الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيصل القاسمي: التجربة الاتحادية هي الأنجح عربياً خلال نصف قرن

فيصل القاسمي: التجربة الاتحادية هي الأنجح عربياً خلال نصف قرن
2 ديسمبر 2011 00:39
يقول الشيخ فيصل بن سلطان القاسمي، وكيل وزارة الدفاع سابقاً، إن قيادة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، وحكمته وبعد نظره رسخت قواعد الاتحاد ورفعت مكانة الدولة عالياً في أنحاء العالم كافة، كما أن قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تسير على نهج زايد المتواصل في مواكبة العصر والتفاعل مع المستجدات لخدمة الإمارات والأمة العربية والإسلامية. وقد جسدت دولة الإمارات بمسيرتها الاتحادية التجربة الأنجح في المنجزات القياسية والوحدوية والطموحات المستقبلية التي ليس لها حدود. والمطلوب من الأجيال الصاعدة أن تحسن الاستفادة من ثمار الاتحاد وتواصل المسيرة العلمية والثقافية والتقنية والاجتماعية بكل ثقة وإلتزام، للحفاظ على تحقق من منجزات ومعجزات. يقول الشيخ فيصل بن سلطان القاسمي، عن ما تعلمه من قيادة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، باعتباره من الذين كانوا من المقربين إليه، منذ البدايات: إن وجود الاتحاد أصلاً ارتبط بوجود الشيخ زايد رحمه الله، فهو السبب الأساسي في وجود الاتحاد وقيامه، فكان رحمه يسهر ويواصل عمله وجهده للم الشمل وجمع الكلمة . فلم تكن مقومات الاتحاد موجودة لا بوجود مكاتب لتأمين الخدمات اللوجستية والميدانية، أي أن المهمة كانت كبيرة وصعبة وشاقة. ولولا إرادة الشيخ زايد رحمه الله، بعد إرادة الله عز وجل، وتصميم ومتابعة وحرص الشيخ زايد رحمه الله، لما تم تأسيس الاتحاد وخاصة في تلك المرحلة الحرجة من تاريخ الأمة العربية كذلك، كما أنه مع بداية الاتحاد كانت هناك تحديات أخرى تواجه الأمة العربية بأسرها. ولكننا والحمد لله استطعنا تجاوز تلك المرحلة الحرجة خطوة خطوة من خلال رؤية القيادة الرشيدة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد وإخوانه حكام الإمارات وأهل الراي في البلاد. مثابرة حثيثة ويضيف الشيخ فيصل القاسمي، أن زايد كان دائماً مهتماً بتكوين الدفاعات التي تحمي الوطن، والمثابرة الحثيثة على تقصي المعلومات الخاصة بكل وحدة في قوة دفاع أبو ظبي، وسلاحها، وعدد أفرادها وجنسياتهم، وطبيعة عملهم، وبكل ما تتطلبه المسؤولية من تفاصيل. وعند إحضار أي سلاح كان رحمه الله يحضر ويشرف على تسلمه بنفسه مباشرة، ويسأل عن كل صغيرة و كبيرة تخص هذا السلاح. وكان عدد الخبراء في هذا المجال محدوداً جداً، فهناك الضباط الإنكليز وغيرهم. ولكننا اضطررنا إلى أن نحضر ضباطاً متخصصين في مجالات متنوعة مثل الكلية الحربية، وكلية القادة والأركان ، وسلاح الجو والبحرية والدروع. وقبل ذلك كانت قد صدرت مجلة درع الوطن المتخصصة في الشؤون العسكرية من أجل التوعية ونشر التعبئة الميدانية والنفسية للعسكريين. وكانت المجلة تصدر شهرياً بانتظام رغم صعوبات الطباعة والأجهزة التقنية التي كان يجب توفيرها حينذاك، إضافة لفريق العمل الذي لم يكن متوفراً كما يجب في ذلك الحين. أنجح التجارب الوحدوية ويؤكد القاسمي، أن