الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تلاوات في رحاب الوطن..

تلاوات في رحاب الوطن..
30 نوفمبر 2011 23:22
منذ أن أطلق الشاعر السوري فخري البارودي مطلع القرن الماضي قصيدته المشهورة التي يقول فيها: “بلاد العرب أوطاني/ من الشام لبغدان/ ومن نجد الى يمن/ الى مصر فتطوان”، وهي القصيدة الفريدة التي ما زال صداها ماثلا حتى وقتنا هذا، ومنذ أن أطلق الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان قصيدته “موطني” ولحنها محمد فليفل ويقول فيها: “موطني موطني/ الجمال والسناء والبهاء/ في رباك في رباك/ والحياة والنجاة والهناء والرجاء/ في هواك في هواك/ هل أراك في علاك/ تبلغ السماء تبلغ السّماك/ موطني موطني”، ومنذ أن أطلقت قصيدة: “بلادي وان جارت عليّ عزيزة/ وأهلي وان ضنّوا علي كرام”، وعلى المستوى المعاصر مما نظمه الشاعر الأمير خالد الفيصل بقوله: “لاح يوم الوطن والعزّ لاح/ وكلمة الله على البيرق تلوح/ يوم الاسلام يا يوم الفلاح/ والوطن كل روح له تروح”.. أحمد علي البحيري ما زالت القصيدة التي تتغنّى بالجانب الوطني، وعشق الارض وانسانها تتخذ من هذه الثيمة مصدرا مهما للتعبير في مختلف المجالات ومنها الشعر، حيث لم يكن الوطن منذ شعراء المعلقات، حتى يومنا هذا مجرد مكان وصحراء وأرض، ومساحة جغرافية، يرتبط بها الشعب ارتباطا تاريخيا طويلا، انما كانت تعبيرا عن روح الانتماء والهوية، وتعبيرا عن المواقف الوطنية مثل: الفخر بالثقافة، الفخر بالانجازات، الرغبة في الحفاظ على أسس الثقافة الشعبية والموروث. مدخل إماراتي من هذا الاستهلال نعبر الى مناسبة عظيمة هي اليوم الوطني الأربعون لدولة الامارات العربية المتحدة، وهي المناسبة التي لم يكن شعراء الامارات بكافة أجيالهم، الحداثيون منهم أو كتّاب القصيدة الكلاسيكية أو النبطية بعيدين عنها، فكانت قصائدهم تحت مظلة ما يعرف بـ”قصائد الوطن” نهر من عواطف تتدفق وجسرا للوصول الى “الوطن” بكل تفاصيله، حيث جعلت قصائدهم منه قناديل ضياء معلقة في الذاكرة، وكأن لسان حالهم يقول ما أجملك أيها الوطن، وما أجمل الانتساب اليك، وما أروع الموت على صدرك الدافئ الحنون، فسكناك العين، واقامتك في القلب، وبقاؤك ممزوج في دم الشرايين ما حيينا، فكانت بالمجمل قصيدة واعية وقادرة على مواصلة الاحتفاء والاحتفال بهذا الوطن، اذا كان حاضرا فيها، يزهو بجلال تاريخه وحضارته، ومنجزات حاضره المتلاحقة. أما الريادة في هذا الجانب، فلا يمكن تناولها دون تذكر كلمات صاحب المناسبة القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، حينما قال: “إن الاتحاد ما قام الا تجسيدا عمليا لرغبات وأماني وتطلعات شعب الامارات الواحد، في بناء مجتمع حرّ كريم، يتمتع بالمنعة والعزّة وبناء مستقبل مشرق وضّاح ترفرف فوقه راية العدالة الاجتماعية والحقّ، وليكون رائدا ونواة لوحدة عربية شاملة”. مفردات الوطن أما على مستوى الشعر والقصيدة وعلاقتها بالوطن عند الشيخ زايد، فلن نجد أجمل ولا أروع ولا أحلى من تلك الكلمات التي نسجها بما أوحت به مشاعره الصادقة، وأخلاقه النبيلة، شعرا نديا كالقطر فوّاحا، وكالعطر يحمل في ثناياه الوصف البديع لصورة الوطن بكل ما تحمله من عناصر يمثلها الانسان والبيئة والصحراء والمرأة والأم والنخلة، زد على ذلك اهتمامه بالشعراء، وتبنيه لمجالسهم الشعرية، التي كان يردد فيها شعرا صادقا ذا شجون وشئون، في اطار قصيدة وثابة قوية مفعمة بمشاعر الحب في وصف وطن الخير حينما قال فيه: دنيا محلا وطرها فيها زهت لانوار كثر الخير أوشجرها وتوفّرت لاثمار ياها السعد أو غمرها من والي الاقدار وفي هذا السياق يحضرنا وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لفقيد الوطن الشيخ زايد في قصيدة له نجتزئ منها: يمسابق الأحداث يا قايد النّاس ياذا الزّعيم اللّي تقود المسيرة يا الشاّمخ اللي من سلالة بني ياس أهل الكرم وأهل النّفوس الصغيرة ايقود ركبانه الى هبّ نسناس وان ادلخ سماها جدّها في مسيره يا بعد سدّه عن طويلات لانفاس ليث تحدّر من شوامخ وعيره أقولها من فكر صافي وحسّاس ومن الضمير وخافيات السّريره لقد كانت قصيدة الوطن عند الشيخ زايد، بسيطة، سلسة المعاني، تجمع بين عشق المكان ومحتواه، وتضيف الى ذلك ما يمكن ابرازه من قيم الخير والعدل والحكمة والحفاظ على الهوية والموروث الشعبي وعمق الفكرة بما تحمله من استشعار للآمال والطموحات وابتهاج بما أنجزه من نهضة وبناء للانسان وبخاصة قطاع الشباب وهم سياج الوطن وحماته، بحيث تبدو القصيدة في هذه الحالة حلما وارفا من الرؤى والأماني من خلال جهود وطموحات أبناء المستقبل، على نحو قوله: يا ذا