الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

2,5 مليار يورو دخل الدوري الإنجليزي في 33 شهراً

30 ابريل 2007 01:10
إعداد - أنور إبراهيم: تأهل 3 أندية انجليزية الى الدور قبل النهائي لدوري الأبطال الأوروبي يؤكد جدارة واستحقاق الكرة الإنجليزية بالتربع على قمة الكرة في القارة العجوز واستحقاقها أيضاً للعنوان الذي نشرته صحيفة ليكيب الفرنسية منذ أيام في صدر صفحتها الأولى ويقول: الكرة الأوروبية تتكلم انجليزي، إشارة الى تفوق أندية مانشيستر يونايتد وتشيلسي وليفربول على نظرائها في الدول الأوروبية الأخرى· أما مجلة ''فرانس فوتبول'' فقد بررت هذا التفوق الإنجليزي بأربعة أسباب منطقية أولها امتلاك الدوري الإنجليزي ''بريمير ليج'' لقوة اقتصادية لا تقارن فهناك الكثير من المال للجميع وليس للصفوة فقط، وإنما للعشرين فريقاً التي تلعب في البطولة بفضل الحضور الجماهيري الغفير حيث يبلغ متوسط حضور الجماهير هذا الموسم 43,044 متفرجا في المباراة مقابل 19,716 متفرجا في الدوري الإيطالي مثلاً· وتضيف المجلة ان حقوق البث التليفزيوني يستفيد منها الجميع، فعلى سبيل المثال سيحصل الفريق الذي سيحتل المركز الأخير في الدوري الموسم القادم على مبلغ 45 مليون يورو كحقوق بث تليفزيوني في مقابل 23,15 مليون يورو في العام الماضي· عدالة في التوزيع وقالت المجلة: حتى نستوعب الفارق الكبير بين الدوري الإنجليزي وغيره من بطولات الدوري الأوروبية فلابد أن نعرف أن هذا المبلغ (45 مليون يورو) يعادل 45 مرة مثل المبلغ الذي يحصل عليه فريق سيلتيك جلاسجو الاسكتلندي في عام كامل! والميزة الكبرى في انجلترا دون غيرها من الدول الأوروبية أن ''الكعكة'' - على حد قول المجلة - يتم تقسيمها على الجميع وبصورة أكثر عدلاً من أي مكان آخر· ولعل هذا ما دفع المجلة الى القول إن خبراء حسابات المؤسسات الكبرى يتوقعون أنه من الآن وحتى عام 2009 ستكون نصف الفرق الإنجليزية ضمن أعلى عشرين فريقاً في أوروبا تحصل على حقوق بث تليفزيوني· والحقيقة أن هذه المساواة أو العدالة النسبية في الفرص والحظوظ بين أندية الدوري الإنجليزي تمنح أندية وسط الجدول (جدول ترتيب الفرق) إمكانية الحياة والاستمرار وليس هذا فقط وإنما أيضاً إمكانية شراء لاعبين على أعلى مستوى· صفقات مكلفة والسبب الثاني الذي ساقته المجلة الفرنسية هو انتقاء أفضل نجوم في العالم وعدم البخل في الصرف عليهم، فالراتب السنوي للنجم الفرنسي الهداف تيري هنري على سبيل المثال يعادل ثلث ميزانية فريق ''لومان'' أحد أندية الوسط في الدوري الفرنسي· وذكرت المجلة مثلاً آخر وقالت: دروجبا ومايكل بالاك وتشيفتشينكو ومايكل إيسن وكلود ماكيليلي كلفوا تشيلسي 144 مليون يورو· فالقوة الشرائية للأندية الإنجليزية تضعها على قمة المشترين للنجوم من مختلف دول العالم وبدون أدنى مقاومة من جانب الأندية الأخرى التي تستلم سريعاً وترك نجومها ولاعبيها المميزين للأندية الإنجليزية حيث استغنى مارسيليا الفرنسي عن الإيفواري دروجبا مقابل 33 مليون يورو، وترك ميلان تشيفتشينكو مقابل 46 مليون يورو، كما باع ليون مايكل إيسن الغاني لتشيلسي مقابل 38 مليون يورو، ووافق ريال مدريد على رحيل ماكيليلي مقابل 24 مليون يورو· وتعترف المجلة بأن عملية شراء الأندية الإنجليزية للنجوم عملية مكلفة ولكنها تقول: ليس هذا هو السبب الوحيد الذي يجذب النجوم الى الـ ''بريمير ليج'' وإنما هناك أيضاً إغراء البطولة نفسها ونظامها الصارم· هوليوود أوروبا الطريف في الأمر - على حد قول المجلة - ان هناك أندية إنجليزية اشترت لاعبين بأسعار ليست