المؤرخين والباحثين والمراقبين السياسيين يعتبرون التجربة الاتحادية الاماراتية هي الأنجح بين التجارب الوحدوية العربية خلال ما يزيد على نصف قرن مضى، فبالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة فإنها بيئة إجتماعية وتاريخية ودينية وثقافية واحدة سواء بطبيعتها الجغرافية أو بتاريخها المشترك، لكون أهلها تربطهم عادات وتقاليد، وقيم وأعراف ، وصلات قربى بين جميع أبناء الإمارات، وهي مسألة متوارثة من جيل إلى جيل وتضرب في أعماق التاريخ العربي والإسلامي . يضاف إلى ذلك دور القيادة الحكيمة في الإمارات والتي نبعت من إرادة الشعب وعملت بكل صدق وحرص وأمانة على الاستجابة لمطالب الناس والمجتمع والدولة، فتواصلت مسيرة البناء على مختلف الأصعدة وفي كل المجالات ما أرسى في النفوس القناعة التامة بالاتحاد، والالتزام بمبادئه ، والعمل على تنميته وزيادة حجم دوره محلياً وعربياً وإسلامياً ودولياً. رؤية ثاقبة للمستقبل وحول رؤيته لقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، للبلاد، في ضوء الأسس والمبادىء التي وضعها الشيخ زايد رحمه الله، بالنظر إلى حتميات العصر الحالي ومتطلباته لا سيما وأن دولة الإمارات اليوم هي في مقدمة الدول المناصرة للعدل والداعية للسلام، يقول: لابد في هذه المناسبة العزيزة والعطرة ، من التوقف طويلاً أمام قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والذي يتابع مسيرة الوالد الشيخ زايد رحمه الله، بكل خطواته. حيث أرسى من جديد قواعد المستجدات والمستحدثات ومتطلبات العصر إنطلاقاً من إيمان سموه الكامل بأن الأسس الوطيدة الراسخة للدولة، لابد من أن تزهر أكثر وتثمر أكثر من جيل إلى جيل. خاصة وأن الأمانة الآن هي بيده ويد إخوانه وقادة الدولة، فلابد من مواصلة المسيرة بمضاعفة المنجزات، فسموه ينتمي لمدرسة زايد المتواصلة في شخصه وإرادته ورؤيته الثاقبة للمستقبل. رسالة الإعلام أما عن الإعلام في الإمارات، وهل يؤدي رسالته كما يجب، وهل وصل الى مستوى الطموحات، يقول القاسمي: لقد اعتادت دولة الإمارات العربية المتحدة في منهجها الإعلامي على الواقعية، وعدم المبالغة ، وتسمية الأمور بأسمائها، ووضعها في حدودها وإطارها الصحيح، ما جعل الثقافة الإعلامية الإماراتية سواء منها الأكاديمية أو الميدانية العملية مثل التلفزيون والإذاعة والصحف والإنترنت تحافظ على هذا النهج وتلتزم به بلا تردد مع احترام وعي المتلقي وذكائه وإيصال الحقيقة كاملة إليه بشفافية ووضوح، حتى نصل إلى النتائج الإيجابية المرجوة. و كذلك تكرس دولة الإمارات بإعلامها الواقعي المسؤول والرصين والملتزم الحقيقة أولاً والمصلحة العامة ثم القيم الأخلاقية والإنسانية النبيلة لتكريس الوعي المسؤول والرأي الملتزم والفكر المتجدد، لاسيما وأن قيمنا العربية الإسلامية هي جزء لا يتجزأ من نسيجنا النفسي والاجتماعي والحضاري ، فلا يصح إلا الصحيح ولا يبقى إلا الأصح. وتفخر دولة الإمارات اليوم بأن لديها مدناً إعلامية متكاملة في أبوظبي العاصمة وفي دبي وفي الإمارات الأخرى، وهي ظاهرة حضارية بامتياز أثرت المناخ الإعلامي واستقطبت الكفاءات المحلية والإقليمية والعالمية ، وتقدمت