بوتين يتهم الأطلسي بالرغبة في الحلول محل الأمم المتحدة

اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس حلف شمال الاطلسي بالرغبة في أن ''يحل محل الأمم المتحدة'' ، معتبرا أن سياسة الحلف تزيد من ''إمكانات حدوث نزاعات''، وأكد أن الشراكة بين روسيا والغرب لن تكون ''أسهل'' في عهد خلفه ديميتري مدفيديف· بينما حذر سفير روسيا لدى الناتو ديميتري روجوسين من محاولات ضم جورجيا وأوكرانيا إلى الحلف الأطلسي· وقال بوتين في مؤتمر صحفي إثر لقائه المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في مقر إقامته قرب موسكو ردا على سؤال حول سياسة الحلف الاطلسي ''هناك انطباع بوجود محاولات لإقامة منظمة تحل محل الأمم المتحدة''· وأضاف ''ومن غير المرجح أن تقبل الانسانية بمثل هذا السيناريو لمستقبل العلاقات الدولية وأعتقد أن إمكانات حدوث نزاعات ستزيد'' في هذه الحالة· وأكد من جهة ثانية ''أن الشراكة لن تكون أسهل مع مدفيديف''، وتابع ان الأخير ''سيكون حرا في إظهار تمسكه بالليبرالية، إلا أنه روسي وطني مثلي بكل معنى الكلمة''، مشيرا الى ان خلفه ''سيدافع عن مصالح روسيا بالطريقة الأكثر فاعلية''· وقال بوتين ''لدي انطباع بأن بعض شركائنا ينتظرون الوقت الذي أتوقف فيه عن ممارسة مسؤولياتي، أنا معتاد منذ زمن طويل على الأفكار الجاهزة، لا سيما في ما يتعلق بصعوبة التفاوض مع عميل سابق في الكي جي بي''· وأوضح من جانب آخر أن قرار العفو عن قطب النفط المسجون ميخائيل خودروكوفسكي هو من شأن خلفه، وفي رده على سؤال لصحفي حول ما اذا كان ميدفيديف سيصدر عفوا عن خودروكوفسكي قال بوتين ''فيما يتعلق بالأفراد المتهمين في السنوات السابقة واذا ما التزموا بجميع التدابير الضرورية فإن قضية العفو هي اختصاص رئيس الاتحاد الروسي''· من جانبها دعت المستشارة الالمانية ميركل روسيا وأوروبا الى تكثيف الحوار بينهما معبرة عن ارتياحها لأنها تمكنت من البحث في ''قضايا خلافية بصراحة''· وقالت إن ''ألمانيا وروسيا، أوروبا وروسيا مرتبطتان ببعضها البعض، وعلينا ان نجد الطرق لدفعها قدما معا، العالم يواجه مشاكل عديدة''· وأضافت ميركل ''منذ أن توليت منصب المستشارة، وجدنا وسيلة لمناقشة قضايا مشتركة ومسائل حساسة بانفتاح وصراحة''، وتابعت ''انه أمر يثير الفرح والتحدي في بعض الأحيان''· وقالت إن ''كلمة زيارة وداع ستكون غريبة''، بينما يفترض أن يتولى بوتين رئاسة الوزراء عند تولي مدفيديف السلطة· من جهته، قال بوتين ''آمل ألا يكون هذا اللقاء الأخير''، لكنه أشار إلى أنه الاجتماع الأخير بينهما بصفته رئيسا· وقال إن ''ألمانيا هي أهم شريك لنا في أوروبا والعالم''· وأضاف ''لدينا كل الأسباب لنكون راضين عن عملنا''، مشيرا إلى ''الاتصالات الجيدة جدا'' على الصعيد ''السياسي والاقتصادي''· وقال ان التجارة الثنائية تضاعفت 3,5 مرات خلال ستة أعوام· وستكون ميركل أول مسؤول أجنبي يلتقي الرئيس المنتخب لروسيا ديمتري مدفيديف، بعد انتهاء اجتماعها ببوتين· وفي سياق متصل وصف السفير الروسي لدى الحلف الاطلسي (الناتو) ديميتري روجوسين محاولة واشنطن إدخال جورجيا وأوكرانيا إلى الحلف بأنه ''استفزاز''· وقال في مقابلة تنشرها أسبوعية ''دير شبيجل'' الألمانية غدا ان محاولة الاميركيين ''دفع جورجيا وأوكرانيا داخل الحلف تشكل استفزازا يمكن ان يؤدي الى حمام دم''· وأضاف أن انضمام جورجيا للحلف الاطلسي يعني ''نهاية جورجيا كدولة ذات سيادة'' لأنها ستخسر في هذه الحالة نهائيا مقاطعتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية· وحذر روجوسين ايضا من عواقب دخول أوكرانيا الحلف الذي سيكون من شأنه على حد قوله تقسيم أوكرانيا وقال ان قسما كبيرا من سكانها يعارض هذا الانضمام الذي سيؤدي الى زعزعة استقرار أوروبا· وسيكون على جورجيا واوكرانيا تأكيد ترشحهما للانضمام خلال قمة الحلف الاطلسي في ابريل في بوخارست غير أن فرص دعوتهما الى تقديم ترشيح رسمي تبدو ضئيلة خصوصا مع إعراب ألمانيا وإسبانيا وفرنسا ودول البينيلوكس الثلاث عن تشكيكها، بحسب ما أفاد دبلوماسي الخميس·