عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي)
تكبدت الأسهم المحلية أكبر خسائر أسبوعية للعام الحالي بلغت قيمتها بنهاية الأسبوع أمس نحو 62,2 مليار درهم منها 39,7 مليار في جلسة الأمس التي شهدت أكبر نسبة هبوط يومية لمؤشري سوق أبوظبي ودبي الماليين، أعادت المؤشرات الفنية إلى مستويات منتصف شهر يناير الماضي.
وشهدت الأسواق عمليات بيع مكثفة وبشكل متسارع دفعت 15 شركة للتراجع بالحد الأقصى هبوطاً 10 % أو قريبة منه، من بينها شركات قيادية مثل الدار العقارية، ودبي للاستثمار، والإمارات دبي المالي، وسوق دبي المالي، ودو، ودبي الاسلامي، وإعمار الذي كان قد اقترب من « الليمت دون» قبل ان يقلص خسائره إلى 9 %.
وتراجع مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 5,3 %، وعلى مدار الأسبوع بنسبة 8,8 %، لتفقد الأسهم نحو 62,2 مليار درهم من قيمتها السوقية، جراء تراجع سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 7 % خلال الأسبوع، وسوق دبي المالي بنسبة 13,8 %.
وارتفعت وتيرة الذعر بين أوساط المستثمرين مع اختفاء طلبات الشراء على أسهم قيادية، بعدما تراجعت بالحد الأقصى، مما دفع المؤشرات للانخفاض بحدة.
ودعا محللون ماليون ووسطاء، إلى سرعة تدخل الاستثمارات المؤسساتية المحلية إلى دعم الأسواق في الفترة الحالية التي تشهد هبوطاً حاداً غير مبرر، مؤكدين أن الأسواق توفر فرصاً استثمارية مغرية بعدما انحدرت الأسهم بهبوطها المتواصل إلى مستويات سعرية مغرية هي الأدنى خلال 11 شهراً.
وأضافوا أن الأسواق فقدت قدرتها على الصمود أمام عمليات البيع العشوائية التي ينفذها مستثمرون أصيبوا بحالة من الهلع، جراء الخوف من استمرار الهبوط مع تواصل أسعار النفط في الانخفاض، وفي ظل عدم قدرة الأسواق على الارتداد خصوصا سوق دبي المالي الذي تراجع للجلسة الثامنة على التوالي بنسب حادة يومياً.
وأجمعوا على أن الاغلاق بحدة سلبية أمس بدون قدرة على تقليص الخسائر، يشير إلى أن موجة الهبوط قد تتواصل بداية الأسبوع الحالي، ما لم تتدخل قوى شراء مؤسساتية لدعم الأسواق في المرحلة الحالية.
وقال المحلل المالي وضاح الطه، إن غياب المحفزات وعدم وضوح الرؤية يدفع أسواق الإمارات إلى البقاء في الموجة الهابطة التي تشهد عمليات بيع هلعي غير مبررة من قبل المستثمرين الأفراد الذين يغلبون العاطفة، فضلاً عن تكتيكات تتبعها محافظ الاستثمار الأجنبية منذ دخول أسواق الإمارات مؤشر مورجان ستانلي.
واضاف أن الأسواق باتت محكومة بحالة القلق وأسرى للتحليل الفني الذي يتوقع كسر نقطة دعم جديدة، بعد كسر نقطة أخرى، مما يجعل المستثمرين ممن لديهم سيولة يفضلون عدم الدخول في الوقت الحالي، فيما يهرع حملة الأسهم إلى البيع بسعر السوق، خوفاً من هبوط أكبر في الجلسات المقبلة.
وأكد الطه أن الهبوط الحالي والعنيف الذي تشهده أسواق الإمارات غير مبرر على الإطلاق في ظل المعطيات الإيجابية المتمثلة في قدرة اقتصاد الإمارات على التعايش مع انخفاض اسعار النفط لفترة، كما حدث في أزمات مشابهة في السابق، فضلاً عن مكررات ربحية مغرية دون 10 مرات وصلت إليها الأسواق والأسهم، مما يستلزم دخول سيولة جديدة.
وقال إن الاستثمار المحلي مطالب بالتدخل لدعم الأسواق في قدرتها على احتواء موجة الهبوط الحالية، خصوصاً وأنها غير مبررة، حيث يمتلك الاقتصاد الوطني من المقومات والمؤشرات الايجابية التي تدحض مسببات الهبوط الحالي الذي يتحكم فيه فقط عامل النفط.
الأمر ذاته أكده وايل أبومحيسن مدير شركة الأنصاري للأوراق المالية، مضيفاً أن الاستثمار المؤسسي المحلي أمامه فرصة تاريخية للتدخل لوقف التراجع العنيف غير المبرر للأسواق، مضيفاً:« التراجع الذي تشهده الأسواق فاق التوقعات، وأصاب الجميع بحيرة بالغة، مما يدفع ليس صغار المستثمرين فقط بل كبار المتعاملين ايضا إلى البيع والخروج من الأسواق».
وبحسب تقرير هيئة الأوراق المالية والسلع، فإن القيمة السوقية للأسهم تراجعت خلال الأسبوع الحالي إلى 700 مليار درهم، وارتفعت قيمة التداولات الأسبوعية إلى 6,5 مليار درهم من 4 مليارات درهم. واستحوذت أسهم 5 شركات على 62 % من إجمالي التداولات، إذ بلغت قيمة تعاملاتها مجتمعة 4 مليارات درهم، وسجلت جميعها تراجعا جماعياً وهي أسهم شركات إعمار، وارابتك والدار، والخليج الأول، ودبي الاسلامي.
وحقق سهم شركة مجموعة السلام القابضة أكبر نسبة انخفاض سعري خلال الأسبوع بنحو 24 %، وسوق دبي المالي 22 %، وتبريد 21,4 %، والاتحاد العقارية 21 %، وإعمار 18%، وأرابتك 14,5 %، والدار العقارية 16 %. وخلال جلسة الأمس، أغلق مؤشر سوق الإمارات المالي عند مستوى 4405,55 نقطة، وبلغت قيمة التداولات 1,5 مليار درهم من تداول 720 مليون سهم من خلال 13981 صفقة.
وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 64 شركة من أصل 125 شركة مدرجة في الأسواق، وحققت أسعار أسهم 2 شركة ارتفاعاً، في حين انخفضت أسعار أسهم 57 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات.
وجاء سهم «إعمار العقارية» في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطاً، بتداولات قيمتها 325,9 مليون درهم موزعة على 44 مليون سهم من خلال 1798 صفقة، وجاء سهم «أرابتك القابضة» في المركز الثاني بتداولات بلغت 219,5 مليون درهم موزعة على 66,7 مليون سهم من خلال 1811 صفقة.
وحقق سهم «تكافل الإمارات» أكبر نسبة ارتفاع سعري 1,2 % إلى 0,81 درهم ، يليه سهم «طاقة» بنسبة 1,1 % إلى 0,90 درهم. وفي المقابل سجل سهم «دبي للاستثمار » أكبر انخفاض سعري بالحد الأقصى 10 % إلى 2,16 درهم، تلاه سهم «اكتتاب القابضة» بنفس النسبة 10 % إلى 0,51 درهم.
ومنذ بداية العام بلغت نسبة الارتفاع في مؤشر سوق الإمارات المالي 2,13%، وبلغ إجمالي قيمة التداول 503 مليارات درهم.
عدد اليوم
