الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لا هواء تعرض أشد الحالات الفلسطينية بؤساً

لا هواء تعرض أشد الحالات الفلسطينية بؤساً
25 مارس 2009 02:56
تواصل أيام الشارقة المسرحية فعالياتها بعرض المسرح الحديث لمسرحيته الجديدة ''لا هواء''، تأليف محمود أبوالعباس، وإخراج إبراهيم سالم· وقدم العرض الذي استمر ساعة كاملة بمسرح الفنون في الشارقة، مجموعة من الممثلين، هم مرعي الحليان في دور الأخ الأكبر، وسميرة الوهيبي في دور الجدة، وصالح البحار في دور الخال، ورائد الدالاتي أباً، وإيمان حسين أماً، وفيصل علي في دور الأخ الأصغر، وأحمد ناصر في دور العم، وعبدالرحمن الزرعوني جاراً· ويتناول العمل القضية الفلسطينية في أشد الحالات بؤساً وشقاء، وهي حالة الحصار المفروضة على كل مقومات الحياة لدى الفلسطينيين، حيث يظهر ''حنظلة'' ابن الفنان ناجي العلي يدير ظهره للعالم، في تعبير عن الرفض والاستنكار لما يجري لشعبه من تجويع وقتل وحرمان من أبسط مقومات الحياة الإنسانية· وهذا العرض يمثل فيه عائلة مكونة من الجدة والزوج والزوجة والأبناء والعم والخال، يحاصرهم الرصاص، ويتعرضون للقتل المجاني، وهناك ابن للعائلة نائم في أقصى حالات الخطر على حياته يتم تهريبه من مكان إلى آخر داخل البيت، وحيث إن إسرائيل تقوم بقطع الكهرباء عن السكان، يتم استخدام جهاز اصطناعي يدوي لضخ الهواء إلى رئتيه، لأن التوقف عن ذلك يجعله يفارق الحياة· الجدة تحتفظ بمفتاح بيتها القديم الذي احتله اليهود، أما الأخ الأكبر- مرعي الحليان- فإنه يكاد يفقد الذاكرة من هول المأساة، وسميرة الوهيبي تسعى الى تسليمه المفتاح قبل أن تغادر الدنيا· إنه واقع مجلل بالسواد غطى كل أركان خشبة المسرح، تعبيراً عن فداحة المشكلة، حيث تم تصوير الوضع على حقيقته دون الميل إلى إضاءة ولو شمعة واحدة في ظل هذا الظلام الدامس· لقد برز في هذا العرض الاحتراف التمثيلي لدى ممثلين مخضرمين هما مرعي الحليان، وسميرة الوهيبي، اللذين خاضا العديد من التجارب الفنية الناجحة، لكن الملفت هو أن دور الأم الذي أدته إيمان حسين كان مقنعاً إلى درجة كبيرة، إضافة إلى قوة النص، وحرفية الإخراج، حيث تم الدخول في عمق الأشياء، وكشف الحياة اليومية للناس على طبيعتها، وما يكابدونه في ظل الحصار الخانق من خوف وموت وعذاب· وبما أن العمل تمحور حول قضية العرب الأولى، فإن الآراء فيه بالمجمل كانت جيدة، حيث قال الدكتور يوسف عيدابي لـ''الاتحاد'': ''هذا العمل نص مسرحي مكتوب بتقنية عالية، ومتوازن فكرياً إلى حد مؤثر، على المتلقي، ووجد استجابة عالية من المخرج، وفريق التمثيل، بحيث تعاملنا مع عرض مسرحي يدخل إلى الأعماق، ويؤكد على وظيفة المسرح كمحرض، وفاعل اجتماعي يلتقي بقدسية النضال الفلسطيني، الذي وقفنا أمامه متفرجين سلبيين، بينما هنا على خشبة المسرح أحس المؤدون والمتفرجون على السواء أن المأساة لا يمكن الصمت حيالها، وحتى دور الفن في أن يبعدنا عن تخدير الحياة اليومية وما تصنعه السياسة المحبطة في الجماهير العربية، بدلاً من الأمل والوعي بالمتغيرات التي تأكل أهلنا في فلسطين''· الفنان الدكتور محمد يوسف يقول ''أعجبني إيقاع العمل، والديكور أوصل الفكرة بشكل مباشر·· إجمالاً العمل جميل''· ويقول عصام أبوالقاسم مسرحي وإعلامي من السودان ''هذا العرض فيه مسحة جميلة على مستوى الأداء والإخراج، كما عبر عن رؤية أن على العالم أن ينتبه لما يجري ويفكر بصورة أعمق''· والتقت ''الاتحاد'' مخرج العمل إبراهيم سالم الذي قال ''نبعت فكرة المسرحية حين عرضت إحدى القنوات الفضائية في أخبارها مأساة طفل كان يتنفس بجهاز كهربائي، وحين أطفأت إسرائيل الكهرباء، بدأ أقاربه يتناوبون في استخدام الجهاز الآلي، الذي لو ترك لحظة لودع الحياة·· وهذه الفكرة طرحناها على الأستاذ محمود أبوالعباس الذي قام بتأليف النص''·وأشار إبراهيم سالم ''اننا ابتعدنا عن الشعارات والصراخ، طالما أن الواقع يأخذ شكلاً أكثر قسوة وظلمة''، وذكر أنه لا بد من التركيز على ما يجري في فلسطين من الناحية الفنية، وهذا يعتبر أضعف الإيمان· يعرض اليوم
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©