الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صورة سارة الحقيقية

صورة سارة الحقيقية
30 نوفمبر 2011 23:24
سارة بالين sarah palin هي المرأة التي ترشحت عن الحزب الجمهوري لمنصب نائبة الرئيس في الانتخابات الرئاسية الامريكية عام 2008، وقد اكتسبت شهرة واسعة بعد أن اختارها السيناتور جون ماكين لتكون في حالة فوزه نائبة له، وأصبحت بعد ظهورها خلال الحملة الانتخابية نجمة حتى إنها أعلنت منذ وقت ليس بالبعيد إنها تعتزم خوض انتخابات 2012، مؤكدة أنه بإمكانها أن تنتصر ـ وهي مرشحة الحزب الجمهوري ـ على باراك اوباما من حزب الديمقراطيين، الا ان الكتاب الذي صدر عنها قد ينهي مسيرتها ويقضي على أحلامها ويحطم مستقبلها السياسي، إذ أعلنت بعد صدوره أنها بصدد التشاورمع عائلتها بخصوص مسألة ترشحها، مشيرة إلى أن أسرتها هي الأهم، ويأتي هذا التراجع اعتبارا للضجة التي أثارها الكتاب الذي تضمن معلومات خطيرة، وكشف عن خفايا أبرزت الوجه الآخرغير المعروف عن حياتها وشخصيتها، والكتاب صدر يوم 20 سبتمبر الماضي في الولايات المتحدة وعنوانه: “المارقة، البحث عن سارة بالين الحقيقية” The rog e, Searching for the real sarah palin ومؤلف هذا الكتاب هو الصحفي جو ماكجينيس Joe McGinniss الذي اتبع أسلوب الاستقصاء والتجسس للحصول على كل المعلومات التي انفرد بنشرها في هذا الكتاب، الذي خصصه لفضح أسرار حاكمة ولاية آلاسكا التي استقالت من منصبها ذاك بعد فشلها في الانتخابات الرئاسية. صورة برّاقة وكشف المؤلف عن وجه مختلف من سارة بالين، التي ظهرت طوال الحملة الانتخابية الرئاسية في مظهر المرأة الفاضلة المتشبعة بقيم الاخلاق الحميدة، في حين إنها كانت ـ وفق ما جاء في الكتاب ـ تتعاطى المخدرات بكل أنواعها الخفيف منها والقوي، وإنها كانت متحررة جدا في علاقاتها الجنسية، وإنها لم تكن تعطي للقيم والأخلاق وزنا كبيرا عندما يتعلق الأمر بملذاتها الحسية الخاصة. اشتهر المؤلف بالتنقيب عن خفايا العديد من الشخصيات الأميركية من بينهم الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون، وقد أمضى ثلاث سنوات بأكملها باحثا منقبا عن كل جزئيات حياة سارة بالين الخاصة، ووصل به الأمر إلى حد استئجار بيت مقابل لمنزل سارة لكي يراقبها ويتجسس على كل تفاصيل حياتها، ويؤكد ناشر الكتاب دافيدر إيك إنه تم التثبت بدقة من كل المعلومات الواردة في الكتاب، وإن المعلومات التي فجرها المؤلف هي حقائق مستندة الى شهود عيان ورواة ثقاة. يقول الكتاب إن المرأة التي أصبحت نجمة سياسية في الولايات المتحدة بعد ان اختارها جون ماكين لتكون نائبة له إبان الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها باراك أوباما عن الحزب الديمقراطي، كانت تحرص على ان تظهر دائما في ملابس محتشمة، وهي دائما تدعو إلى مكارم الأخلاق والى ضرورة المحافظة على قيم الوفاء والإخلاص في العلاقات الزوجية، حتى كاد الناس أن يطلقوا عليها لقب المرأة الفاضلة، ولكن الصحفي مؤلف الكتاب بين بالحجة أن سارة كانت كاذبة ومخادعة وممثلة بارعة بل منافقة لأنها كانت تطوف القرى والمدن