الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: البحث العلمي.. ضرورة شرعية

العلماء: البحث العلمي.. ضرورة شرعية
3 ديسمبر 2015 23:24
أحمد مراد (القاهرة) دعا العلماء إلى ضرورة الاهتمام بالبحث العلمي، واعتباره مشروعاً قومياً للأمة العربية والإسلامية، مؤكدين أنه لا حياة ولا نهضة للأمة بدونه. وأكد العلماء أن الإسلام الحنيف يدعو إلى البحث والتأمل والتفكير في كل أرجاء الكون بغرض الوصول إلى حقائق علمية تيسر حياة البشر، وتلبي احتياجاتهم المعيشية المختلفة، موضحين أن الإسلام هو الدين الذي أرسى المفاهيم الأساسية للعلم والبحث والتدبر والتأمل والتفكير، وحث أتباعه على التزود من العلم، والنهل من المعرفة. زيادة الإنتاج وشدد د. شوقي علام، مفتي مصر، على ضرورة أن تهتم الأمة العربية والإسلامية بالبحث العلمي، لأن الاهتمام به يؤدي إلى التسارع في النمو وزيادة الناتج القومي للدول العربية والإسلامية، وهذا في حد ذاته يعد خطوة أساسية في بناء مجتمع المعرفة القائم على البحث العلمي في مجالاته كافة الإنسانية والعلمية والطبية وغيرها، مما ينصب في تنمية الفرد وبناء الشخصية الحضارية التي من شأنها التنافس بما تمتلكه من قدرات خلاقة مع ما هو موجود في دول العالم. وأكد مفتي مصر أن العلم هو السلاح الذي استخدمه السابقون لبناء الحضارة، وما تركوه لنا اليوم من تطور حضاري يؤكد أن العلم هو الأساس لكل هذا التطور والباعث الوحيد له، لأن من ملك زمام العلم ملك زمام الأمم، فبالعلم تبنى الأمم وتتطور المجتمعات ويرتفع قدر الأفراد، والعلم الذي نقصده ليس مقصورا على شيء معين بل مجالاته مفتوحة ومتسعة وكل علم يؤدي إلى عبادة الله وعمارة الأرض وتزكية النفس هو علم نافع يرضي الله تعالى ورسوله إذا توافر له الإخلاص والنية الصادقة والمخلصة. وطالب د.علام بأن يكون التعليم والبحث العلمي خصوصاً المشروع القومي الأول للأمة العربية والإسلامية، لأنه لا حياة ولا وجود لنا بدون البحث العلمي، حيث إن اللغة التي يعترف بها العالم الآن هي لغة العمل والإنجاز. مكانة عظيمة وقال مفتي مصر: للعلم والعلماء مكانة عظيمة في الإسلام، فقد بدأ اللهُ تعالى رسالته للنبي صلى الله عليه وسلم بقوله جل شأنه «اقرأ باسم ربك الذي خلق»، ومدح اللهُ تعالى في كتابه العلم في مواضع كثيرة منها «فاعلم أنه لا إله إلا الله» وهنا قدم العلم على كلمة التوحيد، لأنك لا تستطيع معرفتها أو معرفة مقتضاها إلا من خلال العلم، ولقد مدح اللهُ العلماء في كتابه فقال تعالى: « إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «العلماء ورثة الأنبياء»، هذا لما لهم من دور كبير في إنارة العقول وإزالة الجهل عنها، وارتباطهم ببناء الحضارة وتقدم الأمم. وأضاف: ولقد كان العلم في حياة الأوائل من سلفنا الصالح يمثل اللبنة الأساس في حياتهم، فقد كانوا يحثون أبناءهم منذ نعومة أظفارهم على طلب العلم ويجلسونهم منذ الصغر في حلقات العلم، والتي كانت لا يخلو منها مسجد أو قرية، وكانوا يتركون لذة النوم ويهجرون المضاجع في وقت يهجع فيه الناس، يقول أبو الدرداء: «الناس عالِم ومتعلم، ولا خير فيما بين ذلك»، وقال الحسن البصري: «لأن يعلم الرجل باباً من العلم فيعبد به ربه لهو خير له من أن لو كانت الدنيا من أولها إلى آخرها له فوضعها في الآخرة». المرجع الأول ويضيف: وخلال الفترة الذهبية من تاريخ الإسلام حتى القرن الثامن عشر، أُنشئت المدارس في مختلف البلاد الإسلامية شرقاً وغرباً، وكثرت المكتبات، وامتلأت بالمؤلفات في