أعلن نادي تراث الإمارات بأبوظبي عن 15 فعالية، تتضمن مجموعة من المهرجانات الشعبية والمسرحيات التراثية والسباقات البحرية لتمثل أبرز ملامح احتفالات نادي تراث الإمارات بمناسبة اليوم الوطني لهذا العام، وكشف النادي عن بدء فعاليات مهرجان السمحة التراثي اعتباراً من الخميس المقبل ولمدة ثلاثة أيام.
انطلقت فعاليات احتفال نادي تراث الإمارات باليوم الوطني الحادي والأربعين، منذ أمس الأول، من خلال كأس الشيخ حمدان للقدرة في قرية بوذيب للقدرة، واستمرت يومين بعد أن شارك فيها أعداد كبيرة من أبناء الإمارات ليسهموا في تسليط الضوء على واحد من أبرز ملامح التراث الإماراتي ممثلاً في رياضات الفروسية والهجن. وتستمر الاحتفالات النادي حتى الخامس عشر من يناير المقبل مع انتهاء ملتقى السمالية الوطني الذي سيقدم فعالياته على مدى شهر كامل، وفق ما جاء في مؤتمر صحفي عقده النادي أمس.
وحضر المؤتمر علي الرميثي، النائب الثاني لرئيس مجلس الإدارة، المدير التنفيذي للأنشطة بنادي تراث الإمارات، وسعيد المناعي، مدير إدارة الأنشطة بالإنابة بالنادي، وعلاء نعمة مدير مسرح أبوظبي الوطني التابع لنادي تراث الإمارات.
مفاهيم وطنية
في بداية المؤتمر الصحفي، عبر الرميثي عن اعتزازه بالفعاليات التي يقوم بها النادي من أجل الاحتفال باليوم الوطني هذا العام، والتي تقام تحت شعار “روح الاتحاد”، لافتا إلى التفاعل الكبير والاهتمام الذي تحظى به الفعاليات التي يقيمها نادي تراث الإمارات في مختلف المناسبات في الدولة وعلى رأسها احتفالات اليوم الوطني، ترجمة لإيمان برسالة النادي في إعلاء قيمة كل ما من شأنه تعزيز الهوية الوطنية خاصة فيما يتعلق بالاهتمام بالمفردات التراثية والمكونات الأصيلة للمجتمع الإماراتي.
تالياً تحدث المناعي، موضحاً أن النادي سيقدم هذا العام 15 فعالية خاصة باليوم الوطني، وسيعلن عن تفصيلاتها عبر كتيبات خاصة تبرز أبرز المفاهيم الوطنية التي يسعى النادي إلى ترسيخها، وتستهدف هذه الفعاليات تحقيق مشاركة مجتمعية واسعة سواء من جانب المواطنين أو المقيمين.
وستدور كافة فعاليات النادي خلال اليوم الوطني في إطار مجموعة من الشعارات نحتفي من خلال بالإنجازات التي حققتها الدولة عبر مسيرة 41 عاماً، ومن أبرز تلك الفعاليات كأس الشيخ حمدان للقدرة، والقوافل التراثية بالعين ومجموعة من المسرحيات التراثية التي حازت جوائز مهمة في الدولة، والمسيرة البحرية ومهرجان الثقافة الشعبية، وملتقى السمالية الوطني، الذي كان يسمى ملتقى السمالية الربيعي وذلك تزامناً مع احتفالات الدولة باليوم الوطني، وستقدم الدعوات لكافة المناطق التعليمية بالدولة حتى تكون المشاركة مفتوحة أمام كافة أبناء الإمارات، وسيتم تقسيم أسابيع الملتقى ليكون الأول مخصصاً للطلبة، والثاني للطالبات والأسر، والثالث لنشاطي المقناص والمرواح، فضلاً عن وجود مسابقات ثقافية تراثية عامة ومنوعة وموجهة للطلاب في كافة المراحل الدراسية والفئات العمرية.
ومن الفعاليات المميزة أيضاً الدورات التراثية التي تستهدف 120 طالبا مواطنا يتعرفون من خلالها على كافة مفردات التراث الإماراتي والمهارات المتعلقة بالحرف وأساليب الحياة التي عاشها الأجداد. وفيما يتعلق بالجانب الفني تم الترتيب لعرض ثلاث مسرحيات مستقاة من أعماق التراث والحياة الإماراتية، وهي “إخوان شما”، و”زهرة مهرة”، و”بو محيوس في المجلس الوطني”.
رسائل الآباء
عقب ذلك طرحت أسئلة من جانب بعض الإعلاميين على الحضور، ومنها استفسار عن كيفية توصيل المعاني والقيم التراثية إلى الأجيال الجديدة، فأجاب المناعي بأنه من أسمى أهداف النادي توصيل رسائل الآباء والأجداد إلى الأبناء، ولذلك نحرص من خلال النادي على تيسير اللقاء بين الجيلين، من أجل الإسهام الفعال والناجح في حمل رسائل التراث للأجيال القادمة، وفي هذا الإطار تعتبر جزيرة السمالية مصنعاً للرجال الذين يعتنون بالتراث ويتعلمون كل المهارات والخبرات التي عرفها الأقدمون ويعملون على توصيلها للآخرين، ومن خلال أنشطة النادي يستخدم الطلاب حواسهم الخمس لإدراك ومعايشة كل ما يتعلق بالتراث وهو ما يجعل من المشاركة في أي نشاط تراثي داخل النادي مشاركة حية تترك أثرها الواضح على كل من مارسها أو أسهم فيها من الطلاب.
