محمد الحلواجي:
تصوير: إحسان ناجي:
صيادون يحتضنون في شواطىء عجمان الجميلة الممتدة على هدوء الأفق، قلق توقعاتهم الكامنة في رزق قد يأتي وفيرا وقد لا يأتي بحجم الأمل في كثير من الأحيان·
لكن أملهم برزق الخالق كبير بحجم أحلامهم بهدايا البحر الصديق منذ الأزل، لذلك ألقوا شباكهم المغزولة بنسيج الصبر والعرق وملاحقة لقمة العيش بشرف ينأى بهم عن القعود أو مذلة السؤال، قانعين أن الرجال يصنعون أقداراهم مثلما تصنعهم أسماؤهم·
رأيناهم يذهبون في كل مرة للغزل الذي ألقوا به في أول المدّ من الليل، وكلهم لهفة للنظر لفعل مويجات البحر الزاحفة نحو تراب نهار الشاطىء وهي محملة بالأخبار· لينطلق السؤال الذي تكرر منذ مئات السنين ولم يداخله شيء من الملل: ''كيف صيدكم اليوم يا رجال''؟·
ويأتي الجواب: ''خير وعند الله خير''··· لترفع الشباك المبللة برائحة الأصداف والطحالب وثمار البحر، فتظهر للنور خيوط حافلة بالمخلوقات الفضية التي تنتفض لملامسة الهواء الخالي من الماء·
تنشط سواعد الرجال ويهب فيها الحماس للركض نحو السوق، هناك حيث يتعالى النداء باتجاه الحالمين بمائدة عامرة للأحبة:'' سمك طري·· سمك طري·· لا يفوتك''!·
عدد اليوم
