الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنتَ أكبر من أن أشهقك حباً

30 نوفمبر 2011 23:26
حين رفعتُ رأسي وجدتُ أنَّ السماء تحمل اسمك، وجدتُ أنَّ النجوم كبلتني لأسافر بين حدودك، وعند كل زاوية كنت أترنح فرحاً لأنِّي أقطن في أحشائك، وعند كلَّ ودق كنت أبكي لأنِّي لم أكتب عنك إلا قليلاً، أنام على سرير العافية، لأهب قلمي شكلاً بجنون ذاكرة تصرخ عشقاً لكْ. أنتَ لم تكن حكاية أحكيها على الملأ، ولم تكن قصيدة ألقيها في إحدى الأمسيات، لست خاطرة أنسجها لأتغنى بها أمام المارَّة، ولا حتى أغنية نتراقص على ألحانها، لست رواية نبحر في فصولها، أنت كنتَ أكبر من أن أشهقك حباً وأزفركَ حنيناً رغم ملازمتي إياك. ضربت موعداً مع جنون اللغة في هذه الليلة، لأكتب عنك وأنا أسدل ستائر غرفتي، وأسقطني في بئر من الظلمة التي لا أدري ماهيتها، نذرت أن اكتب عنك في ليلة ملؤها صخب الجنون، أفاجأ بضجيج غير اعتيادي يباغتني فجأة ويغتال روتيني، ليخبرني أمراً مفاجئاً وهو أنِّي أكتبكَ أمام الملأ دون غيرة تستوطن جوفي. أغلِّف صورتك بطريقة مهذبة، أحاول أن أنسج حكاية حبي لك بطريقة لا تمت للأنانية بصلة، أكتب خارج حدودي، وأغوص في صفحاتٍ أخرى، أعرِّي نفسي من منظر الأوراق المتساقطة والمتكدسة، ثقوب ذاكرتي توهمني أنِّي قادرة على ملؤها بحبٍ يفوق حبي لك. وطني العزيز جداً: تكمل اليوم بالحب، عامكَ الأربعون ولازال لساني يلهج بالحمد على نعمة الأمان التي مُنحنا إياها، أندب حظي ندماً لأنِّي لم أكتبكَ كثيراً ولم أنشرك أمام الملأ، من أين يمكن أن أبدأ حكايتي بك، ففتاة مثلي يا ترى عن ماذا سوف تتحدث؟ أقف على زاوية الطفولة ليرتبك حديثي حينها وأنطلق من جديد وأنا جالسة على ركبتي وأمي تربط أحلام وطني لتكلِّف عاتقي عناء حبِّ فطري تُوِّج صدري به. لا أعلم سر تعلُّقي المجهول بك، ربما حب فطري فُطرت نفوسنا عليه، ولكنَّكَ المدينة التي تسكنني، لا أدري حقيقة إن كنت الوطن الذي يضمني أم المدينة التي تسكنني، ولكن ما أعلمه أنِّي أطوِّق رقبتك، لتسافر بي إلى البعيد إلى حيث الفتاة التي لا تشبهني. هناك ضجيج فرح يطغى على ذاكرتي، يجعلني فتاة تنتشي رقصاً، أقفز فوق أوتار نبضات القلب، لأروي على أنفاسكم رواية ممزوجة بموسيقى وطنية، نحرق الأحلام ليبعث الوطن الحياة في أوصالنا، نولد من جديد وفي كلِّ صباح نرى أنَّ الوطن يضحى أجمل من ذي قبل. كان لابد أن أقول أحببت وطني كما لم أحب وطناً بعد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©