إلى ذلك، أوضح نعمة لـ “الاتحاد” أن إدارة نادي التراث ارتأت التركيز علي المسرح هذا العام كونه يعتبر أحد المنجزات الوطنية، حيث بدأت هويته تتشكل مع بدايات نشوء الدولة مرتكزاً على عناصر وطنية إماراتية مدعمة بخبرات عربية وعالمية، وفي إطار ذلك تم اختيار ثلاث مسرحيات إماراتية الأولى هي مسرحية “أخوان شما”، من المسرح الحديث في الشارقة ومن تأليف مرعي الحليان وإخراج إبراهيم سالم، ومن مسرح عجمان الوطني جاءت مسرحية “زهرة مهرة” من تأليف إسماعيل عبد الله وإخراج أحمد الأنصاري، ومسرحية “بو محيوس في المجلس الوطني”، وهي تابعة لمسرح دبي الشعبي.
ودعا نعمة الأجهزة الإعلامية المرئية منها بشكل خاص إلى تركيز الاهتمام على الأنشطة والفعاليات التراثية والثقافية المحلية، بدلاً من فرد مساحات كبيرة لكل ما هو غير ثقافي وهادف ولا يعبر عن الهوية الإماراتية بأي شكل من الأشكال.
مهرجان السمحة التراثي
يطلق نادي تراث الإمارات صباح يوم الخميس المقبل فعاليات “مهرجان السمحة التراثي، التي تستمر ثلاثة أيام، بمشاركة من طلبة مركز السمحة للشباب، ضمن احتفالاته باليوم الوطني الحادي والأربعين.
ويركز المهرجان، الذي يقام للسنة الرابعة على التوالي، بمشاركة عدد من المؤسسات الوطنية والمحلية، على أهمية البرنامج الاحتفالي المتنوع الذي بدأه النادي منذ نحو أسبوعين للاحتفاء بهذه المناسبة، ولتعريف أبناء الجيل الجديد بالدّور، الذي لعبه القائد المؤسس فقيد الوطن الكبير المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، في بناء مسيرة الاتحاد، والتعريف بالمنجزات الحضارية التي تمّت خلال عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، الذي سار على ذات النّهج والخطى السديدة، فقدّم وإخوانه أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات صورة مشرقة عن مسيرة الاتحاد والارتقاء بها، كما يؤكد البرنامج على أهمية نقل مفردات التراث الوطني للجمهور وإشراكه في هذا الحدث في إطار كرنفالي جاذب واحتفالية شعبية كبيرة.
ويشهد افتتاح المهرجان في منطقة السمحة غرب انطلاق مسيرة الاتحاد الطلابية بمشاركة طلبة المركز والعديد من المدارس في المنطقة، حيث يتمّ استعراض مواكب الهجن والخيول والصّقارة، للطلبة وهم يرفعون أعلام الدولة ويرتدون الزّي الوطني، كما تشتمل المسيرة على عروض الألعاب الشعبية، كما يرفع المشاركون العديد من اللافتات والصور، للتعبير عن مشاعر الولاء والانتماء والاعتزاز بمسيرة الاتحاد. كما يشتمل البرنامج على افتتاح المعرض الشّامل، الذي يتضمن أركانا وأجنحة تشارك بها الشرطة المجتمعية، والاتحاد النسائي العام، مركز زايد لذوي الاحتياجات الخاصة ببني ياس، والدفاع المدني، وشركة الإمارات للأمنيوم، وأبوظبي للموانئ، المراكز النسائية التابعة للنادي، ومؤسسات محلية عاملة بمنطقتي السمحة والشهامة.
وتعرض الأجنحة مشغولات يدوية وتراثية وصورا، ومسابقات ثقافية وتراثية، وعروض للألعاب الشعبية للذكور والإناث، إلى جانب تخصيص ركن للأطفال.
ويخصص اليوم الثاني من برنامج المهرجان للنساء والفتيات، ويشتمل بالإضافة إلى الفعاليات السابقة، عروض الألعاب الشعبية تقدمها المنتسبات لمركزي السمحة وأبوظبي النسائيين، فيما يخصص اليوم الثالث والأخير للعائلات، ويشتمل على محاضرات وندوات حول العادات والتقاليد، والتراث البرّي والبحري، والتعريف برياضة الصيد بالصقور، وعروض الألعاب الشعبية، كما يتيح برنامج المهرجان للطلبة فرصة التعبير عن اعتزازهم بالمناسبة من خلال إلقاء القصائد والكلمات في المسرح المكشوف الذي تم إنشاؤه خصيصا للحدث.
عدد اليوم
