عواصم (وكالات)
حث وزير الخارجية الأميركي جون كيري الليلة قبل الماضية، الكونجرس على اعتماد تفويض قانوني جديد لعمل عسكري ضد «داعش» لثلاث سنوات على الأقل، مطالباً أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بتفويض يتسم بـ«المرونة» وآلا يفرض قيوداً على الرئيس باراك أوباما في نشر قوات قتالية لمواجهة التنظيم الإرهابي إذا دعت الحاجة لذلك. من جهتها، أعلنت قيادة قوة التدخل المشتركة التابعة للتحالف الدولي الذي يشن حملة عسكرية جوية ضد تنظيم «داعش» أن مقاتلات أميركية شنت منذ الاثنين الماضي 7 ضربات جوية مركزة دمرت أهدافا للجماعة الإرهابية في بلدة كوباني السورية الحدودية مع تركيا، في حين تجددت الاشتباكات بين المسلحين المتشددين والقوات النظامية السورية في محيط مطار دير الزور العسكري بعد أيام من صد عملية اقتحام مكنت «داعش» من التوغل داخل المطار والسيطرة على نقاط أمنية مهمة. وأعلنت التنسيقيات المحلية أن التنظيم الإرهابي نفذ عملية اعدام ميداني عند دوار الطيارة بمدينة دير الزور نفسها طالت 4 رجال دون معرفة الأسباب افي وقت واصل الجيش التابع لنظام الأسد والميليشيات الموالية له عمليات القصف المدفعي والجوي بالبراميل المتفجرة على المواقع المضطربة. في الأثناء، قال «مجلس قيادة الثورة» للجيش الحر في ريف دمشق، إن 20 جندياً من القوات الحكومية قتلوا في معارك مع المعارضة في داريا، تزامناً مع حملة اعتقالات طالت عشرات الأهالي.
وقال كيري أمام لجنة الشيوخ الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي إن أي تفويض يصدره الكونجرس باستخدام القوة العسكرية ضد تنظيم «داعش» يجب أن يتسم بالمرونة وآلا يقتصر القتال على العراق وسوريا. وأضاف كيري أمام اللجنة التي تنظر في الحاجة لاصدار تفويض باستخدام القوة العسكرية، أن التفويض يجب أيضاً آلا يفرض قيوداً على الرئيس باراك أوباما في نشر قوات قتالية لمواجهة «داعش» إذا دعت الحاجة لذلك. وكانت الإدارة الأميركية ذكرت أن حملة الغارات الجوية الحالية التي تشنها على التنظيم الإرهابي، قانونية استناداً إلى تفويض صدر أوائل القرن الواحد والعشرين بشن الحملات على «القاعدة» والجماعات الموالية له ولحرب العراق إبان إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش. لكن كيري قال إن الإدارة أيدت تجديد التفويض ليشمل الحملة على «تنظيم «داعش».
وتابع وزير الخارجية الأميركي «لا نعتقد أن التفويض باستخدام القوة العسكرية يجب أن يشمل تحديداً جغرافياً...لا نتوقع تنفيذ عمليات في دول بخلاف العراق وسوريا لكن أينما تمثل (داعش) تهديداً على المصالح الأميركية والأميركيين في دول أخرى، فإننا لا نريد أن يحد التفويض باستخدام القوة العسكرية من قدرتنا على استخدام القوة الملائمة ضد الإرهابيين في هذه المواقع إذا اقتضت الضرورة.. من وجهة نظرنا، فإنه سيكون من الخطأ ايصال رسالة للتنظيم المتطرف بأن هناك ملاذات آمنة لهم خارج العراق وسوريا». وقال أوباما في وقت سابق إن بلاده لن ترسل قوات قتالية أميركية لمحاربة «داعش» لكن كيري أكد أن أي سلطات حرب يمنحها الكونجرس «يجب آلا تكبل أيادي القائد العام أو قادتنا في الميدان بصورة استباقية» مضيفاً «أوضح الرئيس جلياً أن سياسته هي أن القوات العسكرية الأميركية لن ترسل للدخول في عمليات برية قتالية ضد (داعش)...ستكون هذه مسؤولية القوات المحلية».
وحذر كيري من أن على الرغم من الحاق التحالف الذي تقوده بلاده الأضرار بالتنظيم المتشدد بعد شن نحو 1150 غارة جوية في العراق وسوريا، فإن القتال قد يمتد لسنوات. وقال إن الإدارة أيدت اقتراحاً تقدم به السناتور روبرت منينديز بمنح سلطات حرب جديدة لمدة 3 سنوات تفادياً لاصدار تفويض مفتوح باستخدام القوة العسكرية. وخلال نقاش محتدم في لجنة الشؤون الخارجية، تعرض الوزير الأميركي لانتقادات من جمهوريين وديمقراطيين شددوا على أنه إذا كان الرئيس أوباما بحاجة إلى سلطات جديدة لمحاربة الإرهابيين، فعليه أن يضع نصاً يعرضه على مجلس الشيوخ.
وقال كيري «اعتقد إننا متفقون جميعاً على أن هذا النقاش يجب أن ينتهي بتصويت حزبي يوضح بأن هذه المعركة ضد (داعش) ليست من طرف حزب واحد وإنما تعكس تصميمنا الموحد على اضعاف وهزم هذا التنظيم في نهاية المطاف». وأضاف أن «شركاءنا في التحالف يجب أن يعرفوا هذا الأمر، وكذلك الرجال والنساء في قواتنا المسلحة. كما يجب أن يفهم هذا الأمر كوادر التنظيم الإرهابي القتلة ومرتكبو الاغتصاب».
من ناحيته، جدد السناتور الجمهوري جون ماكين اتهام إدارة أوباما بالفشل في مساعدة الشعب السوري مع مقتل أكثر من 200 ألف شخص في النزاع المستمر منذ نحو 4 سنوات تقريباً. وقال ماكين أمام اللجنة إن مسلحي المعارضة السورية المعتدلة «لا يتفهمون صراحة لماذا لا تقومون بحمايتهم» من البراميل المتفجرة وهجمات الرئيس الأسد..لا نقوم بشيء لمنع بشار الأسد من قتلهم».
عدد اليوم