الشباب الباني بادر أو قم بجهود اولا تقلّد الدلهاني لي ما وراهم زود وعسى شباب اوطاني يحظى بمجد أو فود إن اتساع حجم الوطن في قصائد الشيخ زايد، كان لافتا في تحركه في فضاءات المكان، الذي كان يمثل بالنسبه له الوطن بكل رموزه وشخوصه، حيث وظّف فيها عناصر ورموز البيئة المحلية والصحراوية من رمال وأشجار وجبال وانسان وتاريخ، لمد القصيدة واثراءها بصورة فنية غنية وثرية في محتواها وبخاصة استخدامه البديع للمفردات الشعبية، على نحو ما جاء في قصيدته بعنوان “بينونه” بقوله: يعل نّو بانت امزونه يسجي الظّفرة أو يرويها لين يزخر عشب بينونه والغزر تسقى سواقيها والرمل يعشب أو يرعونه والبدو تزهي مبانيها والجبل تدّفق اركونه ويملي الجيعان ياريها ربما كان قرب الشاعر الدكتور مانع سعيد العتيبة من فقيد الوطن الكبير الشيخ زايد، ومساجلاته الشعرية المتعددة معه من أهم الاسباب التي جعلت من قصيدته الأقرب الى محتوى الوطن، الى الحدّ الذي دفع به الى نظم النشيد الوطني لدولة الامارات العربية المتحدة، والذي صدر ضمن ديوانه “أم البنات” عام 1999 ومطلعه: للامارات انتمائي ووفائي وولائي كلنا الأحرار فيها باتحاد الأوفياء للامارات انتمائي هي للعرب عرين ولها الاسلام دين صانها الشعب الأمين في ميادين الفداء للامارات انتمائي رملها بالجهد أثمر ريحها عود وعنبر فاهتفوا: الله أكبر واستمروا في البناء للامارات انتمائي الشوق والحنين لقد خصص العتيبة للوطن مساحة كبيرة في خريطة أشعاره، فكان نصيب كبير منها للعاصمة ابوظبي، وللعديد من الامارات الأخرى، وتعتبر قصيدته “عجمان” التي نظمها ضمن أمسية نظمتها دائرة الثقافة والاعلام بالامارة عام 2008، واحدة من قصائده التي تشيد بالعلاقات الوطيدة التي تربط الأسر الاماراتية بما يؤكد على أواصر المحبة والاخاء والانتماء الوطني والتلاحم في اطار مسيرة الاتحاد المجيدة ونقتطف: الحب حصن لو يجوز زمان وبه يحل على الزمان أمان واليوم تجمعنا المحبة كلّنا بحمى أبي عمار يا عجمان في حكمه ارتاحت عيون رعية وتقدم التشييد والعمران ما بيننا قامت علاقات الوفا وأواصر ما حاقها النسيان ونختتم بحفاوة العتيبة بوطنه من خلال قصيدة مؤثرة حملت عنوان “نشيد الوطن” وهي موشاة بالوان الشوق والحنين لطائر أرّقه طول السفر، فلم يجد مرفأ يرسي فيه سفينة شوقه واحلامه سوى موطنه الأم، حين يقول: ما فارقت ذكراك يوما خاطري أو حلّ في شوقي اليك خمول يا موطني أنت المقيم بخاطري ومرافق لي اذ يحين رحيل الوطنية والعروبة الشاعر حبيب يوسف الصايغ الحائز على جائزة الامارات التقديرية في الآداب عام 2007، واحد رواد القصيدة الحداثية في الامارات والخليج من خلال تمكنه اللافت من كتابة “النّص المستشرف”، بكل ما يحمله من جماليات الصورة والبناء وقوة المفردة وازدواجية معناها. واعتبر الشاعر سالم أبو جمهور في اطار ندوة نظمها اتحاد كتاب وأدباء الامارات في أبوظبي إن الكلام عن الصايغ أخا وشريكا في الوطن والحب والروح، كلام يشبه استحضار الصورة الماضية لأبوظبي والامارات بالأسود والأبيض والتي يمثل فيها الصايغ فاصلة لا بد من التوقف عندها مطوّلا، لما تحمله من قيمة شعرية وثقافية ووطنية ، تستوجب ادراج شعره في المناهج المدرسية والجامعية، احتفاء بدوره الريادي في المشهد الشعري والثقافي في الدولة. وربما تكون اقرب تلك القصائد لمناسبة اليوم الوطني ما صاغه بعنوان “الأربعون” وقد أهداها الى صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله “، ومطلعها: “الأربعون وفي أجيالها / وطن من النبوغ”. في قصيدته “حماسية” من ديوانه “رسم بياني لأسراب الزرافات”، يؤكد الصايغ على حضور المدينة المكان في قصيدته التي تكشف عن عروبيته وانتمائه لكل الوطن العربي، فيما يعتز بوطنه الامارات من خلال قيمة المكان الذي يعتبر مكان ولادته وشغفه بالحياة، كما يشكل المعاني التي تجعل منه معادلا موضوعيا للهوية والانتماء، لكن الصايغ في قصيدته النثرية جميل في تعبيره، وبارع في صناعة وبناء الصور الفنية الوصفية، ويقول في ختام قصيدته: ولدت ألف مرة في خورفكان، وفي الفجيرة وفي أبوظبي وفي دبي في الدّم المرّ وفي القهوة وهي مرّة كما نظم قصيدة مؤثرة بعنوان “في حب الشيخ زايد” بمناسبة ذكراه السادسة، ضمنها صورا مركبة وثنائية في المعنى من خلال فكرة التقابل، بين السلف والخلف، فكان صادقا في تصويره وتعبيره وتركيبه لبناء القصيدة التي صورت الوطن في حكمة وكرم قيادته من خلال لغة رصينة، ورمز دال، وجودة فنية وصدق عواطف وبوح ممزوج بمديح يخلو من التصنع والتكلف، نقتطف منها: رحماك زايد قد بالغت فانفطرت قلوبنا وارتدت من حسرة كفنا الوارثون جديد