مختلف العلوم، حتى إن مكتبة خلفاء الأندلس، اشتملت وحدها على «600» ألف مجلد، وقد كان بالأندلس سبعون مكتبة عامة إلى جانب الكثير والكثير من المكتبات الخاصة، وقد اجتذبت هذه المكتبات الباحثين عن المعرفة من منابع العالم المختلفة ينهلون من علوم العرب ومؤلفاتهم، ففي علم الكيمياء، يعتبر جابر بن حيان مؤسس هذا العلم، وظلت أبحاثه وما توصل إليه من معلومات ومعارف هي المرجع الأول في أوروبا، حتى القرن الثامن عشر، وفي الطب كان كتاب «الحاوي»، وهو من عشرين مجلداً، وكذلك كتاب «القانون» لابن سينا، و«الموجز في الطب» لابن النفيس، والمقدمة لابن خلدون من أهم المراجع العلمية الأساسية، ويشهد التاريخ بأثر الحضارة الإسلامية على الحضارة الأوروبية. وتابع: العلم والبحث العلمي أمر مهم جداً لنهضة أية أمة والأمة الإسلامية على وجه الخصوص، لأن أمتنا قامت على مفاهيم النبي صلى الله عليه وسلم وعلمت الناس، والمسلمون ما دخلوا بلاداً إلا وبدؤوا بالتعليم حتى انتشر من الأندلس إلى الهند، ولم يُقهروا الناس على ترك لغاتهم أو يفرضوا عليهم العربية، ولكن فرضوا عليهم العلم، فتعلموا وأسرعوا في تعلم اللغة العربية. حقائق علمية وأكد د.علي جمعة، مفتي مصر السابق، أن البحث العلمي «مفتاح» كل تقدم ونهضة، مؤكداً أنه من دون البحث العلمي لن تتقدم الأمة الإسلامية، وستظل تعيش في وضعها المؤسف الراهن. وشدد على أن الإسلام الحنيف دين يدعو إلى البحث والتأمل والتفكير في كل أرجاء الكون بغرض الوصول إلى حقائق علمية تيسر حياة البشر، وتلبي احتياجاتهم المعيشية المختلفة، مشيرا إلى أن اهتمام الإسلام بالبحث العلمي يأتي في إطار دعوته إلى حرية الفكر والعقل والعلم، ولكن الحرية بمعناها الملتزم في السلوك وفي النتائج، بمعنى حرية العلم والبحث العلمي في الوصول إلى كل ما يخدم البشرية، وتجنب كل ما يلحق الضرر بالإنسان والنبات والحيوان. دين علم وعمل أكد د.أحمد كريمه، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الإسلام في حد ذاته دين علم وعمل، ودين دولة وحضارة، يدعو إلى إعمال العقل والتفكير والبحث في كل أرجاء الكون، ويهدف من وراء ذلك كله إلى النهوض بالبشرية جمعاء، والارتقاء بها، وتذليل كل العقبات التي تواجه حياتها، ويكفي أن نشير إلى أن الله تعالى عندما سخر الطبيعة للإنسان، فقد سخرها له بالعلم والبحث العلمي مع العمل والجهد، ولم يكن هذا الأمر على سبيل الصدفة أو الحظ أو غير ذلك. وقال: الإسلام الحنيف يشجع المسلم على ممارسة البحث والتدبر والتفكير لكي يصل إلى نتائج تفيده في حياته الدنيا وتفيده أيضا في الآخرة، فالإسلام هو الدين الذي أرسى المفاهيم الأساسية للعلم والبحث والتدبر والتأمل والتفكير، وحث أتباعه على التزود من العلم، والنهل من المعرفة للتيقن بأن وراء هذا الكون خالقاً صمداً ولخدمة البشرية أيضاً، وقد دعت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية إلى تنمية العقل البشري، ولم يقتصر اهتمام الإسلام بالبحث العلمي على العلوم الشرعية فقط، وإنما يشمل كل العلوم التي تفيد البشرية وتنفع أفرادها، فالعلوم الشرعية ترسي العقيدة وتؤصل المفاهيم وتجلي الحق من الباطل بينما العلوم الأخرى من هندسة وطب وكيمياء وجيولوجيا وغير ذلك تبين مفاهيم تدعو إلى التفكير في الخلق والتدبر في معطيات خلقه، وقد اهتم المسلمون الأوائل بالبحث العلمي كونه تحقيقاً لتوجيهات الله عز وجل للمؤمنين في التفكير والتدبر في آياته المختلفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©