الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

?نعمة ?نزول ?الغيـث

?نعمة ?نزول ?الغيـث
12 ديسمبر 2014 00:36
يقول الله تعالى : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ*يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ}(سورة النور: الآيتان 43-44. جاء في كتاب صفوة التفاسير للصابوني في تفسير [{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يُزْجِي سَحَاباً} أي يسوق بقدرته السحاب إلى حيث يشاء {ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ} أي يجمعه بعد تفرقه {ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً} أي يجعله كثيفاً متراكماً بعضه فوق بعض {فَتَرَى الودق يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ} أي فترى المطر يخرج من بين السحاب الكثيف {وَيُنَزِّلُ مِنَ السمآء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ} أي وينزل من السحاب الذي هو كأمثال الجبال برداً {فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ} أي فيصيب بذلك البرد من شاء من العباد فيضره في زرعه وثمرته وماشيته {وَيَصْرِفُهُ عَمَّن يَشَآءُ} أي ويدفعه عمن يشاء فلا يضره قال الصاوي: كما ينزل المطر من السماء، وهو نفعٌ للعباد كذلك ينزل منها البرد، وهو ضرر للعباد، فسبحان من جعل السماء منشأً للخير والشر {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ} أي يقرب ضوء برق السحاب {يَذْهَبُ بالأبصار} أي يخطف أبصار الناظرين من شدة إضاءته وقوة لمعانه {يُقَلِّبُ الله الليل والنهار} أي يتصرف فيهما بالطول والقصر، والظلمة والنور، والحرّ والبرد {إِنَّ فِي ذلك لَعِبْرَةً} أي إن فيما تقدم ذكره لدلالة واضحة، وعظة بليغة على وجود الصانع المبدع {لأُوْلِي الأبصار} أي لذوي البصائر المستنيرة، وخصهم بالذكر لأنهم المنتفعون، حيث يتأملون فيجدون الماء والبرد، والظلمة والنور تخرج من شيء واحد، فسبحان القادر على كل شيء] (صفوة التفاسير للصابوني 2/ 343-344). لقد أنعم الله سبحانه وتعالي علينا بنعم كثيرة، ومنها نعمة نزول الغيث.إن الغيث المبارك الذي ينزله الله تعالى من السماء رزقاً للعباد، وحياةً للأرض وما عليها، ما هو إلا آية من آيات الله تعالى، ومظهر من مظاهر رحمته بعباده، فقد أنزل الله سبحانه وتعالى الماء الذي جعله سبب حياتنا، ومما يدل على عظم نعمة الماء، وصفُ الله سبحانه وتعالى له بالبركة، وأحيانا بالطّهر، وأحيانا بأنه سبب للحياة. الاستغفار.. ونزول الغيث من المعلوم أن الاستغفار يُستنزل به الرزق والأمطار، (قال الشعبيّ: خرج عمر يستسقي فلم يزد على الاستغفار حتى رجع، فأُمطروا فقالوا: ما رأيناك استسقيتَ؟ فقال: لقد طلبتُ المطر بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر؛ ثم قرأ: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا}. وقال الأوزاعيّ: خرج الناس يستسقون؛ فقام فيهم بلال بن سعد فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: اللهم إنا سمعناك تقول: {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ} وقد أقررنا بالإساءة، فهل تكون مغفرتك إلا لمثلنا؟! اللهم اغفر لنا وارحمنا واسقنا! فرفع يديه ورفعوا أيديهم فسُقُوا. انطلاقاً من قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ* أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ* لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ}(سورة الواقعة الآية :68-70). إن الواجب على الإنسان أن ينظر إلى نعم الله عليه فيتأملها، ويشكر الله على نعمه، وأن يعرف أن وراء هذه النِّعم مُنْعم وخالق ورزَّاق هو الله عز وجل: {فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ* أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا ، ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا* فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا* وَزَيْتُونًا وَنَخْلا* وَحَدَائِقَ غُلْبًا*وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ}(سورة عبس الآية (24-32 )، فجميل أن يخصص الأغنياء شيئاً من أموالهم للفقراء لرعاية أسر الأيتام، وإدخال السرور على القلوب البائسة والنفوس الحزينة، وذلك بتقديم مساعدات شهرية للمساكين والمعوزين، والثكالى والأرامل، ولطلاب المدارس والمعاهد والجامعات بدفع أقساط مدرسية عنهم، وللمرضى بدفع التأمين الصحي، ودفع ثمن الكهرباء والماء عمَّن لاعائل لهم، وسيجزيهم الله على ذلك خير الجزاء. لقد تحدث القرآن الكريم عن فضيلة الشكر في آيات عديدة، كما ذكرت الأحاديث الشريفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©