الجود متصلا بأقدم الدم في الوجدان مختزنا ملامح ومآثر الشاعر أحمد عبيد المنصوري اصدر عام 2008 ديوانا يحمل اسمه، جمع وتحقيق الشاعر محمد بن يعروف المنصوري، وضمنه بابا كاملا لمديح رموز الامارات من الشخصيات الوطنية، من بينهم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” عندما كان وليا للعهد، لكن قصائده واشعاره بشكل عام استمدت ملامحها من حياة البداوة والصحراء والتّغني بمآثر القبيلة وبكل ما هو شائع في الثقافة الصحراوية، فانعكست بمجملها على قصائد المديح التي ربط فيها بين الشخصيات والوطن من حيث مظاهر العطاء وكرم الاخلاق، ونقتطف من قصيدته “شيخ ولد شيخ رفيع جلاله”: خليفة ولي العهد والربّ يحماه جبل حفيت وشامخ في جباله شيخ إلي من جيت م البعد تلقاه شيخ ولد شيخ رفيع جلاله وجه بشوش دايم الدوم برضاه ما هوب جبّار يكدّر رجاله له مجلس من طيب الخير يحظاه يشبع به الماجود واللّي عناله ولد الزعيم الّلي على الجود ربّاه بالجود والماجود طوّل حباله حب الإمارات لم يكن حبّ الامارات مقصورا على الشعراء المحليين، بل تجاوز ذلك الى نخبة من الشعراء العرب وشعراء الخليج، ومنهم من غمرتهم الامارات بحبها وتقديرها، فغمروها بشعر شفاف صادق، يعبر عن جمال هذا الوطن وروعته وبهائه وعزته، ومن ذلك ما صدر للشاعر الكويتي نعيم أبو اسعد من ديوان بعنوان “حب الامارات” وجاء في مقدمته: “اخترت لديواني “حب الامارات” عنوانا أملته عليّ مشاعري التي ملكتها الامارات وقائدها حبّا رأيت فيه اصالة أمتي وقدرتها على الصنع والابداع والوحدة. لقد شددت الرحال الى دولة الامارات عام 1975 قادما من الكويت، فأتيح لي رؤية بداية نهضتها، وكيف تحققت بها معجزات تعتبر ضربا من الخيال، بتنا نراها واقعا يسمو به شعب الامارات وشعوب الأمة العربية جميعها، وذلك بفضل قائدها الفذّ وحكيم أمتنا العربية. لقد جاء ديواني هذا تجسيدا لحقيقة رأيتها فتغنيت بها حبا وتقديرا لصانع هذا الصرح الكبير صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي يكفيه فخرا هذا الاتحاد الشامخ الذي يطاول عنان السماء، مؤكدا أن وحدة هذه الأمة ليس مستحيلا، فكان اتحاد الامارات الشرارة الأولى لوحدة هذه الأمة”: أطلقت صرح الاتحاد شرارة فمن الشرارة شعلة تتوقد سر يا حكيم العرب خلفك أمة عربية تحت السماء تمجّد ونقتطف من قصيدته “حب الامارات” التي تخيلها محبوبة جميلة وشاطئا يعود اليه كلما اشتدت به الأزمات في اطار قصيدة مفعمة بالحركة والصور وثراء المفردات على نحو قوله: الى أرض الامارات الى أغلى حبيباتي لقائدها أنا أشدو وادعو في ابتهالاتي لزايد نظم أشعاري وما تحوي مقالاتي ابوظبي لها عمري وأشواقي وآهاتي اليها تنتمي روحي ومنها تبتدي ذاتي أفاخر في عروبتها فابحث عن بداياتي فأهتف ملء أعماقي أحبك يا امارات قصيدة و26 شاعرا في هذه المناسبة الجليلة التي عكست للعالم واحدة من أهم تجارب (الوحدوية) فكرا ومعنى ومبنى انسانيا شموليا أشاع ثقافة التسامح واحترام الآخر، نستذكر قصيدة جماعية لنحو ستة وعشرين شاعرا من الخليج والامارات وسورية واليمن والأردن، جمعهم حب الامارات وقيادتها، وضمت القصيدة 30 بيتا، وقد صيغت في اطار أوبريت فني، ومن شعراء هذه القصيدة: جزاء البقمي، أحمد المطيري ومشعل دهيم، زايد الرويس، سطام بن بتلا، ونقتطف من القصيدة: والدار دار الهمم بالعزّ مهيوبه وتطير للسلم والوحدة حمايمها خيمة كرم بالوفا والخير منصوبة مدهال الابطال دوم الطيب رايمها الدار لاصحابها ماهيب منهوبه زايد بناها وثبت في دعايمها خلفه خليف ممشاه ودروبه وعضيده محمد مرسي قوايمها دار على قمة الامجاد منصوبه الله والخير م نابرز معالمها فيما نختتم هذا الجانب بما ورد في قصائد ديوان “سجد قلبي” للشاعر السعودي نايف صقر الذي خصّ الامارت بقصيد طويلة بعنوان “لامية بني ياس”، امتدح فيها شخص وانجازات صاحب السمو رئيس الدولة وولي عهده الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نجتزئ منها: قد حمّله زايد أحلامه وهمه والأماني طفل والحلم سلاه عن طيش الشباب وعن حماقاتها سفينتك يا خليفة للمواني ما أبحرت في الضّحل من رفعة شراعها يا شراعها وإعماق مرساتها بين جيلين الشاعر سلطان بن علي العويس (1925 ـ 2000) يعتبر في مقدمة شعراء الامارات وحلقة الوصل بين جيلين من الأدباء والشعراء، أما قصائده التي نظمها فقد سلطت الأنوار الكاشفة على أغراض شعرية كثيرة حلقت بها أشعاره وتناولت القضايا الوطنية والقومية وشعر الغزل العفيف ضمن قالب من رهافة الحس والكلمة الموحية، ومن ذلك قصيدته بعنوان “الاتحاد” ونظمها عام 1990 التي يدعو فيها ابناء الشعب الى الالتفاف حول