أظهرت نتائج جزئية للانتخابات الرئاسية المبكرة في جورجيا أمس الأول أن الرئيس المنتهية ولايته ميخائيل ساكاشفيلي حصل، بعد فرز نحو 20% من صناديق الاقتراع، على أقل من 50% من الأصوات، مما يرجح احتمال اللجوء إلى دورة ثانية قائماً إذا ما بقيت النتيجة على حالها·
وحسب النتائج المنشورة على الموقع الالكتروني للجنة الانتخابات، فقفد تواصل انخفاض الأصوات التي حصل عليها ساكاشفيلي لتسجل 48,55% حتى مساء أمس، يليه المعارض ليفان جاتشيتشيلازده بنسبة 26,12%·
في حين أكدت منظمة الأمن والتعاون الأوروبية التي تراقب الانتخابات أن العملية كانت سليمة· كما بلغت نسبة المشاركة 56,7% من الناخبين متجاوزة عتبة الخمسين بالمائة المحددة لإعلان فوز المرشح الذي يحصل على أكثر من خمسين بالمائة من الأصوات من الدورة الأولى· وأكد مسؤولو لجنة الانتخابات أن ساكاشفيلي حقق تقدماً واضحاً في نتائج الانتخابات الأولية التي كشف عنها النقاب في وقت مبكر من صباح أمس في العاصمة الجورجية·
واعتبر ساكاشفيلي ''40 عاماً'' أنه فاز في الانتخابات الرئاسية بجورجيا استناداً لاستطلاعات الرأي، لكنه أعلن أنه سينتظر النتائج الرسمية لإعلان فوزه· وقال في أول تصريح أدلى به بعد الانتخابات: إن ''مؤشرات استطلاع مستقل للرأي أجري وفق المعايير الدولية تفيد بأننا فزنا في الدورة الأولى''· وأضاف أنه يمد يده إلى جميع المعارضين الذين يريدون أن يخدموا البلاد·
ورفضت المعارضة الاعتراف بالهزيمة، واتهمت ساكاشفيلي بالتزوير، ودعت أنصارها إلى تظاهرة حاشدة في العاصمة تبليسي، مما يهدد بزعزعة الاستقرار مجدداً في البلاد· وقال مرشح المعارضة الرئيسي جاتشيتشي لادزه في خطاب بثه التلفزيون: ''أدعو جورجيا بأسرها إلى الاتحاد للمحافظة على فوزنا، للاحتفال بفوزنا''· وأضاف: ''لقد شاهدنا على قنوات التلفزة الثلاث استطلاع رأي مزور للخارجين من مكاتب اقتراع''· وأكد: ''لقد فزنا اليوم في الواقع في الدوائر كافة تقريباً، حسب معلوماتنا''·
ودعا مرشح آخر للمعارضة هو جيورجي مايساشفيلي أيضاً إلى التظاهر، وقال في تصريح تلفزيوني: إن ''الانتخابات تعرضت للتزوير''، واتهم السلطات بتضليل الناس عبر استخدام استطلاعات الرأي، وأضاف: ''خصمي جاتشيتشي لادزه هو الفائز، وبوصفي سياسياً مسؤولاً سأتظاهر في الشارع''· ورأى صحفيون مدافع مياه للشرطة وست حافلات لرجال يرتدون زياً موحداً في طريقهم إلى العاصمة صباحاً·
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة والمتوترة، دعت الولايات المتحدة الجورجيين إلى الهدوء وضبط النفس، واحترام نتائج الانتخابات الرئاسية إذا رأى المراقبون الدوليون أنها كانت حرة ونزيهة· وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية وكبير مبعوثي واشنطن للمنطقة ماثيو بريزا ''ما زلنا ننتظر التقييم المهم جداً الذي ستقدمه منظمة الأمن والتعاون الاقتصادي في أوروبا وكبرى مؤسساتها'' لمراقبة الانتخابات'·
من جهتهم، أكد مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن الانتخابات الرئاسية التي جرت في جورجيا ''صالحة واتسمت بطابع تنافسي''· وقال السي هاستينجز العضو في الكونجرس الأميركي ورئيس بعثة المراقبين في تبيليسي: إن ''الديمقراطية سجلت أمس في جورجيا نقطة انتصار''، وأضاف: ''نظراً للمنافسة الواضحة التي توافرت خلال الحملة أرى في الانتخابات التعبير الصحيح لخيار الشعب الجورجي''· لكن البعثة أضافت: ''بالرغم من أن الانتخابات كانت متطابقة من حيث الجوهر مع معظم المعايير الخاصة بانتخابات ديمقراطية، فإن تحديات كبيرة برزت وتستوجب الرد على عجل''·
عدد اليوم
