الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عبدالله بن زايد ينهي علاقته بكرة الإمارات عشية الأربعاء

عبدالله بن زايد ينهي علاقته بكرة الإمارات عشية الأربعاء
30 ابريل 2007 01:01
بقلم - محمود الربيعي: سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية يطوي صفحة الرياضة، وينهي علاقته بالنشاط الرسمي لكرة القدم يوم الأربعاء المقبل· ففي تلك الليلة سيترأس سموه لآخر مرة اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم· في تلك الليلة سيقول لنا وداعاً· إنه الوداع الذي لا بد منه في حقل الرياضة·· لكن الرحلة الرائعة سوف تستمر في مكان آخر وفي موقع آخر بإذن الله· سمو الشيخ عبدالله بن زايد قرر الاستقالة لسببين رئيسيين: الأول: يأتي في إطار الاحترام الكبير لكافة اللوائح والنظم الدولية·· حيث تقتضي لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يترأس رئيس مجلس إدارة اتحاد كرة القدم جلسات الجمعية العمومية· ومعلوم ان دولة الإمارات العربية المتحدة بكافة ميادينها السياسية والاقتصادية والرياضية من الدول الرائدة في احترام المواثيق والمعاهدات والتنظيمات الدولية، وهذا شيء معروف عنها·· وهو توجه حضاري يسعى دائماً وأبداً لترسيخ مفاهيم الشرعية الدولية في كافة المجالات· الثاني: يخضع لقياسات سموه كوزير لخارجيةالدولة··والأمر المؤكد ان تبعات وتركات هذا المنصب السياسي الكبير يفرض التفرغ لأعبائه المتزايدة والمترامية· نهاية مرحلة كان لا بد منها ذات يوم من الأيام هكذا سنة الحياة· وهكذا هي مشغوليات الخارجية التي لا تنتهي كأحد عناوين الدولة خارج الحدود· مرحلة مضيئة وحافلة منذ يومها الأول حتى يومها الأخير عشية الأربعاء· المرحلة بدأت تحديداً في شهر يونيو من عام 1992 عندما تولى سموه لأول مرة منصباً قيادياً في مجلس إدارة اتحاد كرة القدم· لقد تولى منصب نائب الرئيس في مجلس الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان صاحب العصر الذهبي في كرة القدم بلا منازع· هذا المجلس الذي انضم اليه سمو الشيخ عبدالله كنائب للرئيس كان يضم بين صفوفه نخبة من الرجال من بينهم خليفة ناصر السويدي ويوسف السركال وحمد بروك وإبراهيم مطر وأحمد المدفع وعبدالمحسن الدوسري وعتيق جمعة وخلفان عبيد وعبدالله ناصر سلطان ومحمد كاهور وراشد علاي· هؤلاء الأعضاء كانوا سعداء للغاية بانضمام سمو الشيخ عبدالله لمجلسهم بعد اكتساب خبرة مقبولة في عمله حينذاك بنادي العين كنائب لرئيس مجلس الإدارة· كانت هذه هي البداية·· وما هي الا بضعة أشهر حتى تولى سموه في عام 1993 قيادة كرة الإمارات كرئيس لمجلس إدارة اتحاد الكرة·· وهي القيادة التي ظلت قائمة حتى الآن وحتى عشية الأربعاء· كان تقلد سمو الشيخ عبدالله منصب رئيس الاتحاد في تلك الأثناء له دويه وله بريقه لدرجة ان وكالات الأنباء العالمية زفت الخبر لكل دول العالم من منطلق انه حدث عالمي· نعم كان حدثاً عالمياً لأن سموه وباختصار كان أصغر رئيس اتحاد لكرة القدم في العالم·· ومن هنا كان الاهتمام الاعلامي الدولي بهذا الحدث· وبدأت المسيرة مسيرة كانت حافلة بانجازات مدوية·· فبعد توليه لرئاسة اتحاد كرة القدم كانتدورة الخليج الثانية عشرة على الاعتاب وفي ضيافة دولة الإمارات· وأيامها نظمت الإمارات حفلاً افتتاحياً للبطولة كان حديث المجتمع الخليجي بأكمله باعتبار ان هذا الافتتاح كان يمثل نقلة نوعية في احتفالات دورة الخليج· أما في الملعب فحدث ولا حرج· فقد كان منتخب الإمارات في عزه·· وقدم بطولة تنافسية نموذجية في روعة الأداء وللأسف حظى المنتخب على المركز الثاني وبفارق نقطة واحدة عن البطل·· لكن كافة المراقبين ما زالوا يتذكرون حتى الآن المستوى الرائع الذي كان عليه منتخب الإمارات في تلك الدورة·· ولم تكن كرة القدم منصفة في أحكامها، فقد كان منتخبنا الوطني يستحق اللقب عن جدارة واستحقاق لكنها