الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاركة القطاع الخاص في تنمية الموارد المائية مطلب حيوي

مشاركة القطاع الخاص في تنمية الموارد المائية مطلب حيوي
19 نوفمبر 2012
دبي (الاتحاد) - لا يمر يوم، إلا وتتكرر التحذيرات حول أزمة المياه العالمية، التي نتجت عن التغيرات المناخية، وقد تتطور لاحقا، كما ورد في أبحاث ودراسات منظمة الأمم المتحدة، وأيضا دراسات منظمة «الفاو»، حيث أشارت بعض التقارير إلى جفاف بعض الأنهار الرئيسية في مناطق عدة بالكرة الأرضية، من بينها إفريقيا والشرق الأوسط، وخلال الخمسين عاما المقبلة، بات واضحا من الإحصائيات العالمية أن حجم المياه سيتقلص إلى مستويات غير مسبوقة، فيما سيزداد عدد سكان العالم من 7 مليارات إلى 9 مليارات بحلول عام 2050، ما يعني أن 40% من سكان العالم، الذين يعيشون في أحواض 263 نهرا عالميا، أصبحوا عرضة لمعاناة رهيبة بسبب نقص المياه. وهذا ماذكره سانجيف شادا- الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لشركات «بيبسيكو». حلول غير تقليدية ويضيف سانجيف شادا قائلا: تتوقع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» أن يقيم 70% من سكان العالم في المدن معظمهم في دول نامية، ما يعني ارتفاعا في الطلب على مياه الشرب، كما تحدث زيادة في الطلب على الأغذية، والذي سيؤدي بدوره إلى ارتفاع الطلب على الماء من خلال نمو الزراعة، وهذا يتطلب حلولا مائية غير تقليدية، ليس فقط من خلال الحكومات بل بالتعاون الجاد بين القطاعين العام والخاص، لأن القطاع الخاص له دور ومسؤولية تجاه المجتمع الذي يعمل من خلاله. ويكمل شادا: كل التحذيرات تدق ناقوس الخطر وكأنها تقول لابد أن يستفيق القطاع الخاص، فلا يكفي تعاونه مع القطاع العام، بل عليه اتباع مبادرات استثنائية لتوفير المياه، مما سيؤدي إلى تقليل التكاليف والبصمة البيئية معاً، ونحن من خلال الشركة نتبع استراتيجية متمثلة في الأداء الهادف، ونعمل وفق نهج عالمي متكامل بحيث نحافظ من خلاله على استهلاك المياه، في إدارة عملياتنا المباشرة وسلسلة الإمداد والتوريد الزراعي. كما نسعى عبره أيضا إلى توفير المياه النظيفة للمجتمعات التي تحتاجها، والمحافظة على الطاقة والمياه كما نعمل على المساعدة في إيجاد حلول دائمة لتحديات المياه، ومن تجاربنا في العمل مع 13 منظمة دولية، وعبر العمل مع مجموعة مصادر المياه والمنتدى الاقتصادي العالمي، ننصح الشركات بالتركيز على نقاط عدة، عند العمل على ملف المياه، وأهمها التعاون مع الجميع لمواجهة أزمة المياه، لأنه قطاع مرتبط بعدة جوانب في حياتنا، مثل الطاقة والصرف الصحي والصحة العامة والتعليم وتمكين المرأة. وعلينا البحث دائما عن الحلول المبتكرة والتغيير الإيجابي، من أجل تلبية احتياجاتنا المستقبلية، وأن تكون الحلول المبتكرة منخفضة التكلفة، ويتم تطبيقها بأفضل الأدوات التي ستساعدنا على المحافظة على المياه، والشراكة لا يمكن أن نصل إليها دون تخطي العقبات، والتغلب على التخوف من العمل معا، حيث تتطلع الحكومات إلى العمل عبر شراكات متعددة، وإيجاد الشركاء المهتمين بنفس النقاط سيخلق أثرا كبيرا، و لكن إن لم نجدهم علينا أن نبحث عن الشركاء المبدعين. استدامة اجتماعية وبيئية ويضيف شادا: علينا أن ننظر إلى الهدف الأكبر بدلا من النظر إلى عدم التقائنا فكريا في الأفعال والنتائج، كما يجب ألا ننتظر الحلول المثالية أو التمويل الكامل، أو الاعتماد على الاستراتيجيات قليلة المخاطر، وإنما علينا أن نقبل بالحلول الناجعة التي تحقق نسبة نجاح 60%، وأن نخلق شبكة للمياه تماما كشبكة الإنترنت التي غيرت حياتنا، وحققت التواصل ودعمت الشراكات ووصلت بنا إلى الحلول المبتكرة والنتائج الرائعة في العمل التجاري والحكومي والشخصي، ونستطيع أن نقوم بتحويل تحديات الأمن المائي إلى إيجابيات، من خلال المساهمة في تقليل تقديرات الأمم المتحدة التي ترى ثلثي سكان العالم في فقر شديد بحلول عام 2025. ونصح سانجيف شادا باستغلال صناعة المشروبات والأغذية، لأنها صناعة كبيرة، موضحاً أن الصغيرة منها، ستكون قادرة على الأداء والالتزام بالاستدامة الاجتماعية والبيئية، لأنهما الدافعان للنجاح المالي على المدى الطويل، ولن نستمر في العمل طويلا إن لم نتبع استراتيجية الأداء الهادف، والذي يشمل وعدا بتقديم مجموعة كبيرة من الأطعمة والمرطبات التي ترضي الأذواق المحلية، وإيجاد طرق إبداعية لتقليل التأثير على البيئة والمحافظة على الطاقة والمياه وتخفيض حجم العبوات، بالإضافة إلى توفير بيئة عمل رائعة لزملائنا والاستثمار في المجتمعات المحلية. الترشيد مسؤولية الجميع وتحدث سانجيف عن الترشيد قائلاً: يعتبر موضوع ترشيد استهلاك المياه من المواضيع الحيوية التي تشغل الرأي العام العالمي ولا ينبغي تجاهلها، وهي مسؤولية الجميع للحفاظ على الموارد الطبيعية، وممارسة الأساليب الحضارية في التعامل مع المياه، وتكييف عاداتنا اليومية مع الحلول العملية التي تقدمها الدراسات العملية في هذا المجال، ويعد الترشيد هو الاستخدام الأمثل للمياه، بحيث يؤدي إلى الاستفادة منها بأقل كمية وبأرخص التكاليف المالية الممكنة، في جميع مجالات النشاط. كما أننا نهدف إلى توعية المستهلك بأهمية المياه، باعتبارها أساس الحياة، كما أن تنمية الموارد المائية أصبحت مطلبا حيويا، لضمان التنمية المستدامة في كافة المجالات الصناعية والسياحية والزراعية، وذلك عن طريق العمل على تغيير الأنماط والعادات الاستهلاكية اليومية، بحيث يتسم السلوك الاستهلاكي للفرد أو للأسرة بالتعقل والاتزان والرشاد. ويقول شادا، إن الدعوة إلى ترشيد الاستهلاك لا يقصد بها الحرمان من استخدام المياه بقدر ما يقصد بها العمل على تربية النفس، والتوسط وعدم الإسراف، لأن حاجة الإنسان إلى المياه تفوق ما تمده به الطبيعة، فقد أصبحت مشكلة المياه تتصدر هموم سكان العالم، وأصبحت مسألة المياه تجد لها صوتا واهتماما كبيرا، سواء على المستوى الإقليمي أوالعالمي، حيث إن الصراع القادم في العالم سيكون من أجل السيطرة على مصادر المياه ومنابعها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©