قائدهم فقيد الوطن الكبير الشيخ زايد، ويقول فيها: الاتحاد قصيدة وحروفها أبناؤها وقوامها الأمراء وابو الجميع قيادة وريادة هو زايد تجلى به الأدواء وطني دمي ينساب بين جوانحي وكأنه والروح فيه سواء كما نظم العويس قصيدة مهمة سنة الاستقلال الوطني عام 1971 بمناسبة قيام اتحاد الامارات، داعيا من خلالها الى نبذ الخلافات، والتطلع نحو غد مشرق في اطار قصيدة غنية بجماليات الصورة، وحسن العبارات الممتزجة بأجواء محلية خالصة: دعوا ما مضى واستقبلوا الأمر بحزم أقول لقومي بعد أن جدّ جدّهم فهل بيتنا ضد العواصف والرجم أقول لقومي إن في الجو عاصفا لدينا جواب يستمد من الفهم ستسالنا الدنيا قريبا فهل ترى في هذا النموذج يلاحظ خصوبة التصوير، حينما يلجأ الشاعر الى التشبيهات والاستعارات وباقي أنواع المجازات، ويبدو ذلك حتى في نصوصه التي تصور الطبيعة، أو تلك التي تربط باليومي، حيث نجح العويس في أكثر من قصيدة من جانب بث الشعرية في تركيب البناء التعبيري، ومن ذلك ما كتبه ضمن مفهوم قصيدة المناسبات حينما يتحدث عن الامارات كقوله: الامارات تحيي أهلها من أتوا من مشرق أو مغرب قادة الفكر اليكم ننتمي فشذا المسط يطيب العشب لو يصاغ المجد صغنا أنجما وجعلنا رمزنا وجه صبي رجال الإمارات من رجال الامارات وشخصياتها البارزة التي ساهمت في تأسيس التعليم في الدولة وخدمة المجتمع، حيث أسس أول مدرسة في ابوظبي عام 1940 وعرفت باسم المدرسة الأهلية تبنت نظاما تعليميا مميزا، درويش بن كرم، وكان هدفه خدمة وطنه من خلال اعداد الاجيال وتدريبهم على حب العلم والمعرفة، وعام 1957 نظم قصيدة طلب فيها من شيوخ ابوظبي مساعدته في بناء مدرسة جديدة حتى يكمل مسيرته، وفي هذا السياق يقول الدكتور عبد الله الطابور في كتابه “رجال في تاريخ الامارات”: “وقد استمر درويش بن كرم في ممارسة التعليم لمدة تزيد على ثلاثة وعشرين عاما حتى تخرج من مدرسته وعلى يديه الكثير من ابناء أبوظبي الدكتور مانع سعيد العتيبة والشيخ محمد بن بطي وحارب بن سلطان وسعيد بن خلفان الظاهري، وغيرهم ممن قاموا بدور مهم في نهضة البناء مع بداية الاتحاد”. أما قصيدته فقد امتازت بالطرافة، والبساطة، فقال فيها: يا شيخ نبغي مدرسة بنيان راعي الهندسة طابوق والا من الحصى والأجر لك ما ينحصى نحن شباب أهل الوطن إسعاف لك طول الزمن ونحن نتحدث عن رجال الامارات وشخصياتها ورموزها الوطنية وزعماء قبائلها التي عاصرت مسيرة الاتحاد وساهمت في البناء والتأسيس، نلحظ أن هناك ثمة ظاهرة لافتة، تتمثل في حضورهم على ساحة الشعر، وبخاصة في بيئة الصحراء وداخل الواحات الشاسعة، حيث مظاهر الرجولة وحب المغامرة والانتماء الأصيل للارض، ومن هؤلاء الشيخ سيف بن علي الخاطري، وهو من الرواة الحافظين لتاريخ الامارات ومن قصائده التي امتدح فيها الشيخ زايد “رحمه الله” نقتطف: شيخ صبر على مواليه وكفى الله شرّها الله قسم له من بحورها وحدود برّها شيخ عنانا والتزم بجميع حقوقنا أوى لوازمنا وكابر بما ينوبنا رؤية شمولية يمثل الشاعر سالم بن محمد الجمري صاحب ديوان “لآلئ الخليج” جيل الرعيل الأول من شعراء الامارات الذين ارتبطوا بوطنهم من خلال القصيدة، وقد حظي الجمري بشهرة واسعة من خلال اتقانه نظم القصيدة المغناة ذات القوالب التي يسهل حفظها في اطار ما يعرف بـ”الأغنية الشعبية” وبدا ذلك من خلال تعاونه الوثيق مع الفنان علي بالروغة، كما أتقن كتابة القصائد في قالب الأغنية الوطنية، حيث إنّه كان من المتابعين لمستجدات وتطورات الوحدة بين امارات الخليج، وقد نظم في ذلك قصيدة مميزة عبر من خلالها عن قوميته العربية بصدق ورهافة احساس: خذت الخبر من عند صوت الساحل والحمد لله اتحدت الشيخان والشعب راض بالتوافق واحد وطاب الفرح في قلب كل انسان وأخبارنا راحت بعيد وداني وشعوبنا حامين برّ عمان من ساحل الدوحه الى لفجيره كلنا اسلام وعصبة وإخوان الشيخ زايد للمعالي يسعى بالخير والمعروف والاحسان الله يعزّ شيوخنا ووجودهم وشعوبنا تهدى الىة الايمان عن الجمري تحدث سلطان بخيت العميمي في كتابه “سالم الجمري حياته وقراءة في قصائده” الصادر عن هيئة ابوظبي للثقافة والتراث، تحت عنوان “قيام الاتحاد”، ويسرد العميمي حكاية الجمري مع الحدث حينما كان أحد المهنئين في حضرة الشيخ زايد “رحمه الله” بقوله: “وكانت الفرحة بالاتحاد غامرة وتوافد أبناء الشعب الى الحكام لتهنئتهم، وكان رائد الاتحاد وقائده المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على رأس مستقبلي المهنئين وكان الجمري من بينهم، فطلب الشيخ زايد منه قصيدة يرتجلها في المناسبة فقال: على بختك الوافر على مجدك العالي هنيا لك ايام السعادة