الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رواق الفن الإماراتي.. عام من الإبداع

رواق الفن الإماراتي.. عام من الإبداع
30 نوفمبر 2011 23:24
?تقدم نموذجاً على الدور الذي يمكن أن تلعبه مؤسسات المجتمع المدني ثقافياً تقدم تجربة “مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون” في أبوظبي نموذجاً على الدور الذي يمكن أن يقوم به الأفراد أولاً ومؤسسات المجتمع المدني ثانياً على الصعيد الثقافي. فهذه المجموعة منذ تأسيسها في العام 1996 كمؤسسة نفع عام تجتهد في تقديم مبادرات مهمة على هذا الصعيد، منطلقة من قناعتها بأهمية العمل الثقافي في خدمة المجتمع، من هنا، تتنوع مبادراتها بين التوثيق والتدريب والاحتضان والتعريف بهدف صقل المهارات الفنية، التعليمية، الإبداعية والارتقاء بالوسائل التعليمية بما ينسجم مع الرؤية الثقافية للعاصمة أبوظبي. تنظم المجموعة مهرجان أبوظبي للثقافة والفنون، والمهرجان الدولي للرسوم المتحركة والشريط المصور، وبرنامج القيادات الإعلامية الشابة، وبرامج أكاديمية تربوية وتعليمية لصقل المهارات والمواهب الواعدة في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع المنظمات والمؤسسات الناشطة في هذا المجال والأكاديميات والمدارس والجامعات، مستعينة بخبراء على الصعيدين المحلي والعالمي، ناهيك عن مبادرتها “رواق الفن الإماراتي” لدعم الفنانين التشكيليين. عام مضى... مؤخراً، احتفلت المجموعة بمنجز السنة الأولى من عمر مبادرتها “رواق الفن الإماراتي”، وانتهزت الفرصة لتعلن عن برنامجها للعام المقبل. يبدو أن مبادرة رواق الفن الإماراتي أقفلت عامها الأول 2011 بارتياح، وهي تستقبل عامها الجديد بطموح كبير لإنجاز نجاحات أكثر وأعمق، ولهذا استعدت عبر برنامج عمل للعام 2012. في البرنامج المزمع تنظيمه ثمة مؤشرات على الاستمرارية والمضي قدماً في دعم الفن التشكيلي في الدولة، وعلى تنوع سبل الارتقاء بالهاجس الفني ودعمه من إقامة المعارض الى الترويج للفنانين في الخارج إلى البعثات والمنح الدراسية. وضمن برنامجها المستقبلي تقيم المجموعة معرضاً فنياً خاص بالمخيم الصيفي “أبعد من مجرد فن” الذي دعمته المجموعة بتنظيم الفنان التشكيلي الإماراتي مطر بن لاحج خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين، في جاليري الغاف خلال الشهر المقبل. وتعقد لقاءات استشارة فنية بين 30 فناناً إماراتياً من المسجلين ضمن مبادرة “رواق الفن الإماراتي” واستشاريي فنون، كلاً على حدة، إلى جانب استضافة “لينا لازار”، استشارية الفنون من دار سوذبيز للمزادات، في طاولة مستديرة تجمعها بالفنانين الإماراتيين المسجلين في مبادرة “رواق الفن الإماراتي”، تحت عنوان “تقييم الأعمال الفنية، بالإضافة إلى تنظيم أربعة مشاريع مجتمعية وتعليمية في السنة الواحدة، ضمن البرنامج التعليمي والمجتمعي لمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون. وضمن البرنامج قرار بإتاحة خمس فرص دعم لخمسة من الفنانين المسجلين ضمن المبادرة، عبر التكليف بإنجاز الأعمال الفنية، وبرنامج الإقامة الفنية في الخارج، واقتناء الأعمال الفنية، والعمل على خلق فرص تنظيم المعارض الفنية في أوروبا في كل من لندن وباريس، لفنانين إماراتيين خلال صيف العام 2012، بالتعاون مع شركاء المجموعة من المؤسسات الفنية ومعارض الفنون، وإصدار كتيب إرشادي وعرض تقديمي خاصين بتحفيز شراء أعمال الفنانين التشكيليين الإماراتيين، دعماً لمنجز الفن التشكيلي المحلي وإسهاماً في التعريف به عالمياً. وفي سعيها الحثيث على المستوى التوثيقي فإن لدى المجموعة خطة لنشر ستة أعداد من النشرة الدورية الخاصة بالمبادرة في السنة الواحدة، ونشر ستة مراجع تعريفية بفنانين مشاركين في المبادرة، وإصدار كتاب تعريفي يوثق لمشهد الفن التشكيلي في الإمارات والتجارب والسير الذاتية والأعمال الفنية للفنانين التشكيليين الإماراتيين ومؤسسات الفنون في الدولة، بعنوان “فن الإمارات”، وذلك في نوفمبر 2012، وفي إطار برنامجها الخاص بالمنح، تقدم المجموعة دعمها لمسيرة الفنانة التشكيلية الإماراتية كريمة الشوملي في متابعة دراساتها العليا لنيل شهادة الدكتوراه في الفن التشكيلي، كما تدعم الفنانة التشكيلية آمنة الفرض في تجربتها كأول فنانة إماراتية