مرتفعة بالقياس الى أسعار تشيلسي، فعلى سبيل المثال ضم مانشستر يونايتد النجم البرتغالي المتألق كريستيانو رونالدو من سبورتنج لشبونة مقابل 22,2 مليون يورو فقط·· فكم سعره الآن؟! ريال مدريد مستعد لشرائه بأي ثمن مهما عظم· أما واين روني الذي تقدر قيمته التجارية الآن بنحو 80 مليون يورو، فقد كان سعر شرائه من إيفرتون عام 2005 حوالى 44 مليون يورو·· أي أن سعره زاد بما يقرب من الضعف· وتعليقاً على هذه الأمثلة قالت المجلة: لقد تحولت ملاعب واستادات انجلترا الى ''مسرح للأحلام'' وتحول الدوري الإنجليزي الى هوليوود أوروبا· البداية بخوليت وفينجر أما السبب الثالث والمهم فهو مجموعة مدربين أوروبيين ذائعي الصيت والشهرة، وبداية تدفقهم على انجلترا كانت في منتصف سنوات التسعينيات وكان الرواد وقتها هم الهولندي رود خوليت والفرنسي أرسين فينجر·· الأول درب تشيلسي والثاني درب الأرسنال وما زال يدربه حتى الآن رغم مرور ما يزيد على عشر سنوات·· خوليت وفينجر هما اللذان فتحا الطريق أمام أوروبيين آخرين لغزو الأندية الإنجليزية التي كانت وقتها تكتفي بالمدربين الإنجليز أو من دول المملكة المتحدة البريطانية· وقد تبع خوليت وفينجر كثيرون أمثال الفرنسي جيرار أولييه ومن بعده الإسباني رفائيل بينيتيز الى ليفربول وجان تيجانا الى فولهام، وجان لوكا فياللي وكلاوديو راينيري ثم جوزيه ومرينهو الى تشيلسي، ومعهم أيضاً العديد من المدربين المساعدين وفي الوقت نفسه واصل الاسكتلندي السير اليكس فيرجسون ثورته الكروية في انجلترا باعتماده على البرتغالي كارلوس كيروش الذي انتقل بعد ذلك الى ريال مدريد كمدير فني بعد أن كان رقم 2 في مانشستير يونايتد· الخروج من القوقعة وكل هؤلاء المدربين الكبار أحدثوا نقلة نوعية في طرق اللعب وأساليب التدريب، فأندية تشيلسي والأرسنال وليفربول لم تعد فرقاً إنجليزية تماماً كما أن وجود مدربين كثيرين غير إنجليز أسهم في تطبيق نهج علمي أكثر من كرة القدم وإخراج اللعب الإنجليزي من قوقعته التقليدية وانتهت الى غير رجعة حكاية إلقاء الكرة في الصندوق (منطقة جزاء المنافس) وأصبح هناك بناء هجمات من بداية الملعب· والدعم الفني الذي يقدمه المدربون الأجانب في الدوري الإنجليزي كان حاسماً فعلى سبيل المثال لم يكتف مورينهو وبينيتيز بالتركيز على تنمية المهارات الفردية للاعبين وإنما جاءوا أيضاً بأجهزة مساعدة وأفكار وأعادوا تنظيم القطاع الرياضي كله في أنديتهم وطوروا ظروف الإعداد البدني والنفسي ومراكز التدريب· أكبر دخل في التاريخ والسبب الرابع والأخير الذي ذكرته لمجلة وهو نتيجة للأسباب الثلاثة السابقة هو سخونة البطولة ومعاركها الكروية حامية الوطيس·· فالصراع بين الأول مانشستر يونايتد والثاني تشيلسي على أشده وأيضاً بين الثالث ليفربول والرابع الأرسنال، والمنافسة شرسة وقد تستمر حتى آخر مباراة في الدوري· وأشارت المجلة في ختام تحليلها وتحقيقها الكبير عن الدوري الإنجليزي أو الـ ''بريمير ليج'' الى أنه حقق دخلاً هو الأكبر في تاريخ كرة القدم حيث حصل على ما لا يقل عن 2,5 مليار يورو مقابل إذاعة 138 مباراة كل موسم خلال الفترة من أغسطس 2007 الى مايو ،2010 أي في فترة لا تتجاوز 33 شهراً·· كما سيحصل على 910 ملايين يورو كحقوق بث مباريات الدوري في 208 دول خارج المملكة المتحدة البريطانية إضافة الى 600 مليون يورو للحقوق المرتبطة بوضع صور على شبكات التليفون المحمول، كل هذه الأمور جعلت المجلة قول إن اللعب في الدوري الإنجليزي كله فوائد للاعبين وللأندية وللجميع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©