السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مستشار هادي: الحوثيون يتحكمون بالدولة وتصرفاتهم عززت «القاعدة»

مستشار هادي: الحوثيون يتحكمون بالدولة وتصرفاتهم عززت «القاعدة»
12 ديسمبر 2014 01:02
عقيل الحلالي (صنعاء) نفى الجيش اليمني أمس الخميس تقارير تحدثت عن سيطرة المتمردين الحوثيين على مجموعة ألوية الصواريخ في جنوب غرب العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم منذ أواخر سبتمبر في وقت تزايدت حالة السخط السياسي والشعبي من استمرار هيمنة المليشيات المسلحة على القرار السياسي في البلاد المضطربة منذ تنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح مطلع 2012. وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد الركن سعيد الفقيه، :»لم تحدث أية محاولة من قبل أي جماعة مسلحة لاقتحام مجموعة ألوية الصواريخ في صنعاء» التي تضم صواريخ سكود طويلة المدى، وتشكلت في 2012 ضمن خطة لإعادة هيكلة الجيش بعد انقسامه في 2011 على خلفية الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السابق.وأضاف في تصريح لموقع وزارة الدفاع :»لا صحة مطلقا للأنباء التي زعمت بأن مجاميع مسلحة تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيون) حاولت اقتحام المعسكر ». ومازال المتمردون الحوثيون الذين على صلات بدولة إيران يديرون نقاط تفتيش في مختلف أنحاء صنعاء ويحرسون بعض مؤسسات الدولة في العاصمة على الرغم من مرور أكثر من شهر على تشكيل حكومة كفاءات وفق صفقة سياسية وقعتها الرئاسة اليمنية مع الجماعة المسلحة التي وسعت مؤخرا نفوذها باتجاه الجنوب بعد سيطرتها على مدن رئيسية في وسط وغرب البلاد. وشن عبدالكريم الإرياني المستشار السياسي للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، هجوما عنيفا هو الأول من نوعه على المتمردين الحوثيين الذين قالوا إنهم «يمثلون حركة سياسية غير مدنية تسعى إلى تحقيق أهدافها بالطرق والوسائل العسكرية».وقال الارياني في مقابلة نشرتها صحيفة «26 سبتمبر» العسكرية والمقربة من القصر الرئاسي في عددها الصادر أمس الخميس إن اليمن يعيش اليوم «وضعا شاذا بكل ما في الكلمة من معنى»ـ مشيرا إلى أن هناك دولة بهياكلها ووزاراتها ومؤسساتها لكنها لا تحكم فيما «تتحكم» جماعة الحوثيين بإدارة شؤون البلاد. وانتقد ادعاءات جماعة الحوثيين بمحاربة الفساد والاختلالات في أجهزة الدولة قائلا :»لماذا يعطي الحوثي لنفسه الحق وكأن الآخرين ليسوا شيئًا.. نحن شركاء في إصلاح الاخلالات.. وهذه الاخلالات تصلح عندما نتفق أننا دولة واحدة موحدة قوانينها السارية تسري والناقصة تأتي».كما اعترض الدكتور الإرياني على تبني جماعة الحوثيين الحرب على الإرهاب وتنظيم القاعدة الذي ينشط في شرق وجنوب البلاد، وقال :»هم يتقاتلون مع مواطنين يمنيين. هناك لاشك قاعدة اصطدموا معها في «رداع» (..) لكن الإرهاب ظاهرة لا يمكن أن تواجه بحركة غير منضبطة وغير منتظمة تتقاتل مع الناس أينما وجدت للقتال مبرراً لها».وشكك في امكانية الجماعة المذهبية الإرهابية القضاء على الإرهاب «لوحدها»، مؤكدا أن الحروب التي خاضتها الجماعة مؤخرا ضد متطرفين مزعومين في محافظتي البيضاء وإب وسط البلاد «زاد من عدد المنضمين إلى القاعدة ولم ينقصهم وأجزم بذلك».وأشار إلى ان جماعة الحوثيين انتهجت طريقا غير معهود وغير معروف في جميع أنحاء العالم، لافتا إلى أن «ضعف» القوات المسلحة اسهم بشكل كبير في الاستيلاء على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر واحتلال مدن رئيسية أخرى منتصف أكتوبر. وقال :»نحن نريد دولة كأي دولة في العالم... الآن لسنا دولة مثل أي دولة في العالم.. هذه حقيقة»، مؤكدا أن دول الخليج العربية التي تدعم العملية الانتقالية منذ أواخر نوفمبر 2011 قررت تعليق مساعداتها لليمن حتى تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية المعلن أواخر سبتمبر وينص على انسحاب المليشيات من العاصمة والمدن الرئيسية واستعادة الدولة سيطرتها على مختلف أنحاء البلاد مقابل تشكيل حكومة جديدة يشارك فيها الحوثيون والحراك الجنوبي الانفصالي. وأضاف :»يقولون نريد أن نتعامل مع دولة ولكن هناك دولة داخل الدولة. هذا الوضع لا نستطيع أن نتعامل معه، لأن هذا الوضع شاذ وما فيش دولة تتعامل مع وضع كهذا».وفيما أشاد بتوقيع الحوثيين وحزب الإصلاح الإسلامي السني اتفاقية لخفض التوتر في البلاد، اعتبر أن التزام حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح «موقفا رماديا» بشأن علاقته بالحوثيين والتطورات الأخيرة في البلاد «لا يخدم الحزب ولا يخدم المصلحة الوطنية العليا». في هذه الأثناء، طالب البرلمان اليمني أمس الخميس السلطات الحكومية القيام بدورها في «ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والسكينة العامة بما يمكن المواطنين من أداء مهامهم اليومية بكل سهولة ويسر».وشدد أعضاء في البرلمان خلال مداخلاتهم في جلسة أمس على ضرورة معالجة الفلتان الأمني غير المسبوق في البلاد «بما يجعل من ذلك تهيئة الأجواء والمناخات للنشاط الاقتصادي والاجتماعي والاستثماري والتنمية بشكل عام»، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ». وطالبوا الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والوجهاء القبليين بتحمل مسؤولياتهم «في توحيد الإرادة والنوايا الصادقة من أجل الاصطفاف الوطني ولملمة الشمل». ودعوا إلى «تحكيم لغة العقل والمنطق لحل كل المشكلات» واستكمال العملية السياسية الانتقالية.وطالب النائب في البرلمان اليمني، عبدالعزيز جباري، في مداخلته بتشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد «وانقاذ اليمن من الانهيار»، حسب قوله، متهما الرئيس عبدربه منصور هادي ب»العجز» في إدارة المرحلة الانتقالية. وقال وزير الدفاع اليمني، اللواء محمود الصبيحي، أمس الخميس، ان «القوات المسلحة والأمن هي المعنية دون سواها بالحفاظ على أمن واستقرار الوطن والمواطن في ظل أحداث وتداعيات لم يعد الوطن يحتمل أكثر منها».وشدد الصبيحي في كلمته خلال احتفالية نظمتها قوات احتياط الجيش (الحرس الجمهوري سابقا) بمناسبة تخرج دفعة عسكرية «مهارات نظامية»، على ضرورة «المضي قدماً في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وبنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية وملحقه الأمني وبما من شأنه الدفع بعجلة التنمية والبناء وإشاعة أجواء الثقة بين شركاء العمل الوطني»، داعيا في الوقت ذاته القوات المسلحة إلى «إعلاء مبدأ الولاء الوطني، وتعزيز الضبط والربط العسكري والرفع من الجهوزية القتالية والمعنوية والتصدي للإرهاب والتخريب بكل صوره وأشكاله».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©