الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثلاثة أشقاء مواطنين يبرعون في إلقاء القصائد ويحوزون جوائز على مستوى الدولة

ثلاثة أشقاء مواطنين يبرعون في إلقاء القصائد ويحوزون جوائز على مستوى الدولة
19 نوفمبر 2012
هناء الحمادي (دبي) - زرعت في أبنائها الثلاثة حب إلقاء الشعر منذ الصغر، فهي تقوم بمساعدتهم في حفظ أبيات الشعر وتدربهم على طريقة إلقائها، وكيفية التعبير أثناء الإلقاء، إنها والدتهم، الجندي المجهول صفاء الحمادي، التي عملت معلمة لمدة 11 سنة في عدة مدارس بإمارتي دبي والشارقة، التي استطاعت غرس هواية إلقاء الشعر في روح أبنائها الثلاثة فاطمة وفهد وهيا. وعلى الرغم من صغر سنهم إلا أنهم أثبتوا جدارتهم وجراءتهم في العديد من الفعاليات والمشاركات المدرسية، فبصوت جريء يلقون أبياتا شعرية جميلة متمكنين من مخارج الحروف، ومجيدين التعبير بالحركات. دعم مبكر حول بدايتها مع ابنتها الكبرى فاطمة (12 سنة)، تقول الحمادي “فاطمة طالبة في الصف السابع، ومنذ صغرها تحب إلقاء الشعر وقراءة القصص، وعندما لاحظت ذلك قمت بمساعدتها في حفظ الكثير من الأبيات والقصائد الشعرية في وقت الإجازة الأسبوعية أو الصيفية، حيث أقوم بسرد القصيدة لها وتوضيح معانيها حتى تتمكن من إلقائها بشكل سليم، وهذا الأمر لا يستغرق وقتا طويلا فهي سريعة البديهة، وتعشق الشعر وتتذوقه”. وحول مشاركات ابنتها في المسابقات، توضح الحمادي “شاركت فاطمة في العديد من المسابقات المدرسية والفعاليات الوطنية، وقد حصلت على الكثير من شهادات التقدير والتكريم والعديد من المراكز الأولى بمسابقات إلقاء الشعر، أبرزها مسابقة جائزة حمدان للطالب المتميز، التي كان لها أثر كبير في نفسية الصغيرة حيث إن فوزها دفعها لمزيد من المثابرة والتفوق، كما فازت بالمركز الثاني في مسابقة “كأس بوينج”، وهي من تنظيم مهرجان طيران الإمارات للآداب بدبي للقصص المقروءة”. وحول سلوك أبنائها الطريق ذاته، تقول الحمادي “كل إخوة فاطمة يجيدون إلقاء الشعر، حيث كانوا يتابعونها بشغف في المناسبات ما دفع بأخيها فهد، البالغ من العمر 9 سنوات، إلى أن يشارك في كل الفعاليات التي تقدمها المدرسة، ويستقبل ضيوفه بترديد أبيات شعرية”، مضيفة “تشجيعي له ووقوفي بجانبه في تدريبه على إبراز هوايته جعلاه يفوز في العديد من المسابقات منها مسابقة “أنا قارئ ماهر”، التي تنظمها وزارة التربية والتعليم حيث حصل فيها على المركز الثاني، ومسابقة “التعليم الشعرية”، التي نال فيها المركز الأول، وحاز المركز الرابع على مستوى الدولة في مسابقة “للإمارات قصائدي”. وتؤكد الحمادي أن إلقاء الشعر دفع فهد إلى تأسيس مكتبة صغيرة في غرفته تضم كتب الشعر وموسوعات ثقافية باللغة العربية والإنجليزية حيث يملك الآن ما يقارب من 500 كتاب منوع، بالإضافة إلى مجلته المفضلة “ماجد”. واستطاعت شقيقتهم هيا سامي، البالغة من العمر 6 سنوات، التفوق في إلقاء الشعر مثل إخوتها. إلى ذلك، تقول الحمادي “رغم