الكرة· لكن يبقى دائماً في الذاكرة أن مستوى منتخب الإمارات في تلك البطولة هو النموذج الذي يقاس عليه دائماً المستوى والذي لم نسترده حتى الآن· وبعد ذلك بعامين تستضيف الإمارات الحدث الأهم والأكبر·· عندما استضافت نهائيات كأس آسيا عام ·96 وصيف آسيا ومثلما كان حُكم كرة القدم ظالما في خليجي 12 بأبوظبي كان حكمها ايضاً ظالما في كأس آسيا ،96 حيث خسر منتخب الإمارات اللقب الآسيوي الكبير بركلات الجزاء الترجيحية أمام السعودية في مشهد الختام· لكن مجتمع الإمارات وبعد صدمة الخسارة للقب أفاق·· واعتبر كل المراقبين الفوز بلقب وصيف القارة الكبيرة والمترامية انجازاً باقياً لكل المقاييس ويحسب لسمو الشيخ عبدالله بن زايد ولمجلسه الموقر· وتتوالى الأيام بعد ذلك بحلوها ومرها·· حيث هبط مؤشر الأداء وبدأت تتناقص النتائج شيئاً فشيئاً وتمر كرة الإمارات بفترة تراجع عصيبة استمرت لعدة سنوات وهو التراجع الذي دفع سمو الشيخ عبدالله للتفكير العميق من أجل إيجاد مخرج! قرار 25 رمضان وبالفعل كان المخرج في قرار 25 رمضان ،1998 وقد أصبح هذا القرار تاريخاً نتوقف عنده جميعاً·· فقد كان بحق نقلة جديدة لعالم جديد· وكان بمعنى آخر·· بداية البشريات بعصر الاحتراف الذي نستغرق فيه هذه الأيام· يوم 25 رمضان اصدر سمو الشيخ عبد الله قراره التاريخي بعودة اللاعبين الأجانب لحظيرة دوري الإمارات مرة أخرى·· ولم يكتف سموه بهذا القرار ذي الوزن الثقيل·· بل أردفه بقرار آخر لا يقل أهمية، وهو تطبيق نظام الاحتراف في كرة الإمارات· لقد كان قراراً سابقاً لعصره، لكنه للأسف لم ير النور فقد اختلفت بشأنه الآراء جغرافياً·· ولم يكن بالإمكان لهذا القرار ان يرى النور·· وتم الاكتفاء بالشق الأول من القرار والذي يخص عودة اللاعبين الأجانب مرة أخرى بعد توقف دام من 1983 حتى عام ·1998 وبدأت كرة القدم الإماراتية بعودة اللاعبين الأجانب تتهيأ لحقبة جديدة مغلفة بأجواء عالم الاحتراف· مونديال الشباب وتمضي المسيرة ومع البدايات الأولى للألفية الجديدة نجح سمو الشيخ عبدالله مرة أخرى في قرار تاريخي آخر لا يقل عن قراراته التاريخية السابقة، وهو نجاح مسعى الإمارات في استضافة نهائيات كأس العالم للشباب الذي أقيم على أرض الدولة ومدنها الرئيسية في عام ·2003 وكانت هذه الاستضافة بحد ذاتها نقلة دولية ذات ثقل عظيم·· فقد فتحت الأبواب على مصراعيها أمام دولة صغيرة في عدد سكانها، لكنها كبيرة برجالها ومرافقها وطموحها· ومنذ ذلك التاريخ أصبحت دولة الإمارات رياضياً بصفة عامة وكروياً بصفة خاصة ذات مكانة دولية متميزة ولله الحمد· عمومية كرة القدم وكانت آخر القرارات الكبيرة لسمو الشيخ عبدالله هي الجمعية العمومية·· هي نفسها التي سيتركنا من خلالها· والأمر الذي لا شك فيه ان قرار الجمعية العمومية كان قراراً ديمقراطياً ينسجم مع العصر··وكان ترؤس سموه لهذه الجمعية بمثابة عودة كنا في أمس الحاجة إليها بعد ان ابتعد سموه لبعض الوقت نظراً للمطبات التي اعترت طريق كرة القدم في الآونة الأخيرة· كانت الجمعية العمومية بمثابة المرجع والمشرع لكرة الإمارات بقيادة سموه· أما بعد·· فلن ننسى يا شيخ هذه الفترة المتلألئة حقاً· لن ننسى ان كل القرارات كانت ذات صبغة تاريخية· ولن ننسى ان كل الانجازات كانت محورية·· ففي عهد رئاستك للجمعية العمومية تحقق مؤخراً كأس الخليج الغالي الذي عاندنا من عام 86 بالبحرين حتى عام 2007 بالإمارات· كنت موجوداً يا شيخ ونحن نحقق هذا الحلم الكبير· حلم زاد من توحد الدولة وزاد من ارتباط الناس بالأرض والوطن· سوف نظل نذكر لك القرارات والانجازات والمواقف والبطولات· ولا يسعنا ونحن نتذكر مسيرتك الأولى- وأنت أصغر رئيس اتحاد كرة في العالم - إلا أن نتمنى لك التوفيق وانت كبيراً بفضل الله بتجربتك·· وانت تؤدي مهامك الأخرى في موقع مهم وحساس·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©