السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فضائح التعذيب لن تغير أولويات «سي آي إيه»

12 ديسمبر 2014 00:10
واشنطن (أ ف ب) رغم عاصفة الاستنكار الدولي الذي أثارها تقرير حول استخدام عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» التعذيب خلال الاستجواب، يبقى من المستبعد أن يؤدي ذلك الى تغيير أولويات الوكالة. والتقرير الذي نشره مجلس الشيوخ الأميركي الثلاثاء الماضي ويتضمن تفاصيل حول إساءة معاملة المعتقلين ولجوء الاستخبارات الى التضليل، يشكل ضربة قوية للوكالة. إلا أن «سي آي ايه» تعرضت في العقود الماضية لانتقادات متكررة حول عملياتها المثيرة للجدل غالبا والتي انتهى بعضها إلى فشل ذريع. ومن الانزال الفاشل في خليج الخنازير في كوبا مطلع ستينيات القرن الماضي وفضيحة بيع الأسلحة إلى إيران إبان الثمانينيات والتقارير المزيفة حول أسلحة الدمار الشامل في العراق مطلع العقد الأخير من القرن الماضي، كلها شكلت مناسبات لانتقاد الوكالة. ورغم أن سمعة الوكالة تلقت ضربة قوية مع التفاصيل المقلقة حوب التعذيب وتضليل البيت الأبيض والكونجرس، إلا أن «سي آي ايه» ستظل قوة أساسية على صعيد التجسس العالم. فقد ازدادت المبالغ المخصصة لتمويل نشاطاتها عدة مليارات في السنوات الأخيرة، بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001. ومع أن ديان فينستين رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ التي أعدت التقرير اعتبرت أن أعمال «سي آي ايه » تعتبر «وصمة على قيمنا وتاريخنا»، إلا أن غالبية أعضاء الكونجرس يؤيدون ه العمليات السرية التي تعتبر أساسية في مكافحة أعداء مثل تنظيم «داعش». وتشدد «سي آي ايه» على أن تقنيات الاستجواب المشددة التي اعتبرت فينستين أن لا فائدة منها، أتاحت انتزاع معلومات حاسمة لتحديد موقع اسامة بن لادن الذي قتل في 2011. وصرح وليام بنكس خبير الاستخبارات ومدير معهد الأمن القومي ومكافحة الارهاب في جامعة سيراكيوز أن «ادارة أوباما والإدارات التالية ستعتمد دون شك على وكالة الاستخبارات المركزية في جمع المعلومات وعمليات مكافحة الارهاب في كل أنحاء العالم». واضاف بنكس ان «الوكالة حيوية من أجل الحفاظ على أمننا القومي الان وفي المستقبل. اعتقد ان الفصل المتعلق بالتعذيب مشين لكنه يظل استثناء». وقامت الوكالة بعمليات تنطوي على مخاطر منذ تأسيسها في 1947 ودون استثناء لأي من الرؤساء. فهي تتمتع بسلطات فريدة كالتجسس والابتزاز وحتى قتل أعداء الولايات المتحدة في كل أنحاء العالم. وحتى الذين يوجهون انتقادات شديدة للوكالة على غرار السناتور الديمقراطي مارك اودال، فهم يدعمون أهدافها العامة. وبعد نصف ساعة من الانتقادات الحادة أمام مجلس الشيوخ، أعرب فيها اودال عن أسفه لكون الوكالة «لا تعترف بأفعالها» ودعوته الى استقالة مديرها جون برينان، إلا أن اودال أعرب عن امله في ان يكون للتقرير حول التعذيب اثر ايجابي على الوكالة. وقال اودال إن تقرير مجلس الشيوخ واعتماد شفافية أكبر سيساعدان الولايات المتحدة «على ايجاد التوازن الصحيح بين السرية والمبادئ الديمقراطية». كما استبعد السناتور الجمهوري ساكسبي شامبليس أي قيود على ميزانية الوكالة كإجراء عقابي. وأكد أنها اليوم على الطريق الصحيح «نعمل بشكل مختلف اليوم واعتقد ان هذا سيساعدنا على المدى الطويل». وبما ان مستوى التهديدات الخطيرة التي تواجهها الولايات المتحدة لن يتراجع في السنوات المقبلة، فالبلاد بحاجة إلى وكالة استخبارات قوية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©