أبوظبي (الاتحاد) - فازت دولة الإمارات العربية المتحدة برئاسة أول لجنة فنية من نوعها بالعالم، لإعداد مواصفات قياسية موحدة للأغذية “الحلال” للسنوات الثلاث القادمة، التي تم تشكيلها من خلال منظمة التعاون الإسلامي.
وأكد معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه رئيس مجلس إدارة هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس “مواصفات”، في بيان صحفي أمس، أن هذا الفوز يشكل إنجازا دوليا جديدا، حيث تمكنت “مواصفات” من الحصول على أعلى نسبة تصويت من الدول الأعضاء في معهد المواصفات والمعايير للدول الإسلامية بالجمهورية التركية “إس إم آي آي سي” الذي يتخذ من تركيا مقرا له.
وجاء فوز الدولة خلال مشاركة وفد الإمارات في منتدى معهد المواصفات والمقاييس للدول الإسلامية “إس إم آي آي سي” واجتماعات لجانه الفنية، التي عقدت في مدينة إسطنبول التركية على مدى 4 أيام، والتي تم خلالها انتخاب فرح علي الزرعوني مدير إدارة المواصفات بهيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس رئيسا للجنة الفنية للأغذية “الحلال”بعد أن تفوقت على منافسيها من مرشحي الدول الأخرى الأعضاء بمعهد المواصفات والمقاييس للدول الإسلامية الخاصة بالأغذية الحلال، حيث حصلت على أصوات تعادل إجمالي الأصوات التي حصل عليها المتنافسون معها لكفاءتها وخبرتها الفنية الكبيرة في هذا المجال.
وأكد ابن فهد أن فوز الإمارات برئاسة هذه اللجنة الهامة يبرهن على الدور الهام الذي تلعبه “مواصفات” على المستويات المحلية والإقليمية والإسلامية والدولية لرفع جودة المنتجات وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمستهلكين، ودعم الاقتصاد الوطني وتعزيز حركة التجارة البينية بين دولة الإمارات والدول الشقيقة والصديقة والمساهمة في إزالة العوائق الفنية أمام حركة التجارة خصوصا بين الدول الإسلامية، وكذلك بقية دول العالم بما ينسجم مع متطلبات اتفاقية منظمة التجارة الدولية.
وقال إن هذا الفوز يضيف بعدا جديدا للإنجازات التي حققتها الدولة ويعزز الدور الفاعل الذي تقوم به الإمارات على النطاق الدولي خصوصا أن هذا الفوز تحقق على الرغم من التنافس القوي بين الدول على رئاسة هذه اللجنة، إلا أن السمعة الطيبة للإمارات والنهضة التي تشهدها في مختلف المجالات والتطور في مجال المواصفات الذي تشهده الدولة ساهم في الفوز بأغلبية أصوات الدول الأعضاء.
وأضاف الدكتور راشد أحمد بن فهد أن الإمارات تولي اهتماماً كبيراً بمتطلبات المواصفات الحلال بوجه عام وفي مجال الغذاء الحلال بصفة خاصة، لحماية المستهلكين المسلمين ليس على الصعيد المحلي فحسب وإنما على صعيد العالم الإسلامي والمسلمين في كافة دول العالم، مشيرا إلى أن الواردات من المواد والمنتجات الغذائية تشكل النسبة الأكبر من واردات الدول الإسلامية عموما ودولة الإمارات بصفة خاصة.
وأكد ضرورة توافر مختبرات تحليلية متطورة متقدمة لفحص المنتجات الغذائية “الحلال”، والتأكد من مطابقة مكوناتها ونوعياتها للمواصفة الموحدة للأغذية “الحلال”.
وأشار إلى أن أهمية توافر واعتماد المواصفات القياسية للأغذية “الحلال” تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي تكمن في أن هذه المنظمة تعد ثاني أكبر منظمة دولية بعد منظمة الأمم المتحدة، لذلك حرصت الجهات المعنية بالدولة على المساهمة في إعداد وتبني هذه المواصفات وكان من أهم ثمار هذا العمل الذي شاركت الدولة فيه إصدار أول منظومة متكاملة تشتمل على مواصفات المنتجات الغذائية وسلامتها، ومطابقتها لشروط الحلال وطرق فحصها على مستوى الدول الإسلامية لضمان التطبيق الأمثل بين جميع أعضاء المنظمة في عملية تصدير واستيراد المنتجات الغذائية ورفع درجة الثقة بالشهادات الصادرة عنها، حيث أعدت اللجنة الفنية للأغذية الحلال المواصفات الخاصة بالجهات المانحة لشهادات الحلال ومواصفات اعتماد جهات منح تلك الشهادات.
