسلامية عن القوانين الحديثة التي أطلق عليها "القوانين الوضعية". وقد بدأت هذه المحاولات في الفكر الإسلامي مبكراً مع "عبد القادر عودة" في كتبه التي انتشرت على نطاق واسع وأثرت أقوى التأثير في الأدبيات الإسلامية. ويمكن أن نقسم إجمالًا الكتابات القانونية إلى اتجاهين كبيرين: - اتجاه انطلق من مبدأ الشرعية الداخلية للنسق الإسلامي في مرجعيته المنزلة، وأفضى في الغالب إلى مقاربة سلفية تسعى إلى الرجوع للأصول المؤسسة، ولو بالقطعة مع التقليد التراثي الوسيط. القانون بهذا المعنى من مقومات العقيدة والهوية ومعياره هو النص المقدس، ويندرج هذا الاتجاه في المقاربة الوضعية بمفهومها الديني (أي وضع الشارع لمعايير الحكم). -اتجاه انطلق من منظومة مقاصد الشريعة، تلمساً لأرضية مشتركة مع القوانين الحديثة، مما اقتضى تضييق جوانب الخصوصية التعبدية في الشريعة وتوسيع أبعادها الكونية الإنسانية. ولا شك أن الخلفية المرجعية لهذا الاتجاه هي فلسفة الحق الطبيعي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©