والأقبال يا كاسب المعروف والجود والثنا ويا من سما بإسمه الى المنزل العالي وأحيي رسوم الجدّ زايد سميّه عريب النّسب ينسب الى بني هلال تعنّى له البدوان من قاصي المدا ترى ذاك رحّال وذا بعد نزّال من صفات الجمري الشعرية أنه تغنى في قصائده بمعظم امارات الدولة، في قصيدة شمولية مضيئة تحتفي بقيمة المكان بنفحات جميلة من التعبير والاحساس الصادق المؤثر على نحو قصيدته التي امتدح فيها امارة الشارقة وسعة العيش فيها بقوله: في الشارقة أنا صرت ملاك والله عطاني جنة الحور وأنهار تسقيني بالافلاك ثمر من لب لغدور انا مساية هوب ممساك في أم خنور وفي اطار قصيدة المشاكاة النبطية لا تخلو من المداعبة والطرافة على غرار ما يفعله شعراء هذا اللون من القصائد التي تجمع بين التجربة الذاتية والعامة، يرد عليه صديقه الشاعر علي الظفري ممتدحا امارة دبي في اطار ثنائية القصيدة التي تتحدث عن الوطن في اطار اجتماعي انساني بما يمثل الجانب الاجتماعي في شعريته والتي يعتمد فيها على الوصف الغزلي في بعض الجوانب بقوله: خسران مصباحك وممساك لي عدت لا زاير ولا أزور والا أنا في عز مولاك اصبح وأمسي زين الحضور بو حاجبين وطرف فتاك من ورد خد وفوع بلّور الإنسان والمكان في مجال التهنئة باليوم الوطني وقيام الاتحاد، نظم الشاعر عبدالله الهدية قصيدة استذكر فيها انجازات الامارات وقيادتها، على نحو قوله: والأربعون على هام الذرى نسجت روح الامارات فإشتاقت لها الدرر فكل عام ودار الخير تسكنني وكل عام بحبل الله تزدهر وللشاعر مهير بن سعيد الكتبي ديوان من الشعر النبطي، من جمع وتحقيق الكاتب والباحث عمار السنجري، والديوان صادر عن أكاديمية الشعر عام 2010 ، وثمة شيء لافت في جميع قصائد الديوان أنها تعكس صورة الوطن من خلال صحرائه، كما تعكس علاقة الانسان بالمكان، لكن مهير الكتبي بلغته البسيطة وعفويته الجميلة ينسج لنا حكاية الوطن من خلال عادات البدوي وتقاليده، ومن خلال بيئة المكان الصحراوي “غافات زاخر”، وما تحتويه من ثقافة وفنون وبخاصة الرقصات الشعبية والسباقات المخصصة للهجن، وقد أتاحت له نظم جملة من القصائد المخصصة لوصف الإبل، وغيرها من مظاهر التنوع في حياة البداوة وهي جزء من حياة الوطن باكمله. وقد رصد الكتبي مظاهر هذه الحياة في نحو 60 قصيدة ما بين المشاكاة والوصف والمديح والغزل والتغرودة، والارتباط بالمكان من خلال المفردة المحلية الخالصة والصورة الفنية التوثيقية، ومن ذلك قصيدته التي يبث فيها لواعج الشوق الى دياره وكان في البحرين في رحلة علاج عام 1961، ويقول: ضقت م البحرين ودياره كان فيكم خوف وإيمان لعربي اللي يفهم اخباره قال كيف الحال يـ عماني قلت حالي عبّر خسارة كان تفهم رد عنواني دوروا لي خنّ طيارة صنعة من أمريكاني بري مانع سوّت اغباره ونزلت والقاع صمّان (ملاحظة: يقصد الشاعر بعبارة بري مانع برج مانع في الشارقة). لقد تعددت أشكال التعبير في قصيدة الوطن عند شعراء الامارات، وغيرهم ممن أحبوا هذا البلد المضياف في مناخات من تحقيق الأمن والأمان واحترام الآخر، وأحد هذه الأشكال ما تمثل في الحديث عن الشخصيات والرموز الوطنية، على نحو القصيدة التي نظمها الشاعر هادف بن معيصم الكتبي بعنوان “سيف الامارات” في مديح الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية القائد العام لشرطة أبوظبي، والقصيدة تؤكد على تحقيق الأمن الوطني الداخلي، وحماية الوطن في قالب القصيدة الوجدانية، واستخدامه البارع لمفردات لغوية تثري المعنى ويقول: خصيت بوزايد بتقدير سيف الوزارة والمهمات لجل الوطن أبدع تصاوير وعينه لشعبه بالمسرات في الداخلية عدّل السير واصبح لها في النّهج رايات ياذا الشباب اللي مناعير فيكم رجاه السمع طاعات انتوا ذخر لبلاد تنوير يا كم خسرنا ذرب فيات يا اذا المفدى يعلك بالخير ربي يحفظك للامارات الولاء والانتماء اذا كان الشعر في العصر الجاهلي ديوانا للعرب، سجلوا من خلاله أيامهم وأنسابهم وأبطالهم ورموزهم في أيام السلم والحرب، فان شعراء الامارات لم يكونوا يوما بعيدين عن هذا الاطار، فقد نظموا قصائد في المدح والغزل والفخر والعتاب والحكمة والوصف، يروون الشعر في المجالس وعلى الرمال الذهبية للصحراء، وفي المناسبات المختلفة، ففي ذات المناخات والفضاءات، يعبر الشاعر عيد بن نايع المنصوري عن محبته لفقيد الوطن الكبير الشيخ زايد، من خلال قصيدة عفوية نظمها بمناسبة عودته آنذاك سليما معافى من رحلة علاج، والقصيدة بمجملها بوح جميل من مواطن تجاه القائد في قالب المديح المتعفف، حيث تعبر القصيدة في هذه الحالة عن مشاعر الولاء والانتماء للقيادة، وأيضا للتأكيد على متابعة أصحاب الكلمة