متخصصة في فن لف الورق “q illing” عبر تنظيم معرضها الفني الشخصي، وعقدها ورش عمل فنية لتدريب طلاب المؤسسات التعليمية الإماراتية من مدارس وجامعات. الإنسان هو الهدف أن تبني في الإنسان أمر جيد مهما كان صغيراً، فالإنسان هو العنصر الأبرز والأهم في أي مشروع تنموي أو ثقافي أو حضاري، بدونه لا يصح العمل ولا يستقيم الغراس. أما عن غراس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون فتقول مؤسِّستها هدى الخميس كانو “إن مبادرة رواق الفن الإماراتي تستقطب أكثر من خمسين فناناً تشكيلياً إماراتياً، تقدم لهم الدعم المهني من خلال دورات فردية غايتها تقديم المشورة لهم وتزويدهم بالمعلومات الخاصة بالمشهد الفني المعاصر محلياً وإقليمياً ودولياً”. وتشير إلى أن المجموعة “سعت منذ تأسيسها، لاقتناء الأعمال الفنية لنخبة من الفنانين المبدعين في الإمارات والعالم العربي، وقد أصبح اليوم لدى المجموعة عدد لا يستهان به من اللوحات والمقتنيات الفنية، مما يساهم في تعزيز ونشر الوعي حول الفن محلياً وعالمياً من خلال المعارض، المطبوعات، والمتاحف”. وتسعى المجموعة، بحسب كانو، إلى “تأسيس منبر فني يتيح فرصاً للفنانين الإماراتيين لتطوير شبكة علاقاتهم، التحاور، تبادل الخبرات وتنظيم المعارض”، وهي من أجل هذا الغرض “تستغل شراكاتها الاستراتيجية مع المؤسسات الفنية والفنانين البارزين، محلياً وعربياً وعالمياً، في تأمين فرص إعداد المعارض الفردية والجماعية في الإمارات والخارج”. وتؤكد أن المجموعة “تلتزم برعاية الفنون التشكيلية واحتضان المبدعين من فنانين مكرّسين ومواهب واعدة في مشهد الفن التشكيلي في الإمارات، وأن مبادرة “رواق الفن الإماراتي” تعمل على إنشاء أداة تبادل معرفية هامة لدعم الفنانين الإماراتيين وتعزيز اطلاعهم على تجارب الفنانين التشكيليين العالميين البارزين، ويمثّل رواق الفن الإماراتي فرصة حقيقية للقاء الفنانين بأصحاب الأعمال من مقتنين وقيّمين على المعارض الفنية”. من جهته يقول الفنان التشكيلي جلال لقمان: “إن مبادرة رواق الفن الإماراتي مبادرة رائدة استقطبت عدداً كبيراً من فناني الإمارات ومبدعيها في ميادين الفن التشكيلي والخط العربي وغيرها، لما مثلته من رعاية طيبة لمنجز فنانين من الرواد واحتضان متميز لمواهب فنانين واعدين التقوا معاً في مساحة اهتمامات مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، واستفادوا من مورد معلوماتي هام توفره لهم المبادرة عبر الموقع الإلكتروني والنشرات الدورية الخاصة برواق الفن الإماراتي”. وأضاف لقمان: “لا يمكننا أن نغفل عن أهمية ما تقوم به المبادرة من تعريف وإشهار للمنجز الفني الإماراتي، محلياً وعربياً وعالمياً، إذ إنها تقدم لنا فرصة استشارة المتخصصين في مجال الفنون من الخبراء من كبريات دور المزاد والعرض، وتمكّننا من بناء علاقات تعاون وتتيح لنا فرص العرض في طيف واسع من المعارض العالمية وقاعات العرض الرائدة”. وتقول الفنانة التشكيلية ندى العامري: “قبل تسجيلي في مبادرة رواق الفن الإماراتي، كنت أواجه صعوبات عديدة تمنع مشاركتي في المعارض والفعاليات الفنية وتحدّ من اطلاعي على ما يحدث في مشهد الفن التشكيلي محلياً وعالمياً، ولكن منذ أن انضممت إلى المبادرة، بات بإمكاني الحصول على جميع المعلومات المطلوبة عن الفعاليات والخبرات التي يمكن أن تعزز مسيرتي كفنانة، كما أنني استفدت جداً من الدعم والرعاية والتشجيع والاستشارات التي قدمها لي فريق المبادرة سعياً للارتقاء بمستوى أعمالي الفنية”. بهذا وغيره، يمكن القول إن المجموعة ماضية في تحقيق الهدف الذي من أجله أسست “رواق الفن الإماراتي” ولعل في مقدمته بناء قاعدة بيانات لسير الفنانين الذاتية، وتوثيق أعمالهم الفنية وتجاربهم، وخلق مصدر معلومات إلكترونية على شبكة الإنترنت يتيح للباحثين والمختصين والمهتمين بالفن التشكيلي في الإمارات الاطلاع على مستجداته ومتابعة ما يجري فيه، وهي خدمة مهمة لطالما كانت بغية الفنانين التشكيليين في الدولة، الأمر الذي لا يتوفر دائماً على الإنترنت التي تختلط فيها اللوحات والأسماء والصور بشكل يحتاج بالفعل إلى إعادة نظر و... توثيق علمي قائم على حرفية ودراية وهو ما نأمله من المجموعة ورواقها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©