الأميركية وهي تدعو الى ما لا تعمل به هي نفسها، فالمرأة كانت متعددة العلاقات قبل الزواج، ومن بينها علاقة مع لاعب كرة سلة شهير في الولايات المتحدة الاميركية تعرفت عليه عندما كانت تعمل صحفية رياضية في قناة تلفزيونية بعد قليل من تخرجها من الجامعة، ولتقت به في لقاءات حميمة في منزل شقيقتها، وقد نجح مؤلف الكتاب في الوصول الى اللاعب المذكور الذي أدلى له بشهادته وأكد فيها حصول تلك اللقاءات الحميمة التي جمعته بسارة قبل أشهر قليلة من زواجها. ..وصورة كالحة كما أورد المؤلف شهادة صديقة قديمة لسارة كشفت فيها ان المرشحة السابقة في الانتخابات الاميركية، والتي رفعت شعارالعفة كان لها ميل لربط علاقات غرامية وجنسية مع شبان من السود الاميركيين. وأهم وأخطر من كل ذلك فقد فجرالكتاب قنبلة إعلامية بالإعلان ان سارة قد خانت زوجها مع أقرب أصدقائه واسمه براد هنشي، وقد تواصلت العلاقة الآثمة بينهما ستة أشهر، وكادت تؤدي إلى طلاق سارة من زوجها. وكانت معلومات قليلة شحيحة عن شخصية سارة بالين قد تسرب بعضها أثناء الحملة الانتخابية، ولكنها لم تكن مؤكدة، إلا أن هذه المرة فإن المعلومات الجديدة التي تنشر لأول مرة ضمن هذا الكتاب، قد جاءت على ألسنة أصدقاء وصديقات قدامى لسارة، أي ان مصادرها موثوق بها، مما أثار الدهشة والاستغراب والاستنكار أيضا، لأن سارة قدمت نفسها اثناء الحملة الانتخابية كأم مثالية وإمرأة محافظة ومتدينة، ورفعت أثناء الحملة شعارات تدعو الى التمسك بالقيم التقليدية للعائلة، ولكن الحقيقة التي أبرزها االكتاب هي أنها أم مهملة لأبنائها، لا تهتم لا بمأكلهم ولا بمشربهم، كما أشار المؤلف إلى ان زوج سارة واسمه “تود” هو أيضا مدمن مخدرات تماما كزوجته. والمؤكد ان صورة سارة بالين العضو البارز بالحزب الجمهوري قد اهتزت، حتى داخل هذا الاهتزاز حزبها نفسه وأيضا لدى الرأي العام. ومن الحقائق المدوية التي كشفها الكتاب، هي ان سارة التي قدمت نفسها كامرأة متدينة خلوقة ومحافظة، سارعت عندما علمت بأن ابنتها كانت حامل رغم إنها لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها، إلى ستر الفضيحة من خلال تقديم شاب على أنه خطيب ابنتها، وأقنعته بأن يعلن انه سيقيم قريبا مراسم الزواج وبذلك اتقت سارة وقتها الفضيحة. إن سارة بالين التي تم انتخابها حاكمة على ولاية آلاسكا منذ أعوام، كانت وقتها أصغر امرأة تعتلي مثل هذا المنصب المرموق في الولايات المتحدة، وهو الباب الذي كاد أن يوصلها إلى البيت الأبيض، ولكن هذا الكتاب القنبلة لم يكتف بتحطيم حياة سارة بالين السياسية، بل حطم أيضا حياتها العائلية، إذ ان زوجها ورغم أنه سارع بالقول إن مؤلف الكتاب هو كاذب وان المعلومات التي أوردها مختلقة، الا أن أخبارا تسربت تشير إلى أنه لم بعد يحتمل هذا الكم من الفضائح وانه سيتقدم بقضية طلاق. يذكر إن سارة بالين كانت قد نشرت منذ عامين مذكراتها، حيث ركزت في العديد من فصولها على مسألة الإيمان وأهميته، وقدمت عن نفسها صورة المرأة الفاضلة وجاء هذا الكتاب ليبرز إنها لم تكن صادق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©