موسكو، دمشق (وكالات)
نقل ميخائيل بوجدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي نائب وزير الخارجية أمس، رسالة شفوية للرئيس بشار الأسد من الرئيس فلاديمير بوتين تناولت الأوضاع في سوريا والعلاقات الثنائية مع تأكيده مجدداً على دعم موسكو في مواجهة «الهجمة الإرهابية الشرسة» التي تتعرض لها البلاد، بحسب موقع الحكومة السورية. من جهته، قال رئيس هيئة الأركان الروسية الجنرال فاليري جيراسيموف إن واشنطن وحلفاءها زادوا من دعمهم المقدم لفصائل المعارضة السورية المسلحة وذلك لتغيير نظام الحكم في سوريا.
والتقى بوجدانوف في دمشق أمس، الأسد في مستهل زيارة ضمن «جهود دبلوماسية روسية» تهدف إلى تسوية الأزمة السورية بالحوار، كما من المقرر أن يلتقي أيضاً عدداً من أطياف المعارضة بالداخل. وتأتي الزيارة بعد لقاءات عقدها الدبلوماسي الروسي خلال اليومين الماضيين في تركيا مع مسؤولين في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وممثلين عن عدد كبير من الفصائل في المعارضة المسلحة. ولدى استقباله المبعوث الروسي صباح أمس، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد «نثق أن الأصدقاء الروس يحملون أفكاراً سنتناقش حولها، لكي تكون العملية مضمونة النجاح، وبما يؤدي إلى حل سياسي يقوم على المبادئ التالية: وحدة الأراضي السورية وعدم التدخل الخارجي في شؤون سوريا... وقضايا أخرى من أجل إنهاء التدخل الخارجي في الشأن السوري».
وفي وقت لاحق، أفاد موقع الرئاسة السورية على فيسبوك أن الأسد أكد لبوجدانوف أن سوريا تتعاطى بإيجابية مع الجهود التي تبذلها روسيا بهدف إيجاد حل للأزمة المحتدمة، لأنها على ثقة بمبدئية أي تحرك دبلوماسي روسي. وقالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إنه كان هناك «توافق في وجهات النظر بأن نجاح أي جهود لحل الأزمة السورية يتطلب عملًا جدياً في مكافحة الإرهاب والتطرف عبر قيام المجتمع الدولي بممارسة ضغوط حقيقية واتخاذ إجراءات رادعة بحق الدول الداعمة للإرهاب». وتأتي تحركات بوجدانوف تجسيداً لتفاهمات روسية - سورية أفرزتها زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو في 26 نوفمبر الماضي، حيث استقبل من قبل الرئيس بوتين واجتمع مع نظيره سيرجي لافروف، حيث تركزت مباحثات الجانبين على إجراء مشاورات تمهيدية بين فصائل المعارضة السورية على أوسع نطاق ممكن وبدون اشتراطات واستثناءات مسبقة وبرعاية دولية، والعمل على جمع ممثلين عن المعارضة مع ممثلي النظام من دون شروط مسبقة أيضاً.
إلى ذلك، قال جيراسيموف «بحسب معلوماتنا فإن تنظيم «(داعش) الذي ينشط في العراق وسوريا يضم في صفوفه قرابة 70 ألف مقاتل من مختلف الجنسيات». وزعم المسؤول العسكري إلى أن «الولايات المتحدة كانت مولت هذا التنظيم لمواجهة قوات الحكومة السورية». وأشار جيراسيموف أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين كثفوا الجهود الرامية إلى إسقاط نظام الأسد في سياق النزاع المتواصل في سوريا.وقال في اللقاء السنوي مع الملحقين العسكريين الأجانب المعتمدين لدى موسكو أمس، «حجم المساعدات الأجنبية للتنظيمات المسلحة يزداد، وتشتد الضغوط السياسية والإعلامية الدولية على القيادة السورية. كما تتخذ خطوات ترمي إلى تصعيد النزاع».
وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أعلن في وقت سابق أنه لا توجد بؤرة توتر واحدة في العالم إلا وفيها تواجد عسكري أميركي، مضيفاً أنه بعد انتهاء «مهمة جلب الديمقراطية» لهذه البلدان تتحول إلى مناطق فوضى دموية».
عدد اليوم