للحدث الوطني بكافة صوره، حيث ربط صورة الحياة البدوية وحياة الصحراء التي عشقها الشيخ زايد بمفهوم ومعنى القصيدة، ومن معاني الكرم العربي، وحسن الخلق والبساطة وهي من صفات زايد الخير، استمد الشاعر صورته الفنية الشمولية، ذات أبعاد من الصقل والتهذيب فيقول في قصيدته “زايد مآخذ كاس الشرف”: يعلّ يسلم من البلاوي بو خليفة ذخرنا يعل الليالي يمهلله اقعد الدنيا ملذات وكيف والبدو في خير والأنعام فلّة وسع الدنيا من عقب ما هي كظيظة وازمت خضرة عقب ما هي مزلة مكرم الجيران واللاّ وكلّ في وظيفة طال عمر الي ينابه ما نملّه ومن التغاريد قال الشاعر سعيد بن عتيج في كلمات قيلت في عهد الشيخ زايد بن خليفة بن شخبوط آل نهيان، وفيها يبدو الربط وثيقا بين المكان والوصف والشخصية، في صورة وصفية تبرز جانبا من العادات والتقاليد والموروث الشعبي من خلال التأثر الواضح بالحياة البدوية من خلال لغة جزلة وايقاع سليم محكم فيقول: يابو خليفة ياذرى من خافي البدو يوك اللي على الأوصافي عن عشب بينونة غدوا زفرزافي زايد مرّ بنا وفيه أخطينا نرفح اهنيه وشفنا غربينا من قل عبرتنا وجهل فينا كما يبدو الربط بين المكان “الصحراء وحياة البداوة” واضحا في بعض قصائد الشاعر مصبح بن طارش المشغوني، وفيها يتغنى بجمال البداوة والحياة الفطرية البعيدة عن التصنع والزيف، في قصيدة مفعمة بالاجواء التراثية، ويبدي شوقه الى تلك الحياة بتقاليدها وأصالتها وأجوائها التراثية وطبيعتها ذات الخصوصية، وهي مكونات أساسية في الهوية الوطنية، رابطا ذلك بغلالة من المديح الموجه لشخص صاحب السمو رئيس الدولة في اطار مفردات شعبية مغرقة في المحلية البدوية بقوله: ذكرته وهل الدمع يجري على الخدود ذكرته في الفيّوي اللي بها البدو سكانه ذكرت الزهر والمرخ والغاف والعنقود وبيت الشّعر في العرش ممدودة أركانه وأنا قصدي شباب الوطن يبلغ المقصود يرد التراث اللي سعوا فيه يدّانه زمان القنص والغوص والسيف والبارود مع القوة والجرية وسعنة وهبّانة ياب الحطب ورّى وقرّب دلال السود ومن المخمرة زاد المزلّة على شانه الشاعرة الاماراتية “ غياهيب “ التي تحمل ألقابا عديدة منها “ شاعرة الوطن “ و “ تاج الشاعرات” كانت من أوائل من بادرن في الساحة الشعرية للتعبير عن تقديرها لمسيرة الاتحاد الظافرة في اليوم الوطني الأربعين ، فنظمت قصيدة جياشة ذات معان نبيلة في باب الفخر والوصف بعنوان “ علينا وعد” وجهتها الى صاحب السمو رئيس الدولة “ حفظه الله” وأدى كلمات القصيدة غناءً الفنان “ عيضة المنهالي “ ولحنها الاماراتي “ابراهيم السويدي “ لتذاع في احتفالات الدولة في 2 ديسمبر وجاء فيها : كتبنا عقدها بأفراح عوده وبارك عرشنا شعب وقاده على كل عام والدولة تعوده يزيد العيد بايام اتحاده دخلنا الأربعين ابفضل جهوده سمانا بالسحب تشعل رعوده وربي يابكم رحمة لعباده زغيم ما تخلاّ عن وعوده خليفة لا خلت منّه بلاده نحس وكن زايد في وجوده يراعينا كما حسبة ولاده على هام السحب أطلق جواده ومن ذلك أيضا ما نظمه الشاعر راشد بن سالم بن مسلم المنصوري في الشيخ زايد بمناسبة توليه مقاليد الحكم في أبوظبي عام 1966، حيث تصبح الشخصية هي رمز الوطن بقوله في قصيدة تتصف بسمات الجمل الطويلة وبساطة التعبير والنفس النثري في تنوع جميل للقافية: دار كساها الله عز وهيبة ونور عليها في دجى الليل كشاف ربي عطاها كاسب المدح زايد أدى لها حقها الوافي هي دارنا لي عدوا الناس دارهم عاشوا بها من قبلنا حدود أسلاف منصور مع ياس جنود مورثة تحت بيارقكم بمغزى ومنكاف البساطة والجزالة أما الشاعر المخضرم حمد بوشهاب (1932 ـ 2002) وهو من رموز الحركة الشعرية الاماراتية، فهو أول من نشر الشعر الشعبي في الصحافة المحلية ولقبه النقاد بـ”حارس الشعر المحلي”، ولقبه فقيد الوطن الكبير الشيخ زايد بـ”شاعر الامارات”، وقد نظم عددا كبيرا من القصائد ذات الصلة بالوطن ما بين قوة الكلمة وقوة القافية وتوازن اللفظ وجزالته، في صورة شعرية متنوعة العناصر والقوالب واستقامة البناء الهندسي، في اطار من البساطة والوضوح والجرأة العالية، وفي شعره كان بعيدا عن التّزلف والنفاق. في مرحلة الثمانينات توثقت علاقة الشاعر بفقيد الوطن الكبير الشيخ زايد، فقال فيه مادحا شخصه وحكمته السديدة في بناء وحدة الامارات: يا زائد الخير نهجك واضح صاف كنبع النهر اذ يتدفق توجت آمال القلوب بوحدة في ظلها علم الحضارة يخفق للشعب في جنبيك ود خالص ولك المحبة والولاء المطلق ولك اليد البيذاء في تاريخنا أنقى من الماء الزلال وأنصع وفي ديوانه “فارس الشعر” يمتطي الشاعر صالح بن علي بن عزيز المنصوري جمع وتحقيق علي بن احمد المطيوعي صهوة الكلمة