السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جهازك حصانك

20 مارس 2016 00:19
إذا كانت الثورة التكنولوجية تقدم كل يوم آخر ما أنتجته العقول العلمية خاصة في عالم الاتصالات بعد أن جعلت عالمنا قرية صغيرة واحدة، فإن الاستخدام الأمثل لهذه الوسائل يظل هو المحك والمعيار الأساسي لحسن توظيف الإنسان لهذه الثورة. فشاشة العرض مثلاً تعرض الغث والسمين، حيث يعود الأمر هنا إلى الإنسان الذي يوظف التكنولوجيا الحديثة للبناء أو الهدم بناءً على ثقافته ومعتقداته وتقاليده وعاداته. وفي هذا الإطار يمكن القول إن الإنسان هو المحرك الرئيسي والفاعل لأدوات عصره، حيث ينبغي أن يوجهها وفقاً لهذه المعتقدات والآراء وما استقر عليه المجتمع من ثوابت وقيم. ومع تغطية الإنترنت لكل أرجاء المعمورة، وحرص الإنسان على متابعة ما يدور حوله من أحداث محلية ودولية، تتضح خطورة ما بين يديه من وسائل تكنولوجية تربطه بهذا العالم ومدى تأثره بها وتصديقه لما تتبناه، وهنا تكمن خطورة ما تتناقله تلك الوسائل من أخبار ومدى صدقها، وما ينبغي عليه عمله تجاهها خاصة أنها أصبحت اليوم مادة خصبة للشائعات التي تحمل في أغلبها أكاذيب تضر بالمجتمع. ومن الثابت إعلامياً أن الشائعات - خاصة الكاذبة - تنتشر بسرعة كبيرة في المجتمع وتؤثر سلباً على كل أفراده، الأمر الذي يستوجب من الجميع وقفة لمناقشة أهدافها وبالتالي مواجهتها. وبلغة أكثر وضوحاً نقول إن ما شهدته دولة الإمارات العربية المتحدة أخيراً من عواصف رعدية وما أثير حولها من أخبار بعضها كاذب يستحق الدراسة والتأمل للاستفادة من دروس التجربة بعد تقييمها وفهم أبعادها الداخلية والخارجية وربطها بما يدور في منطقتنا من أحداث تستوجب القراءة المتانية لما بين السطور. فمن المعروف أن منطقتنا تتعرض لحملات إعلامية غير مسبوقة بهدف إضعاف دورها الحيوي في العالم، حيث يستخدم أعداؤها استراتيجية «الأفكار المهربة» التي تصمم وتبنى في مراكز أبحاث معدة سلفاً لهذا النوع من الاختراق ثم تمريرها إلى الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت غطاء الدين والمصلحة العامة وذرائع أخرى كثيرة. وإذا كنا جميعاً لم نؤدِّ دورنا بالشكل المطلوب في مواجهة هذه الأفكار الهدَّامة باعتبارها مسؤولية جماعية تتحملها الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، فإن كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة مطالب بالتحقق مما يصل إليه من مواقع التواصل الاجتماعي والتأكد من صحته، وأن يستقي أخباره المهمة من مصادرها المعتمدة التي تثبت كل يوم صدقها وشفافيتها إلى جانب حرفيتها في تقديمها، وعليه أن يدرك أيضاً أن «جهازه هو حصانه». وباعتباره راعياً في أهله وأسرته فإنه مطالب بمتابعة أبنائه والتأكد من وصول المعلومات الصحيحة إليهم، وتعريفهم بواجباتهم تجاه وطنهم. ستظل الشائعات العدو الأول للأمن والاستقرار في أي مجتمع، وعلينا جميعاً كجهات حكومية وأفراد العمل معاً لمواجهتها وكشف أهدافها الخبيثة والتيقن من صدقها. عامر بن النوه المنهالي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©