بأشواط بعيدة إلى الأمام سواء في أمانة الخبر وسرعته ودقة المعلومات حوله أو في موضوعية الرأي وصراحته وتعددية الآراء أو في المؤتمرات والمنتديات المتوالية التي باتت تشكل ملتقاً عالمياً متواصلاً يؤكد ما وصلت إليه دولة الإمارات في عالم الإعلام الحديث و المعاصر. محط رحال الجميع وعن رؤية البعض إلى أن الامارات قابلة لطفرات اقتصادية متواصلة من حين الى آخر وأن جذوة الطموحات قادرة بتراكم الخبرات على تجاوز أية أزمات، نتيجة التناغم القائم في العمل المؤسساتي حاليا، يوضح القاسمي، أن الوضع الاقتصادي في الإمارات يرتبط بإقتصاد العالم، فنحن جزء من هذا العالم، فما يحصل في أي مكان من المعمورة، لابد وأن يصلنا منه شيء يؤثر على وضعنا. ولكن الملاحظ أن أثره يكون دائماً بالنسبة لنا أقل من تأثيره على الآخرين، بسبب الإمكانيات الإقتصادية لدى الدولة، ثم القيادة الحكيمة التي تستفيد من التجارب وتدرك معنى مواجهة الصعاب، بالإضافة إلى موقع الإمارات الجغرافي الهام بين القارات الثلاث، ما يجعلها دائماً محط رحال الجميع كتجار ورجال أعمال ومسوقين، ومشاركين بمؤتمرات ومعارض ، وغير ذلك. أما عن الاهتمام بالنشاط الرياضي، فيؤكد القاسمي أن الاهتمام الرياضي في الدولة يعود إلى الوعي العام بأن طاقة الشباب يجب أن تتجه إلى ما هو نافع و مفيد صحياً ونفسياً وعائلياً، وليس إلى ما هو ضار كاللهو والعبث وما إلى سوى ذلك. والحمد لله فإن خطباء المساجد ووسائل الإعلام ومجالس المجتمع وكذلك التوعية المدرسية والجامعية وغيرها من مراكز التوجيه تعنى بهذا الأمر وتعطيه كل اهتمام، وثماره واضحة للجميع. وقد واكبت النوادي الرياضية المنتظمة المسيرة الاتحادية منذ بداياتها، ووجدت الدعم والتوجيه والمساعدة كما أنها حظيت باهتمام إعلامي بارز، وما أتمناه لجميع النشطاء في المجال الرياضي هو تكريس الخلق الكريم، والسلوك النبيل والروح الرياضية الطيبة لأن الرياضة أخلاق قبل ان تكون مباريات ولياقة بدنية، وعادات صحية قبل أن تكون لهواً أو عبثاً، ولطالما يوصي المسؤولون في الإمارات بهذه التوجيهات البناءة التي أتمنى على شبابنا دائما الالتزام بها ليقطفوا ثمار النشاط الرياضي على أكمل وجه وأن يستفيدوا من الحوافز والتكريم بأن يكونوا دائماً النموذج البناء في وعي الأجيال المتلاحقة لفهم الرياضة ورسالة النوادي الرياضية كما يجب. تعزيز الاقتصاد المحلي حول أهمية الاقتصاد، باعتباره نواة حركة التاريخ، يقول فيصل القاسمي، إن هناك عوامل كثيرة تآلفت واجتمعت للنهوض بالبنية الاتحادية خاصة وأن الله سبحانه وتعالى قد حبانا بالقادة المخلصين وجعلنا قادرين بهذه القيادة الحكيمة على تحدي الظروف ومواجهة الصعاب، إضافة إلى الإمكانيات الاقتصادية والثروة النفطية التي لعبت دوراً هاماً في تعزيز الاقتصاد المحلي. وبالجمع المشترك بين هذه العوامل «القائد والاقتصاد والتحدي والاستجابة»، إضافة إلى التاريخ والتراث والدين والعادات والتقاليد المشتركة، كلها تعتبر عوامل إيجابية جعلت من دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم واجهة عالمية بتأثيرها الإقليمي والعالمي .
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©