الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسالة إلى الشيهم !

25 مارس 2009 02:56
بينما تستعد هيلاري كلينتون لزيارة المكسيك هذا الأسبوع، يجدر بها ألا تحمل معها حسن النية فقط، وإنما أيضاً موقفاً أميركياً يتسم بالثبات والوضوح· لقد شبه السفير الأميركي السابق إلى المكسيك هذا البلد بالشيهم (حيوان يشبه القنفذ) نظرا للحس القومي المتوقد واللاذع فيه؛ ولعل هذا التشبيه ينطبق على المكسيك اليوم أكثر من أي وقت مضى· فبعد أسابيع من جلسات الاستماع في الكونجرس حول العنف المرتبط بالمخدرات في المكسيك ذهب الرئيس المكسيكي إلى حد التلميح إلى أن جهوداً حثيثة تُبذل في الولايات المتحدة بقصد تشويه سمعة بلاده· أشواك المكسيك منفوشة الآن، وسيتعين على هيلاري بالتالي تهدئة المكسيكيين بجرعة كافية من الدبلوماسية العامة؛ ولعل الطريقة الأفضل لتحقيق هذا الهدف تكمن في الإتيان برسالة واضحة وموحدة من إدارة أوباما بخصوص نوع العلاقة التي تريدها مع المكسيك· مما لا شك فيه أن المشاكل المتصلة بالجريمة في المكسيك أصبحت محط انتباه المشرعين الأميركيين وأجهزة فرض احترام القانون ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة· فخلال الأشهر القليلة الماضية مثلا، كان ثمة أكثر من ست جلسات استماع في الكونجرس·المكسيك اليوم لا تعرف ما إن كان ينبغي عليها أن تولي انتباها أكبر للذين يدعون إلى عسكرة الحدود أو للذين يناهضون ذلك ؟ مثل أوباما· والمكسيك لا تعرف ما إن كانت الولايات المتحدة ستبذل جهوداً حثيثة لوقف التهريب غير القانوني للأسلحة إلى أراضيها أو ما إن كانت حجة ''الحق في حمل السلاح'' ستوقف مناقشة الموضوع· والمكسيك لا تفهم ما إن كانت تتعرض للانتقاد بهدف خلق الدعم في الكونجرس لمزيد من المساعدات والتعاون، أو ما إن كانت الانتقادات الأخيرة مجرد مزايدات سياسية من قبل أولئك الذين سيرحبون بجدار أكبر بين البلدين· فأعضاء الحكومة الأميركية يتحدثون عن الحاجة إلى ''نموذج جديد'' في العلاقات الأميركية- المكسيكية، في الوقت نفسه الذي اقتطعوا فيه 150 مليون دولار من ''مبادرة ميريدا'' التي تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري وتبادل المعلومات الاستخباراتية· كما أن أعضاء فريق أوباما يتحدثون عن ''الشراكة الاستراتيجية'' في الوقت نفسه الذي أنهى فيه الكونجرس مشروعا تجريبيا يسمح لبعض الشاحنات المكسيكية باستعمال الطرق الأميركية السريعة مثلما تنص على ذلك اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية ''نافتا''، وهو ما ردت عليه المكسيك بفرض تعرفة جمركية على 90 سلعة أميركية· ويتعين على كلينتون أن توضح الأمور وتخبر كلا من الحكومة المكسيكية والشعب المكسيكي بما تريده الولايات المتحدة، وبما هي مستعدة لفعله، وما تتوقعه منه بالمقابل لأن الفراغ الحالي يتم ملؤه بطريقة لا تحمد عقباها· فالانتخابات النصفية المقررة في يوليو في المكسيك تدفع الرئيس كاليدرون نحو تبني مواقف قومية متوقعة لأن لا شيء يوحد المكسيكيين أكثر من جرعة جيدة من مشاعر معاداة أميركا· وبموازاة مع ذلك، يهيمن الجمهوريون المتشددون في الولايات المتحدة في الغالب على الرسالة الأميركية تجاه المكسيك، حيث يريدون تحويل الحدود إلى ساحة معركة سياسية مقبلة· مما لا شك فيه أن كلينتون ستلقى ترحيباً حاراً في المكسيك، إن هي حملت معها، من جملة الأشياء التي ستحملها معها إلى المكسيك، اعترافا بالمسؤوليات الأميركية، واستعدادا لتقليص استهلاك المخدرات في الولايات المتحدة، والتزاماً بوقف التدفقات المالية وغسيل الأموال - الذي يفسر وجود زعيم الجريمة المكسيكي جوكين إيل ''تشامبو'' جوسمان على قائمة مجلة فوربس لأغنياء العالم - إضافة إلى وعد بالحد من تدفق أسلحة العيار الثقيل عبر الحدود، واستعداد لمواكبة جهود محاربة المخدرات بمقاربة أكثر شمولية· لقد أظهرت وزيرة الخارجية أنها دبلوماسية ناجحة؛ والتحدي الذي ينتظرها في المكسيك اليوم هو تحويل ''شيهم'' عدواني في وضع الدفاع إلى شريك متعاون· دنيز دريسر محللة سياسية مكسيكية ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©