النبيلة لتصوير الوطن في اطار صورة حية نابضة حملتها جملة من القصائد النابعة من بيئة الشاعر البدوية في ليوا وبينونة، وفي باب القصائد الوطنية نظم قصيدة ذات صلة بالمناسبة بعنوان “سبع الامارات سور المجد حاويها”، وهي قصيدة ذات مفردات وبناء مرتفع القيمة ومتداول: ويا منزل الوحي وآيات قوارنه وسبع رفعها على سبع مرسّيها تحمي وطنا بجاهك وأنت برهانه وموجه طلبته من شان واليها القايد اللي طريق المجد ديوانه والله يحقق أهدافه لي يقدّيها وهو زايد اللي يزيد الخير بحسانه مدته يمينه جزيلة من يجازيها ويعيش زايد وعاشوا جملة اخوانه حكامنا اللي بيوت العز تبنيها وبيت المعزة بنوه وشاد بنيانه وسبع الامارات سور المجد حاويها مشاعر وكلمات الشاعر عبد الكريم معتوق المرزوقي الحائز على لقب أمير الشعراء في مسابقة “أمير الشعراء”عام 2007، من جيل الوسط الذي نظم قصيدة الوطن بنكهة جديدة ذات تراكيب سليمة، ومن ذلك قصيدته التي تغنى بها بشموخ الامارات: حين التقينا أرتنا طيب نخوتها أرض وأدري بها تعطي وتعتذر هي الامارات هل أبصرت من وطن جئ لي بمثل بلادي ايها القمر ونظم الشاعر محمد بن عبيد بن سيف بن سعيد بن نعمان الكعبي المولود عام 1934، قصيدة بعنوان “إن قال فعل” قال فيها حول دولة الامارات واتحادها: دولة الخير لها المجد اكتمل وعلت علياؤها عليا زحل وكست أنوارها كل الدول وتجمع رأيها في وحدة ترسل البشرى وتنبت للامل أما الشاعر الراحل راشد بن سالم بن مسلم المنصوري وهو من أعضاء أول مجلس للشعر الشعبي وجّه بتأسيسه الشيخ زايد “رحمه الله” فقد نظم في اطار قصيدة الوطن شعرا بعنوان “يديت باسم اللي خلق الأرض والسماء” وقالها مهنئا في أول احتفال باليوم الوطني عام 1972: ونهنئ امارات الخليج بعيدهم بعيد وحدتهم والاستقلال بنوها بعزم وحلم والله عيونهم وبنوها على الوحدة وزند الرجال وقال الشاعر محمد بن حميد بن خميس بن جبران السويدي المولود في ابوظبي عام 1933 قصيدة جميلة قدم من خلالها التهنئة الزكية لشعب وقادة الامارات بالمناسبة: يا شباب الدار هنّوا الاتحاد أنشدوا وخذوا من الشاعر مثيل له فدى قلبي وروحي والفؤاد بو خليفة حايش كل الجميل في الديوان الذي حققه كل من الكندي مصبح الكندي والدكتور غسان الحسن وعلي مصبح الكندي بعنوان “القريض” الذي يجمع بين دفتيه قصائد الشاعر عبد الله بن سلطان بن سليّم، ثمة مجموعة لافتة من القصائد الوطنية من خلال مقدرة لغوية مكنته من انجاز صياغات شعرية ثرية بالصور والمعاني ومن ذلك احدى قصائده التي يصف فيها الديار والمنازل بقوله: منازلنا بها شيدت على عذب النقا النشل فيما يتوج مشاعره الوطنية الصادقة من خلال هذه الأبيات: عليك مني السلام يا أرض أحفادي كم طاب فيكي المنام بليلكي الهادي يا أرض قوم كرام عرب وأمجاد إن طال عمري ودام وتم إسعادي لا بد لي من مقام في سوحكي النادي وتوزعت قصائد الشاعر علي بن محمد القصيلي بين المديح والغزل والموعظة ووصف بيئة وطبيعة الامارات، الى العديد من القصائد الوطنية ومنها ما جمع في الديوان الذي صدر باسمه من جمع وتحقيق الدكتور فالح حنظل وعلي مصبح الكندي ومحمد ابراهيم الحديدي، ومن جملة ما صاغه في هذا المقام قصيدة بعنوان “عيد الاستقلال يعل يتجدد كل عام” قال فيها: عيد الاستقلال يتجدد كل عام يوم زايد فيه ريّس وفا باكمالها استقرت وأشرق ضحاها بتطوير النظام وألبست ثوب المعزة خلاف سمالها الخليج توجت واستقلت باستلام وانشأت دستور حكم يعزّ رجالها والقصيدة كما يبدو مفعمة بالامنيات والمعاني الدلالية التي تكسب المعنى قوة وخصوبة وجمالا تتناسب والفكرة ومستلزمات غرض الفخر. النوخذة القديم الشاعر والنوخذة خميس بن راشد بن زعل الرميثي المولود عام 1930 من رجال المجتمع البحري القديم ورحلات الغوص الذين عاشوا انطلاقة مسيرة الاتحاد، فنظم بالمناسبة قصيدة من نماذج الشعر النبطي الفطري في الحب والوفاء للوطن والقيادة فقال: مرحبا بالاتحاد وكل ما حول يدور الوطن منه استفاد وبالسعادة والسرور في وطنّا الخير زاد كلها سؤّت قصور زايد بنا وشاد في مدنها والبرور وكتب في المناسبة الشاعر حميد بن صروخ الدرعي قصيدة بعنوان “شموخ المجد”، اتسمت بقيمة فنية عالية من حيث اللغة والمفردة المتنوعة الصور والمعاني واستحضار الماضي حيث أهمية المكان (السميح) الذي كان شاهدا على توقيع اتفاق الوحدة وقال: علم شامخ وحكّام لهم بين الخلايق قدر بفضل الله بنوا دولة ثريا في سما الاتحاد تحدوا واقهروا كل الظروف بتجربات وصبر بعزم رجال في أرض السميح توحدوا الاجواد نعم زايد نعم راشد شموخ في جبين الدهر شيوخ رسّخوا الهمّة ولا شفن الهم أنداد صوت المرأة الشاعرة هداية