رشاقة البدينات .. أوهام للبيع

(أبوظبي - الاتحاد) مع ازدياد نسبة البدانة في المجتمع وتحولها هاجساً لدى الجميع وخصوصاً النساء، وجد بائعو وهم الرشاقة طريقاً سهلاً لترويج أساليبهم ومنتجاتهم، لذا تنفق البدينات آلاف الدراهم في مراكز التخسيس التي تعلن عن برامجها السحرية لإنقاص الوزن في وقت قياسي، إلا أن النتيجة تأتي سلبية غالبا حسب ما يؤكد بعض ممن خضن التجربة. هوس النحافة انضمت إيمان (طالبة جامعية)، إلى أحد مراكز التخسيس في أبوظبي، حيث طرأ تغير كبير على وزنها خلال الأشهر الأولى من التحاقها، لكـــن الفرحـــة لـم تكتمـــل، فبعد مرور 9 أشهر توقف الوزن عن النزول. تقول: «كل محاولاتي للوصول إلى الوزن المثالي باءت بالفشل، ما سبب لي التوتر والضجر، فانقطعت عن التواصل مع مركز التخسيس الذي أتعامل معه، والذي اكتشفت أنه مجرد مكان لجمع الأموال من النساء الباحثات عن قوام رشيق». وتروي أسماء (موظفة) تجربتها مع التخسيس قائلة: «رغم انضمامي إلى أحد المراكز ونجاحي في إنقاص وزني من 95 كجم إلى 70 كجم في فترة قياسية إلا أنني أصبت بآلام في الكلية بسبب أنظمة الريجيم القاسية التي اتبعتها، لذا أنصح كل من تقبل على إنقاص وزنها بمراعاة حالتها الصحية». أسعار خيالية تلفت عواطف (موظفة) إلى أنها حاولت إنقاص وزنها الذي بلغ 100كجم، ونجحت في ذلك في الأشهر الأولى لكن بعد التوقف عن زيارة هذه المراكز عاد وزنها لسابق عهده، مبينة أن سياسة مراكز التخسيس قائمة على قليل من الرياضة وكثير من الوهم، كما إنها تستغل رغبة البعض في الحصول على جسم متناسق، فتروج لحبوب تساعد على خسارة الوزن، وبدلات التخسيس، وأحزمة البطن، وتضيف: «الغريب أن هذه المنتجات يتم بيعها بأسعار خيالية، والرابح الوحيد فيها هي هذه المراكز والشركات المنتجة». أضرار صحية يؤكد الدكتور سمير سامي أخصائي علاج السمنة أن كل امرأة لها برنامج تخسيس معين يناسبها، ومن الضروري لمن تعاني مشكلات صحية أن تستشير الطبيب ليحدد ما يناسبها من الأنظمة. ويشير إلى أن لكثير من الأدوية التي يتم تناولها في مراكز التخسيس أضرار كبيرة على الكلى والمعدة، ما يستوجب أن يكون اللجوء إليها تحت إشراف طبي. ويضيف: «النساء هن الفئة الأكثر إقبالاً على حبوب خفض الوزن، حيث يطلبن نوعيات من الحبوب ذات المفعول السريع التي تحقق الهدف في وقت قصير، إلا أن اختيار النوع يعتمد على قابلية المرأة لتناول الطعام، فتحديد الشهية أمر مهم في تحديد الحبوب المناسبة لها». ويقدم سامي نصائح عدة لمن يسعى لاتباع برنامج معين لإنقاص وزنه، مثل التأكد دائماً من صحة مصادر المعلومات، خاصة إذا كان لها علاقة باستخدام أدوية أو برامج غذائية معينة، كذلك لابد من تعلم كيفية الحكم على قيمة المعلومات المنشورة قبل استخدامها، وعدم التردد في الاستفسار عن منتج ما وطلب توضيح المصطلحات المصاحبة له من قبل شركات الأدوية.