الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواطنة تبتكر جهازاً يبدد الضباب للحد من الحوادث المرورية

مواطنة تبتكر جهازاً يبدد الضباب للحد من الحوادث المرورية
20 نوفمبر 2012
رأس الخيمة (الاتحاد) - قادتها المعاناة التي لحقت بها جراء إصابة زوجها بحادث سير وقع قبل عامين بسبب الضباب، إلى ابتكار جهاز أسمته «شتاء بلا ضباب» يسهم في تبديد الضباب، وقد يلعب الجهاز دورا في الحد من الحوادث المرورية التي تقع بسبب تشكله. واستغلت المعلمة المواطنة نورة الشحي في الجهاز، الذي ابتكرته، مراوح موجودة أصلا لإرسال تيار هوائي يعمل على تلاشي قطرات الندى العالقة في الهواء والمسببة للضباب وتاليا القضاء عليه، موظفة خبراتها في علم الفيزياء كونها معلمة للمادة، إلى جانب استخدامها برامج إلكترونية متوافرة على شبكة الإنترنت. مشكلة مؤرقة تؤرق مشكلة الضباب التي تحدث خلال فصل الشتاء من كل عام السائقين، فتعطل حركة السير من جهة ومن جهة أخرى تتسبب في اصطدامات وحوادث مرورية جسيمة بين المركبات ما يؤدي إلى إزهاق الأرواح أو إصابتها بإصابات بليغة وإعاقات قد تستمر معها طوال العمر. وكان زوج الشحي، أحد المتضررين من الحوادث المرورية التي سببها الضباب قبل عدة أعوام، وعلى الرغم من تحسن حالته بعد تلقيه العلاج ومكوثه في الفراش لمدة طويلة؛ إلا أنه لا يزال يعاني من آثار ذلك الحادث، ومن شدة ألم الشحي على زوجها ومشاركتها له معاناته فكرت في حل لمشكلة الضباب؛ وهداها تفكيرها لابتكار جهاز يفيد في علاج مشكلة الضباب فيبدده كلما تشكل فتساعد به البشرية، وتمنع تعرض أي إنسان للأذى الذي تعرض له زوجها. وعن قصة اختراعها، تقول الشحي، معلمة الفيزياء في مدرسة نورة بنت سلطان للتعليم الثانوي في إمارة رأس الخيمة «بدأت مشروعي قبل عامين بعد أن تعرض زوجي بسبب الضباب لحادث مروري أثناء ذهابه إلى عمله في دبي، تسبب له بكسر في العمود الفقري ومفصل القدم وهي أماكن حساسة وعلاجها يتطلب وقتا طويلا، فمكث زوجي في الفراش سنة كاملة وهو يتعالج، وعلى الرغم من أنه تماثل الآن بفضل الله عز وجل للشفاء إلا أنه لا يزال يعاني من بعض الآلام، ولكوني زوجته فقد كنت ولا زلت أتألم معه، وأصبحت أشعر بالناس الذين تضرروا بسبب حوادث الضباب وفكرت بحل لهذه المشكلة، وكما يقولون «رب ضارة نافعة»، فقد تمكنت من ابتكار جهاز وظفت خلاله دراستي وخبراتي في الفيزياء بما فيها التوصيلات والدوائر الكهربائية». وحول فكرة الابتكار، تقول الشحي «بحثت بداية عبر الإنترنت عن وجود أجهزة تخفف من ظاهرة الضباب إلا أنني لم أجد شيئا قد تم تصنيعه لذلك، وباستمرار عملية البحث توصلت إلى استخدام مراوح لتبديد الضباب بحيث ترسل هواءً باردا أو حارا يتفاعل مع قطرات الندى التي يتكون منها الضباب، ويبددها أو يجعلها تتلاشى، وتوجد هذه المراوح في الأسواق المحلية لكن فكرة توظيف هذه المراوح في حل مشكلة الضباب هي الجانب المبتكر في المشروع». مبدأ العمل بعد أن توصلت الشحي إلى إمكانية الاستفادة من المراوح في تبديد جزيئات الضباب أخذت تفكر في مكان وضع تلك المراوح، حتى وصلت إلى احتمالين يتمثلان في وضعها على أعمدة الكهرباء أو على الزجاج الخارجي للمركبات، وفي حالة وضعها على أعمدة الكهرباء فكرت الشحي في مشكلة هدر قدر كبير من الطاقة الكهربائية