الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الضربات البريطانية في سوريا.. بعد رمزي وتأثير محدود

الضربات البريطانية في سوريا.. بعد رمزي وتأثير محدود
4 ديسمبر 2015 00:14
لندن (وكالات) يرى عدد من الخبراء أن انضمام بريطانيا إلى حملة الضربات الجوية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا لن يحقق فارقاً كبيراً على الصعيد العملي، لكنهم يرون فيها أهمية رمزية فيما يتعلق بتعزيز التحالف وإرسال رسالة رادعة لروسيا وإيران للحد من مغامراتهما هناك. وبعد موافقة البرلمان البريطاني مساء الأربعاء، أقلعت أربع طائرات مقاتلة قاذفة من طراز «تورنيدو» خلال الليل من قاعدة «أكروتيري» في قبرص، حيث تنشر بريطانيا ثماني طائرات من هذا الطراز، وأنهت مهمتها عند الفجر. ويشدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على البعد الرمزي للتدخل البريطاني في سوريا بعد اعتداءات باريس التي استهدفت «بلداً حليفاً وصديقاً». وما يدل على نفاد صبره، فإن الضربات البريطانية الأولى فجر أمس، استهدفت منشأة نفطية بعد ساعات فقط على تصويت البرلمان، لتنضم بذلك إلى الطائرات الأميركية والروسية والفرنسية التي تشن ضربات في سوريا. لكن مساهمة البريطانيين الذين كانوا يقومون حتى الآن بمهام استطلاع ومراقبة في المنطقة مع 8% فقط من ضربات التحالف فوق العراق، بحسب تقرير برلماني، تبدو هامشية. ورأى جان فنسان بريسيه مدير الأبحاث في معهد «العلاقات الدولية والاستراتيجية» في باريس أن مساهمتهم ستكون بمستوى ما يمكن للفرنسيين القيام به، علماً بأن البريطانيين لديهم دفاعات أضعف بكثير. وحتى الآن كان سلاح الجو الملكي ينشر في قاعدته «باكروتيري» في قبرص ثماني طائرات «تورنيدو» وعشر طائرات من دون طيار. وشاركت إحدى الطائرات من دون طيار استثنائيًا في سوريا في سبتمبر الماضي للقضاء على إرهابيين بريطانيين اثنين. وعززت بريطانيا قاعدتها في قبرص أمس، بطائرتي تورنيدو وست مقاتلات تايفون حديثة، وبالتالي فإن ذلك سيضاعف القدرة الحالية. ورأى «جاستن برونك» المتخصص في الطيران العسكري أن «ذلك لن يحرز فارقاً كبيرًا من الناحية العملية مقارنة مع قوة الضرب لدى الائتلاف الدولي عموماً وسلاح الجو الأميركي خصوصاً». وإلى جانب طائراتها تعتزم بريطانيا تحقيق فارق عبر صواريخ «بريمستون» الموجهة بالليزر. وهذا الصاروخ القادر على بلوغ أهداف صغيرة متحركة مثل دراجة نارية وهي تسير بسرعة مئة كلم في الساعة، يحمل شحنة متفجرة ولا يسبب حطاماً كبيراً عند ارتطامه ما يؤدي إلى الحد من مخاطر سقوط ضحايا مدنيين. وقال «بن باري» من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن «هذا الصاروخ دقيق جدًا ولن يؤدي إلى منعطف حاسم على الفور، لكنه يعطي المزيد من المرونة للائتلاف وسيتيح ضرب أهداف مهمة على حده». واعتبر «أنطوني كوردسمان» الباحث لدى مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن، أن تحرك بريطانيا سيعزز الحملة بالتأكيد، بينما يوجد كثير من التساؤلات في المنطقة حول مدى فاعلية التحالف، ومدى التأثير الذي يحدثه. وأكد «كوردسمان» أن ذلك يبني الثقة في التحالف ضد داعش، ويرسل ذلك رسالة إلى روسيا وإيران بأنه كلما وجد مزيداً من التضامن الغربي في سوريا، كان لذلك تأثير رادع لمغامراتهما هناك. وقال وزير الدفاع البريطاني «مايكل فالون» أمس: «إن غالبية الضربات أتاحت دعم القوات على الأرض ودفعت الإرهابيين إلى التراجع واستهداف بناهم التحتية وعائداتهم النفطية، ولا يزال هناك الكثير من الأهداف التي لم نضربها بعد، وفوجئ الفرنسيون بأنه لا يزال هناك مثل هذا العدد». لكن الضربات الجوية لن تكون كافية للقضاء على تنظيم «داعش» كما يجمع الخبراء. والعثور على أنفاق حفرها الإرهابيون للهرب من الضربات، وواقع أنهم يختلطون بين السكان المحليين ما يجعل المهمة أكثر صعوبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©