الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«داعش».. وتجنيد النساء الغربيات

4 ديسمبر 2015 21:56
أفادت تقارير بأن الفتاة المراهقة التي استُعملت صورتها كأداة للتجنيد من قبل «داعش» قد قُتلت أثناء محاولتها الهرب من قبضة التنظيم الإرهابي في سوريا، وفق صحف نمساوية. وكانت «سمرا كيزينوفيتش» وصديقتها، فرتا من فيينا في أبريل 2014، بعد أن تَركتا لعائلتيهما رسالة جاء فيها: «لا تبحثوا عنا. إننا نسعى لخدمة الدين والموت في سبيل الله». غير أن رحلة «كيزينوفيتش» إلى المناطق التي تسيطر عليها «داعش» ليست سوى مثال واحد ضمن سلسلة من الأمثلة التي تبرز قوة إغراء وجاذبية تنظيم «داعش» بالنسبة للنساء؛ حيث تختار أعداد متزايدة من النساء والفتيات التخلي عن «الترف والحريات» الغربية من أجل أن يصبحن زوجات وأمهات ومجندات عبر الإنترنت لصالح التنظيم الإرهابي، كما تقول صحيفة كريستيان ساينس مونيتور. ويبدو أن عدد الرجال الذين يغادرون أوروبا والولايات المتحدة ويتوجهون إلى سوريا «يتواصل بوتيرة مطردة»، غير أن «عدد النساء الغربيات اللاتي يذهبن إلى سوريا ازداد بسرعة كبيرة خلال العام الماضي»، وفق الصحيفة التي تشير إلى أن 4500 مقاتل أجنبي يُعتقد أنهم انضموا إلى «داعش» في أوائل 2015، حوالي 550 منهم كانوا نساء. ولكن النساء والفتيات لا يقمن فقط بما يعتبرنه واجباً دينياً؛ ذلك أن دوافعهن تعكس أيضاً نوعاً من الثورة الثقافية المضادة بين النساء والفتيات المسلمات اللاتي يرفضن العيش كمواطنات من الدرجة الثانية في الغرب، كما يقول باحثون. وبالنسبة لهن، فإن التحول إلى نوع معين من المسلمين هو أمر خطير ورائع في الوقت نفسه، وهذا الإغراء يمكن أن يكون قوياً على نحو لا يقاوم. وفي هذا السياق، يقول «إيرن سلتمان»، الباحث بمعهد الحوار الاستراتيجي في لندن: «إننا نرى تأثير كرة الثلج»، مضيفاً: «هذا الأمر يشبه إلى حد ما حركة ثقافية شبابية متمردة على المجتمع. فهي سرية؛ تمنح منتسبيها القوة؛ وهي ضد التقاليد والقواعد. وبالتالي، فيمكنك أن ترى نوعاً من الثقافة الشبابية المضادة في هذا الأمر». ويقول «سلتمان»: «إنهن لا يجهلن وحشية (التنظيم) وعنفه، وقد تم شحنهن بالأفكار المتشددة والمتطرفة إلى أن بتن يؤمن بأن ثمة جماعة الأخيار الصالحين، وثمة جماعة الأشرار، التي جماعة تنزع عنها الطابع الإنساني»، وعلى الرغم من تدفق النساء الأجنبيات على سوريا من أجل الانضمام إلى «داعش»، إلا أن جاذبية التنظيم الأولى بالنسبة للكثير من النساء اللاتي يوجدن هناك قلّت وخبت. وفي هذا السياق، أوضحت صحيفة «نيويورك تايمز» مسار ثلاث شابات سوريات انضممن إلى «داعش»، المعروفة محلياً بـ«التنظيم» عندما بسط سيطرته لأول مرة على الرقة في 2014، ثم هربهن إلى تركيا لاحقاً. لقد أصبح السوريون «مواطنين من الدرجة الثانية» بعد أن بسط «داعش» سيطرته، ولكن الشابات الثلاث اللاتي استُجوبن كن «من بين المحظوظات: ذلك أن اختيار الانضمام (إلى التنظيم) كان متاحاً لهن، فاختارت كل واحدة منهن منح حياتها للتنظيم من خلال العمل والزواج». كان كل اختيار يبدو كأنه الاختيار الصحيح والمناسب، وطريقة للإبقاء على الحياة مقبولة: التزوج بمقاتلين من أجل إرضاء التنظيم وحتى تكون لعائلاتهن الجديدة عنده حظوة؛ والانضمام إلى كتيبة الخنساء قصد اكتساب بعض الحرية في التحرك والتنقل، وكسب دخل في مدينة تحرم فيها النساء من تقرير مصيرهن. غير أنه سرعان ما ندمت الشابات على قرارهن الانضمام إلى التنظيم، ذلك أنه بعد مرور بضعة أشهر فقط، كن يترملن ويُتخلى عنهم ويُرغمن على الزواج من أجانب من جديد؛ فرأين كيف أنهن يُستعملن كرقيق مؤقت تحت تصرف المقاتلين الأجانب. وهكذا، توصلت كل واحدة منهن إلى قناعة مفادها أن الهرب هو فرصتهن الوحيدة للحياة. ومن غير الواضح الأسباب التي دفعت «كيزينوفيتش» إلى محاولة العودة إلى بلدها النمسا، غير أنه كانت ثمة تقارير أفادت في أكتوبر الماضي بأنها اتصلت بعائلتها وأخبرتهم بأنها ترغب في مغادرة تنظيم داعش. وقالت الحكومة النمساوية لقناة «فوكس نيوز» إنها لا يمكنها تأكيد خبر مقتل الفتاة، وإنها لا تعلق على الحالات الفردية. *ويتني يوليك* *محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©