الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تهديد كوريا الشمالية النووي.. كيف كبر؟

21 فبراير 2017 22:43
عندما أجرت كوريا الشمالية تجربة لصاروخ سقط في البحر هذا الشهر، كان ذلك أكثر من مجرد محاولة من قبل الزعيم كيم أون البالغ ثلاثة وثلاثين عاما لإزعاج الرئيس الأميركي الجديد، حيث لاحظ خبراء الأسلحة شيئاً جديداً: تكنولوجيا الوقود الصلب التي تجعل من السهل إخفاء مثل هذه الصواريخ وإطلاقها بسرعة. وقد أحرز برنامج التسليح النووي لكوريا الشمالية تقدماً في أربعة مجالات تستدعي الانتباه هي: حجم الترسانة، وقوة القنابل، وتكنولوجيا الصواريخ، والقدرة على تفادي الرصد. الواقع أن معرفة حجم مخزون الأسلحة قائم على التقديرات. وفي هذا الإطار، يقول بعض الخبراء إن كوريا الشمالية تمتلك أقل من 10 أسلحة نووية، غير أن صور الأقمار الصناعية لمجمع يونجبيون النووي في كوريا الشمالية، إضافة إلى صور البروباجندا الرسمية واختبارات نووية حديثة، تشير إلى أن البلاد يمكن أن تقوم بتوسيع ترسانتها بسرعة. ووفق أحد التقديرات، فإن لدى البلاد الآن من البلوتونيوم واليورانيوم عالي التخصيب ما يكفي لصنع 20 إلى 25 قنبلة نووية. وتشير التقديرات إلى أن الطاقة التفجيرية لهذه الأسلحة ربما تنمو من 1 كيلوطن إلى 10 كيلوطن في غضون 10 سنوات. لقد بلغت القوة التفجيرية لأول قنبلة نووية لكوريا الشمالية، تم اختبارها في أكتوبر 2006، أقل من كيلو طن من مادة «تي. إن. تي». أما تجربتها الثانية، التي أجريت في 2008، فقد سجلت أكثر من ضعف تلك القوة. وبحلول يناير 2016، أعلنت البلاد أنها قامت بتفجير قنبلة هيدروجينية في تجربة رابعة، ولكن بعض المراقبين الأجانب أبدوا تشككا بشأن ذلك. هذا في حين أشارت قراءات للاهتزازات الأرضية إلى قوة تفجيرية تراوحت بين 4 و6 كيلوطن. غير أن قراءات الاهتزازات الأرضية في التجربة الكورية الشمالية الخامسة سجلت قوة تناهز 10 كيلوطن، وفق وزارة الدفاع الكورية الجنوبية. وبخصوص ما لدى كوريا الشمالية، من تكنولوجيا الصواريخ، فإنه في عام 1999، قال جورج تينيت، مدير وكالة الاستخبارات الفضائية وقتئذ، إنه قلق للغاية بشأن برنامج كوريا الشمالية، محذراً من أن صاروخ «تايبودونج 1»، الذي يصل مداه إلى ألف و243 ميلا، قادر على إيصال حمولة إلى ألاسكا وهواي. وخلال العقدين اللذين أعقبا ذلك تقريبا، نجح استثمار البلاد في أن تصبح قوة ممتلكة للسلاح النووي على الرغم من المساعي الدبلوماسية والعقوبات الدولية. وفي 2016، أطلق كيم عشرات الصواريخ في إطار تجارب وعمليات لاستعراض القوة العسكرية. بعض تلك الصواريخ يمكن إطلاقها من منصات متحركة وغواصات، ما يجعل إخفاءها أكثر سهولة. كما يمكنها أن تحمل رؤوسا نووية، وفق سيجفرايد هيكر، المدير الفخري ل«مختبر لوس ألاموس الوطني» في نيوميكسيكو، وهو المكان الذي رأت فيه القنبلة الذرية الأميركية النور أول مرة. ويقول هيكر ومحللون آخرون إنهم يعتقدون أن كوريا الشمالية قامت بتصميم واختبار رؤوس حربية نووية، يمكن تركيبها على صواريخ قصيرة المدى، وربما أخرى متوسطة المدى. وكتب هيكر يقول في سبتمبر 2016: «إن بيونج يانج ستقوم على الأرجح بتطوير القدرة للوصول إلى الولايات المتحدة بوساطة صاروخ مزود برأس نووية في ظرف عقد أو نحو ذلك». وعندما أصبح زعيماً لكوريا الشمالية في 2012، قال «كيم» إن أولوياته «الأولى والثانية والثالثة» هي تقوية الجيش، وأعلن أن التفوق في التكنولوجيا العسكرية «لم يعد حكراً على الإمبرياليين». وبعد أقل من ثلاث سنوات على ذلك، قال الجنرال «كورتيس سكاباروتي»، قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية وقتئذ، إنه يعتقد أن كوريا الشمالية صنعت سلاحاً نووياً صغيراً بما يكفي ليركب على متن صاروخ. وفي مايو 2015، أعلن كيم أن كوريا الشمالية لديها القدرة على تصغير حجم الأسلحة النووية. ادعاء قوبل بالتشكيك من قبل بعض المحللين، ولكن في مارس 2016، ظهر كيم في صور وهو يعبّر عن فخره وإعجابه بما وصفته وسائل الإعلام التابعة للدولة بأنها رأسٌ حربية صُنعت محلياً. وفي أغسطس 2016، أجرت كوريا الشمالية اختباراً لصاروخ باليستي أطلق من غواصة، وأظهر تحسناً مهماً في قدرته على ضرب الأعداء بشكل مباغت. ويقول محللون إن الصاروخ الذي جرى اختباره هذا الشهر يمثل دليلا إضافيا على أن كوريا الشمالية ملتزمة بإنتاج مزيد من الأسلحة المميتة التي يمكن نشرها بسرعة. وفي هذا السياق، قال جوشوا بولاك، الباحث ب«مركز جيمس مارتن لدراسات حظر الانتشار النووي» التابع لمعهد ميدلبري () إن الكوريين الشماليين مصابون حقا بالارتياب المرضي»، مضيفا«كما أنهم صرحاء بشكل متزايد بشأن كيف ينوون استعمال هذه الأشياء بشكل استباقي». *محللان سياسيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة«نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©