«جلسات» الحدائق المنزلية تعانق الطبيعة وتحقق الراحة والمتعة

لا تكتمل عناصر الحديقة إلا بمحطة يمكن أن يجد فيها المرء قدرا من الراحة والاسترخاء، حيث يتذوق جمال الطبيعة وسط جلسات الحدائق المنزلية، ويغوص في أعماق الابداع ويرسو بتناغم وتجانس عند أعتاب الفناء الخارجي، هذه الجلسات المعقودة بالبساطة في تصاميمها والنعومة والراحة عند الجلوس عليها، تضفي على مستخدميها فرصة مثالية للبقاء في الحديقة فترة أطول، من دون أن يخالجهم إحساس بالضيق والضجر أو الملل. خولة علي (دبي) - تتميز جلسات الحدائق المنزلية بتنوع أشكالها وتصاميمها، حيث يقف المرء حائرا في انتقاء النوعية الملائمة والجيدة لاستخدامها، وهو يراقب عن كثب منظر الطبيعة الخلابة التي تحيط بمملكته. ويطلعنا مصممو «ذان ون»، على أبرز إبداعاتهم في تصميم جلسات الحدائق وتوزيعها حيث الأجواء الطبيعية الخلابة في هذا الموسم من السنة، لنلمس مدى إقبال الأفراد على اقتناء جلسات خاصة بالحدائق، رغبة في خلق بيئة مريحة يقضى فيها المرء ساعات هادئة تحت إيقاع عناصر الطبيعة التي تشكلت بها حديقته. ظروف البيئة المحلية ويوضح منسقو ومصممو الحدائق المنزلية، أن جلسات الحدائق تأتي بأشكال وأنواع مختلفة فمنها ما تكون قطعا مفردة أو تأتي في صورة مجموعات، فالأولى عادة ما تكون مصنوعة من الحديد المشغول القوي والمتين، الذي لا يتأثر بتغير ظروف البيئة المحلية، بحيث يوزع على جانبي الممرات أو في المداخل الرئيسية، فهي عادة ما تكون محطة للراحة القصيرة التي قد يستخدمها المرء عند الشعور بالرغبة في أخذ قسط من الراحة، ثم يواصل التنزه في ثنايا الحديقة، وعادة ما يستخدم هذا النوع من المقاعد في الحدائق الكبيرة الواسعة، بالإضافة إلى المقاعد أو الجلسات المصنوعة من الحديد، نجد منهم من يفضل أن تكون هذه المقاعد إنشائية أي من الحجر الخراساني، ولكن العيب الذي يكمن في هذه النوعية أن المرء لا يستطيع أن يحركها أو يغير مكانها متى أراد إلا بهدمها وإزالتها تماما. وهذه المقاعد عادة ما تستخدم في الحدائق العامة وحدائق الميادين، فالعمر الافتراضي لها طويل جدا، بعكس الأنواع الأخرى التي قد لا تقوى على تحمل ظروف البيئة القاسية في فترة الصيف إلا أنها غير مريحة في أحيان كثيرة، وتستخدم للجلوس عليها مدة قصير. محاكاة الطبيعة ويجد خبراء التصميم أن هناك انتشارا واسعا لبعض التصاميم التي تحاكي الطبيعة، لتكون تلك القطع جزءا لا يتجزأ من الطبيعة، فنجد منها ما هي مصنوعة من الحبال وهي عادة ما تكون خفيفة الوزن ومصنوعة من تشابك مفتوح أو نسيج محبوك بطريقة متقنة بحيث يكون مشدودا تجاه مقعد الكرسي ونجدها أكثر كلفة من المقاعد المصنوعة من الشرائط التي تعطي منظرا حديثا وراقيا، كما أن أشكال الشرائط مختلفة التصميم منها ما هي عريضة أو ملفوفة بشكل عمودي أو أفقي، والشرائط متينة وتتمتع بليونة كافية مما تجعل الأوقات التي يقضيها المرء في حديقته مريحة وآمنة. وهذا النوع مرغوب فيه بشكل واسع في الحدائق المنزلية، نظرا لكونه بسيطا ومريحا وواسعا، وخفيف الوزن، وسهل التنظيف، علاوة على كونه متناغما ومتجانسا مع كافة أنماط الحدائق. كما أن جلسات البامبو تلائم أيضا الاتجاه الحالي الذي يدعو للعودة إلى الطبيعة، حيث تكون البساطة هي الوجه المثالي الذي تطل به الحدائق المنزلية. مساحة المكان ويضيف منسقو ومصممو الحدائق المنزلية، أن الأسواق تعج بأشكال عديدة ومتنوعة من قطع الأثاث التي اخذت اشكالا جديدة كالمقاعد الطويلة التي يمكن الاستلقاء والاسترخاء عليها، وسرر تصلح للاستخدام اليومي تساعد الكثير من الأشخاص على الاضطجاع عليها والشعور بالراحة التامة. وقد بدأت أيضا في طرح آرائك ومقاعد وكراسي للاستخدام خارج غرف المنزل بألوان طبيعية، ويأتي التنجيد عادة بشكل يسهل العناية بقطع الأثاث وبمواد ذات تقنية عالية لا يمكن أن يعطبها ضوء الشمس أو الأمطار أو الرياح والرطوبة. ويوضح الخبراء: تختلف أشكال الكراسي منها ما هي مفردة التي تأتي على شكل قفص معلق أو محمول على قاعدة حديدية متينـة، ومنها ما تأتي في مجاميع يمكن تحريكهــا ونقلها من مكان إلى آخر أو تبنى بالخرسانة وفق الحجم والمساحة والشكل المطلوب سواء كان دائري الشكل أو نصف دائري أو باستقامة واحدة فالأمر يعود لصاحب المنزل ويتوقف على مساحة المكان المتاحة، كما يجب مراعاة المتانة نظرا لكونها دائمة التعرض للتيارات الخارجية. مظلة منسوجة من السعف كما يؤكد خبراء التصميم، أنه لابد أن يكون هناك تناسق بين جلسة الحديقة والمظلة التي عادة ما تستخدم في حجب أشعة الشمس، فإذا كانت الجلسة ذات طابع تراثي يتم وضع مظلة منسوجة من السعف أو أعواد من خشب البامبو، او الخشب ويمكن ان تكون المظلة عبارة عن قطعة من القماش تغطي جلسة من الخشب، فهناك جلسات عـادة ما تكون المظـلة مثبتة في وسط الطاولة أو ترتكز على قاعـدة أرضية ولها يد يتم التحكم بمستوى ارتفاعها أو انخفاضها. وأيضا تتوفر المظلة المصنوعة من الحديد او الالمنيوم وعادة ما تكون مغطاة بستائر منسدلة على جوانب الجلسة وتكاد تغطيها كلها، ولا تكتمل أناقة المكان من غير عنصر النبات الذي يمكن أن يزين أطراف تلك الجلسات بالنباتات المتسلقة مما يخلق تزاوجا لونيا بديعا في المكان. لوحة ربيعية حالمة يمكن ان تعلق بعض الأصيص التي تحمل أكاليل الزهور، فترسم لوحة ربيعية حالمة، أو توزع نباتات التشكيل في أحواض في خطوط متوازية خلف الجلسات، فتمنح المكان ثراء من نوع خاص، وقد توزيع هذه الجلسات في الشرفات المطلة على الحدائق، أو بالقرب من منظر خلاب كالبرك المائية، التي تعج بأسماك الزينة، أو أن تأخذ موقعها تحت ظلال الأشجار الوارفة، حيث يداعبها النسيم العليل، وتشدو من فوقها العصافير أعذب الألحان.