بنت محمد بن مطر المهيري من إمارة دبي، كانت في قصائدها الأقرب الى طبيعة الامارات وبيئتها، حيث تنوعت قصائدها بين التعبير عن المناسبات الاجتماعية والوطنية وفي المدح وحب الوطن من خلال ابراز قيمة المكان، وقالت في قصيدة لها بعنوان “البراحة” وتتضمن انتقالات بديعة لا تخلو من تراتبيات تثري المشهدية البصرية: البراحه شرغه وراحه والعرب فيها مبشينا شوقها ثامر بتفاحة والشير تلقي به الهينا الظبي داره ومستراحه لي بغى غالي وبيينا في عدال هوب ملتاحة والقطر ينبع حوالينا ومن شاعرات أبوظبي اللواتي احتللن مكانة متميز في الساحة الشعرية الشاعرة عوشة بنت سعيد المعروفة بعوشة بنت شملان، وأنشدت في مجال القصيدة المهتمة بالمكان قصيدة بثت من خلالها مشاعرها تجاه أقاربها الذين تركوا منطقة برج المقطع فقالت في هذين البيتين ما يؤكد على قيمة المكان في توضيح الفكرة: ما حلاك يا بري المقاطع يا للي عليك القلب شفقان الزين تحتك مر قاطع على الدلالين يبغي عمان في صورة أخرى من صور التعبير عن حكاية الوطن ، ما نظمه الشاعر الشاب من رأس الخيمة حمد شامس المزروعي ، لقصيدة بعنوان” الوطن ، بما تحمله من ثنائية جميلة لقصيدة الموقف وتأثير المكان في فكرتها الاساسية ويقول : قالوا اللي يزور مصر يعود ها لو كل عيد ومن يزور الشام يتأمل ولو انه ولدها وأنا اقول اللي يزور بلاد زايدنا الفقيد ودّه أنه بندفن فيها ولو فآخر عمدها. صوت جديد ومن الأصوات الشعرية من الجيل الجديد جاسم عبد الله الماس الذي نظم قصيدة بعنوان “نورت دارك” في غرضي المديح والفخر، بمناسبة عودة صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله” الى أرض الوطن بعد رحلة شفاء ، والقصيدة تنم عن مشاعر صادقة والخصائص الفنية المتطلبة لهذين الغرضين: الحمد لله سيدي ع السلامة نوّرت دارك واصبح لشعبك أعياد عيد لصحتك بشفا وابتسامة وعيد لعودتك لثرى أرض الأمجاد غنّت اماراتك بصوت الفخامة وغنّى خليج الجود والناس والأجواد لأسمك نحوم بشان تاج الزعامه نتوق لانه طاعتك غاية مراد ما دام حبك ساكن ف كل هامه ما نلام شعب يعشقك نبض وواد وفي السياق كتب الشاعر حمد بن سهيل مبارك غانم الكتبي قصيدة بعنوان “شعب زايد” ضمنها بين دفتي ديوانه “رحيل في الوجدان”، والقصيدة بمجملها تتمتع بلغة رصينة وبناء فني محكم وأحاسيس ومشاعر متدفقة حيال حكيم العرب، على النحو الذي كتب فيه غيره من الشعراء متخذين من الحديث عن الشخصيات والرموز الوطنية معادلا موضوعيا للوطن في صوره المختلفة: يا رفيع الشان عنّا لا تسأل شعب زايد ما يغيّره الزمن في وطنّا رجال ورجال ورجال يوردون الموت في شف الوطن وعلى هذا النحو أيضا صدّر الشاعر راشد شرار رئيس بيت الشعر في الشارقة قصيدة يمدح فيها سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، وهي من نماذج القصائد ذات الطابع الحماسي والمشاعر المتدفقة التي تجعل من وصف مكارم الأخلاق وعلو النسب “ثيمة” أساسية في غرض المديح وتوضيح نبرة الخطاب الشعري: من هو يوصل تحياتي لبو هزاع شيخ تعلّى نجوم سهيل بافعاله قرم كأنه شعاع الشمس لما شاع تتباشر الخير كل ّ النّاس بقباله سلطان غالي وله منزل تحت الأضلاع ويا سعد من هو قلوب الناس منزاله وعلى ذات النّسق نظم الشاعر مسلم سهيل الراشدي قصيدة ألقيت في الأمسية الشعرية التي نظمها بيت الشعر في أبوظبي على هامش مهرجان الابل التراثي في مدينة سويحان، حيث ربط مفردات البيئة الصحراوية وتأثيرات المكان بحكاية القصيدة وشخصياتها في اطار قصيدة الوصف المكاني وما تحويه من مفردات محلية شعبية، ووصف للعادات والتقاليد البدوية المرتبطة بالابل والصحراء وبخاصة في مسابقات مزاين وجمال الأصايل، وهي رياضة تراثية أرسى قواعدها الشيخ زايد رحمه الله بغرض المحافظة على السلالات الأصيلة من الابل ويقول: يا مرحبا من شرّفوا حفله الهين في ملتقى الافراح موطن سويحان بهجة مؤسسها سليل الميامين سلطان بن زايد سلالة نهيان كبير سبلا يا حبيب الملايين هو فخرن افخر البلد عزّ الاوطان وفي مهرجان الهين يوم المزايين في يوم كلّ به شفوق وفرحان شاعر المنطقة الغربية خلفان عبد الرحمن بن رمضان المنصوري نظم قصيدة بمناسبة عيد الجلوس، وقد رافق خلال حياته فقيد الوطن الكبير الشيخ زايد في رحلات القنص بالصقور، والقصيدة بعنوان “سر يا قلم” ويقول فيها: سر يا قلم وأكتب تماثيل الانشاد أبيات شعر ما نقدها نقودي وأكتب سلام فوق صفحات لمداد تهاني للعيد دون معدود عيد الجلوس اللي على العام ينعاد يعلّه على من سن عيده يعود ولا مثل زايد قايد بالعدل قاد وعلى طريق الحق ردّ العمود
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©