وقال وزير البيئة والمياه رئيس مجلس إدارة هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، إن المنظومة المتكاملة للمنتجات الغذائية “الحلال” ستفتح آفاقا جديدة للفهم السليم والتطبيق الأمثل، لمواصفات الغذاء الحلال التي تشارك في تطبيقها جميع جهات الدولة سواء جهات منح شهادات المطابقة أو رقابة الأغذية.
وجاء الفوز برئاسة أول لجنة فنية من نوعها بالعالم لإعداد مواصفات قياسية موحدة للأغذية الحلال استكمالا للدور الهام الذي تلعبه الإمارات في مجال إصدار المواصفات للمنتجات الحلال في القطاعات المختلفة، بعد أن تم في شهر مايو الماضي اختيار الإمارات ممثلة في هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، لاحتضان اللجنة الفنية لاعتماد المواصفات القياسية الموحدة لـ “مستحضرات التجميل الحلال” “تي سي تو” على مستوى العالم، بحصولها على أعلى نسبة تصويت من الدول الأعضاء في معهد المواصفات والمقاييس للدول الإسلامية كما فازت الإمارات برئاسة اللجنة الفنية لاعتماد المواصفات القياسية الموحدة لـ”مستحضرات التجميل الحلال” “تي سي تو”، وتم اختيار فرح علي الزرعوني لرئاسة اللجنة نظرا لكفاءتها وخبرتها الفنية الكبيرة في هذا الجانب.
وأشار ابن فهد إلى أن اختيار إماراتية لرئاسة لجنتين فنيتين في قطاعين هامين على النطاق الدولي دليل على المكانة الهامة التي وصلت إليها المرأة بالدولة، والفرص الكبيرة التي منحت لها بتوجيهات من القيادة الرشيدة للعب دور فعال وحيوي في مختلف المجالات ليس على الصعيد المحلي فقط ولكن على الصعيد الإقليمي والدولي كذلك.
وأكد أن سياسة التعاون المشترك التي تحرص هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس على انتهاجها مع كافة الجهات المعنية الاتحادية والمحلية والخاصة كان لها أثر هام في تحقيق هذا الإنجاز الذي يُعد مثالا حيا للتعاون المشترك مع الهيئة، موجها الشكر لكافة الجهات المعنية الحكومية والخاصة التي تعمل يدا بيد مع “مواصفات” في لجان إعداد النُظم والمواصفات الخاصة بالأغذية “الحلال” ومستحضرات العناية الشخصية والتجميلية الحلال، وحثهم على بذل المزيد في سبيل تطوير نظم الجودة بالدولة.
وأشار إلى أن هذه الإنجازات تساهم بشكل فعال في تطوير استراتيجيات هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس والهيئات المناظرة لها بباقي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وباقي الدول العربية والإسلامية في مجال الصحة والسلامة لقطاع هام وحيوي يتعلق بالمستهلك بصورة مباشرة، من خلال تطبيق تعليمات الشريعة الإسلامية كما يضيف بعداً جديداً لمشاركات الدولة على مستوى منظمة التعاون الإسلامي، حيث يمكن من خلال ذلك صياغة متطلبات ومواصفات الأغذية الحلال ومواصفات مستحضرات التجميل والعناية الشخصية الحلال والعطور لتكون الدولة همزة الوصل بين دول المنطقة والدول العربية وبين المنظمة الدولية للتقييس “آيزو” لاعتماد مخرجات عمل هذه اللجنة، كأول مواصفات مستحضرات التجميل والعناية الشخصية الحلال والعطور على مستوى العالم.
وأضاف أن رئاسة الدولة للجنة الفنية للأغذية الحلال ولسكرتارية اللجنة الفنية الخاصة بمستحضرات التجميل الحلال وعضويتهما الفنية سَينصب في تفعيل التعاون المشترك بين منظمات وجهات التقييس المختلفة كهيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنظمة التقييس الدولية (الايزو)، وهيئة دستور الأغذية (الكوديكس) في مجال مواصفات الأغذية الحلال وطرق فحصها وضمان موثوقيتها والعمل على دعم التجارة الإقليمية والعالمية وتقليل العوائق الفنية والعمل على مساعدة التجارة الإقليمية والعالمية في توفيق أوضاعها ومطابقتها لمواصفات الأغذية الحلال، سواء في الاستيراد أو التصدير لتوحيد الجهود الرامية الى منح شهادات موحدة لضمان توحيد النظم والإجراءات طبقا لمواصفة قياسية موحدة على مستوى دول العالم الإسلامي والمسلمين في دول العالم كافة، وخفض التكلفة المالية الخاصة بالأغذية الحلال لجعلها في متناول الجميع نظرا لما شكلته الأنظمة والإجراءات السابقة من أعباء مالية على المنتجات الحلال، مقارنة بالمنتجات غير الحلال مما يزيد الأعباء على كاهل الأسر المسلمة التي تعيش في بلدان غير إسلامية.
عدد اليوم