من أجل تشغيل هذه المراوح، وبدأت تبحث لذلك عن حل. وحول الحل الذي توصلت إليه، توضح الشحي «بما أن الدولة تتوجه حاليا نحو الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة، فكرت في استثمار الطاقة الشمسية في توليد الطاقة الكهربائية التي تحتاجها المراوح حتى تعمل بفعالية، حينها قمت بشراء خلايا شمسية ووصلتها بالمراوح وأخذت بعين الاعتبار تناسب جهد الخلايا الشمسية مع جهد المراوح المستخدمة، ووصلت الخلايا الشمسية والمراوح بحساس يتحسس الرطوبة يعمل كمفتاح للدائرة الكهربائية حيث تقفل الدائرة وتبدأ بالعمل كلما تحسس هذا الحساس وجود رطوبة تشكل الضباب، بالإضافة إلى محول كهربائي يحول من التيار المستمر إلى التيار المتردد، حيث إن المراوح حتى تعمل تحتاج إلى تيار متردد». تشير الشحي إلى أنها استعانت بخبراتها في الفيزياء في تصميم الدائرة الكهربائية التي يتكون منها الجهاز مستخدمة برنامج «التمساح الإلكتروني» على جهاز الحاسوب. وتؤكد أن عملية ابتكار الجهاز لم تكن سهلة فقد عملت عليها على مدار عامين متواصلين أجرت خلالها العديد من المحاولات التي انتهت بالنجاح، واستعانت كما تفيد بمعهد التكنولوجيا التطبيقية في رأس الخيمة لما يتوافر فيه من أجهزة وأدوات غير متوافرة في المدارس. وفي سياق حديثها عن الصعوبات التي واجهتها في مشروعها، تذكر أن أهمها كانت في عدم إيجادها محولا كهربائيا في الأسواق المحلية والخليجية أيضا ما اضطرها إلى طلبه وشرائه من الصين، علاوة على صعوبات أخرى في التوصيلات والبرمجة التي تطلبت محاولات عدة. وتلفت الشحي إلى أنها انتهت من فكرة الجهاز وتجاوزت مرحلة التطبيق العملي للفكرة، وأثبتت نجاح ما ابتكرته، وما تبقى عليها هو تصميم الهيكل الخارجي للجهاز الذي يضم الأجزاء الإلكترونية والأجهزة والتوصيلات التي تحدثت عنها آنفا وتصنيعه على هيئة منتج نهائي وطرحه في الأسواق، ومن أجل ذلك خاطبت إحدى الشركات الخاصة في دبي، فطلبت منها الشركة شراء الابتكار وتصنيعه فرفضت بيعه لئلا تفقد حقها في ملكيته، وها هي تبحث عن جهة ترعى ابتكارها وتساعدها على تصنيعه كمنتج محلي دون أن تفقد حقها في ملكيته. «شتاء بلا ضباب» هو الاسم، الذي أطلقته الشحي على ابتكارها وهو عنوان يحكي عن نفسه، وقد تمكنت صاحبته من الحصول على حقوق ملكية فكرية له بعد أن قامت بتسجيله في وزارة الاقتصاد في أبوظبي ودبي، وتنتظر الانتهاء من تسجيله في الولايات المتحدة الأميركية. «قصة اختراع» استضافت جامعة الشارقة نورة الشحي، في مؤتمر الملكية الفكرية الرابع، الذي عقدته العام الماضي تحت عنوان قصة اختراع لتكون أحد المخترعين الإماراتيين، الذين دعوا من أجل الحديث عن قصة اختراعاتهم، كما أنها مشاركة في معرض المخترعين المقام حاليا في دولة الكويت خلال الفترة من 19- 22 نوفمبر الجاري. وتؤكد المعلمة المتميزة الشحي، التي تدرس الفيزياء منذ 8 سنوات، ولقبت بـ»الشخصية العلمية» في مدرستها، أنها تسعى إلى غرس ثقافة الإبداع والابتكار في نفوس طالباتها، وذلك بما يتوافق مع المنهاج المدرسي الذي تدرسه، والذي تستنبط منه أفكارا تحث الطالبات على تطويرها وبناء ابتكارات بسيطة تنسجم معها فتكتشف من خلالها إبداعات الطالبات ومواهبهن لتعززها وتنميها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©