الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لماذا يتصرف ابنك كطفل صغير؟

لماذا يتصرف ابنك كطفل صغير؟
11 ديسمبر 2014 23:00
أبوظبي (الاتحاد) لا تتفاجئي أيتها الأم إذا وجدت ابنتك ذات الثمانية أعوام تتصرف وكأنها طفلة صغيرة، ثم تعود بعد برهة وتطالبك بأن تعامليها كصبية كبيرة. يقول الاختصاصيون، إنه ليس مفاجئاً أن يجد الأطفال في سن 6-8 أعوام الأمر صعباً عليهم، ليقرروا إذا كانوا يريدون أن يكونوا أطفالاً أم كباراً، فهم في هذه الفترة يشعرون بأنهم ممزقون بين الشعور بالراحة والاتكال الذي كان يتوافر لهم في سنواتهم الأولى والشعور بالإثارة الذي انتابهم عندما كبروا، وأصبحوا أكثر استقلالاً وتطوراً. أو عندما يشعر الطفل بالغيرة من المولود الصغير الذي استحوذ على اهتمام الأم. تؤكد أفراح عبدالله «الأخصائية الاجتماعية» بمدرسة شما بنت محمد بالعين، أن الأطفال يعتمدون عادة على الإحساس بالأمان الذين يشعرون أثناء ممارستهم الأنشطة المألوفة لدفع أنفسهم نحو التطور، ويشعرون بالارتباك من أي نشاط جديد، لهذا نراهم في هذه الفترة يأخذون خطوة إلى الأمام، ومن ثم يتراجعون خطوتين إلى الخلف، فنرى الفتاة تحن مثلاً إلى دميتها القديمة وقصصها الصغيرة وتلك الحركات التي كانت تقوم بها في صغرها، بينما يشعر الولد في الغالب بالحنين إلى مصدر الأمان الأول في حياته، حضن أمه، فيميل للالتصاق بها ومرافقتها إلى كل مكان تذهب إليه. وتضيف أفراح: التصرف المثالي في هذه المرحلة هو محاولة إعادة أطفالنا إلى أماكنهم الصحيحة، بأن نذكرهم بسنهم الحقيقية من دون أن نشعرهم بالارتباك، وذلك من خلال توجيههم إلى الأنشطة التي تليق بهم، وهي الأنشطة التي تتطلب منهم الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية. وتشير أفراح إلى أن حنين الأطفال إلى أشيائهم وألعابهم القديمة هو في الحقيقة عودة إلى ذكرياتهم الجميلة، التي تعيد إليهم الراحة النفسية والأمان، محذرة من تعنيف الطفل بالقول له إنه لم يعد صغيراً، وأنه لا يليق به أن يعود إلى الأشياء التي يقوم بها الصغار، فربما يدفعه هذا إلى المزيد من العناد، لافتة إلى الخطأ الكبير الذي يقع فيه معظم الآباء، وهو الضغط الشديد على أبنائهم لأن يكبروا وينضجوا بسرعة، ومبينة أن تعنيف الأبناء يعد وأداً لحريتهم، وأنه من أجل تحقيق التوازن النفسي للطفل فهو بحاجة لأن يعيش جميع مراحل حياته من دون تعجل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©