صغر سن هيا إلا إنها استطاعت أن تلفت انتباه مدرساتها اللاتي شجعنها على إلقاء الشعر في الإذاعة المدرسية الصباحية وفي الكثير من المسابقات المدرسية”. وتضيف “وجود هيا مع إخوتها في الكثير من المشاركات الوطنية والمسابقات ساعدها في صقل موهبتها حيث تنافست مع الكثير من الطالبات في عدة مسابقات بالمدرسة، وكانت المراكز الأولى حليفتها دائما ما عزز ذلك في نفسها”. وتضيف “من أبرز المسابقات التي شاركت هيا فيها مسابقة التعليم الشعرية التي حصلت فيها على المركز الثالث، وهي تنظم على مستوى الدولة”. دور الأسرة حول دور الأسرة في تعزيز مواهب أبنائها، تقول فاطمة سجواني، موجهة الخدمة النفسية، إن “الكشف عن هذه المواهب والقدرات يتم من خلال الملاحظة والمتابعة، فالبيئة غنية بالمثيرات التي قد تكتشف مواهب الطفل وإبداعاته، أيضا يقع على عاتق الأسرة توفير الأجواء الملائمة والإمكانات المناسبة لهذا الطفل، والعمل باستمرار على تشجيعه لممارسة هذه الهواية ولو بشكل معنوي. ومن ثم يقع على عاتق الأسرة التعزيز وهو عبارة عن مكافأة الطفل حتى يكرر ممارسة هوايته ويتشجع”. وحول مقاييس اكتشاف مواهب الطفل، تقول سجواني “هناك ثلاثة مقاييس لاكتشاف موهبة الطفل، فمهما تعددت المقاييس فالأسرة هي المقياس الأهم، أما كيف تكتشف الأسرة ابنها الموهوب فهو أمر في غاية الأهمية كون الأسرة بحاجة أولا إلى أن تعرف سمات الموهوبين وما هي سمة المنتج، وكيف يمكن تمييز الموهبة ذات الطـابع المتميز جدا وذات الطابع المتوسط، وكيف نميز ما هو لافت للنظر وليس بموهوب وهذا يحتاج إلى أن تكون الأسرة على دراية بالشروط العلمية”. وتضيف “من الضروري أن تكون هناك متابعة من الأسرة لطفلها، لمعرفة قدراته التحليلية خاصة في السنتين الأوليين من حياته لمعرفة قدرته على الفهم والتبصر بمن حوله ومعرفتهم كيف يتعامل مع الأشياء”. وتؤكد أن “تحديد الموهبة في السنوات المبكرة من العمر يسهل رعايتها”. وعن خطوات رعاية الطفل الموهوب، تقول سجواني إن “أول خطوة لرعاية الطفل الموهوب اكتشاف موهبته فيجب على الأسرة معرفة قدرات طفلها وتميزه، بعد ذلك تنظر في أنماط التعلم لدى الطفل وننظر إلى ما هو الأسلوب الأمثل للتعلم وما الأشياء التي يحبها والتي لا يحبها، وكيف يتعلم، أما النقطة الثانية فهي الأهم إذ إن عدم تقديم أي شيء خير من تقديم السلبي، أما النقطة الثالثة في الرعاية فهي تذليل العوائق لنمو الموهبة وهي في الغالب تتعلق بالعقبات الاجتماعية كالقضايا التي تتعلق بالتحطيم واهتزاز الشخصية في ثقة الطفل بنفسه، وهذه العوائق المتعددة بالقضايا الاجتماعية أي سمات الشخصية المؤثرة، فتأثيرها في الغالب يؤثر على نمو الموهبة عقليا. فالناحية الاجتماعية دائماً ما تكون مؤثرة على نمو الطفل وتوفير البيئة الاجتماعية المناسبة التي تتيح للطفل التفكير الحر دون تدخلات مباشرة من الوالدين أو الأسرة بيئة مشجعة لنمو الموهبة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©