سيطرة ألمانية.. ثقة إسبانية.. خوف إنجليزي.. تراجع إيطالي

محمد حامد (دبي) بعد اختتام مرحلة المجموعات لدوري الأبطال الأوروبي تتصاعد وتيرة التحليلات التي ترصد الماضي، والتوقعات التي تغازل المستقبل، وتتسابق الصحافة الأوروبية في التعبير عن انطباعاتها لمستقبل أنديتها في البطولة القارية، فكانت المحصلة في النسخة الحالية مخاوف إنجليزية، وثقة إسبانية في الحفاظ على اللقب، وسيطرة ألمانية، وتراجع إيطالي. فقد تأهل إلى دور الـ16 رباعي ألماني، وهو البايرن ودورتموند في الصدارة، وليفركوزين وشالكه «في المركز الثاني». وفي المقابل تأهلت 3 أندية لإسبانيا جميعها في صدارة مجموعاتها، وهي أتلتيكو والريال والبارسا، ومثلها للإنجليز، بتصدر تشيلسي لمجموعته، وتأهل أرسنال وسيتي بالبطاقة الثانية كل في مجموعته، فيما كان موناكو مفاجأة فرنسية سعيدة بمرافقه «البي إس جي» إلى الدور الثاني، كما يحسب لفريق بازل «المجتهد» التأهل إلى الدور المقبل بعد الإطاحة بعملاق قاري حصد اللقب 5 مرات من قبل وهو ليفربول. اكتساح ألماني يبدو أن تصنيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لأندية القارية وبطولات الدوري بها ليس بعيداً عن الواقع، فقد كانت السيطرة لأندية أقوى 3 دوريات بها، وهي الألماني والإسباني والإنجليزي بتأهل 10 أندية من هذه الدوريات من بين 16 نادياً إلى الدور المقبل في البطولة القارية، وحقق الألمان العلامة الكاملة بتأهل رباعي، مما يؤكد أن العالم يعيش عصر الكرة الألمانية، بعد حصول منتخبها على كأس العالم الصيف الماضي، وها هي أندية البايرن ودورتموند وشالكه وليفركوزين تواصل المسيرة القارية. فخر إسباني أما في إسبانيا فقد أشارت صحيفة «آس» المدريدية بكل فخر عبر مقال لألفريدو ريلانو إلى أن الدوري الإسباني هو الوحيد الذي تأهلت أنديته الثلاثة في صدارة مجموعاتها، حيث كان المركز الأول في المجموعة الأولى من نصيب أتلتيكو مدريد وصيف البطولة الماضية، والذي حصد 13 نقطة، و11 هدفاً تمثل الفارق بين ما له وما عليه، فيما كان زعيم الأندية الاسبانية والأوروبية ريال مدريد هو الأفضل بصورة مطلقة في مرحلة المجموعات، بحصوله على 18 نقطة من 6 مباريات منحته صدارة المجموعة الثانية، وبفارق أهداف إيجابي وصل إلى 14 هدفاً، ولا يشاركه في هذا الفارق سوى تشيلسي. كما تأهل البارسا في صدارة المجموعة السادسة بـ 16 نقطة، وفارق 10 أهداف، ويحسب للفريق الكتالوني انتزاع الصدارة من عملاق فرنسا «بي إس جي»، ولم يودع من الاندية الاسبانية سوى أتلتيك بلباو «ثالث المجموعة الثامنة» ليتحول إلى بطولة يوروبا ليج. توتر إنجليزي أما في صحافة الإنجليز، سيطر شعور متناقض، بين التفاؤل بما فعله مان سيتي، بتأهله على حساب روما، وبين الخوف من أندية إسبانيا وإنجلترا، وهو ما طرحه تحليل الموقع الرسمي لهيئة الإذاعة البريطانية، حينما عنون :«هل نستطيع مجاراة الألمان والإسبان؟» ، وأضاف التقرير :« في دور الـ 16 لدوري الأبطال هناك 3 قوى عظمى وهي ريال مدريد وبايرن ميونيخ وبرشلونة، صحيح أن عودة سيتي من بعيد وتأهله رفقة أرسنال وتشيلسي تبعث على الأمل في أداء إنجليزي جيد في الأدوار المقبلة، إلا أن أحداً لا يمكنه تجاهل القوى العظمى في القارة». من ناحيته، أكد جوزيه مورينيو المدير الفني لتشيلسي، الطامح إلى مقارعة كبار أوروبا، والذي يعد نظرياً الوجه الإنجليزي الأقوى في دور الـ16 أنه يطمح إلى الفوز باللقب القاري، حتى في وجود أندية أقرب ما تكون إلى أسماك القرش على حد تعبيره. وتابع «مو»: «دوري الأبطال الحقيقي بدأ الآن، فالمنافسات تصبح أكثر إثارة وقوة في الأدوار المقبلة، لدينا برشلونة والريال والبايرن وأتلتيكو، كما لا يمكن تجاهل أندية مثل مان سيتي وأرسنال والبي إس جي، وتشيلسي، لنترقب ماذا سيحدث في الأدوار القادمة». تراجع إيطالي في إيطاليا سيطرت صدمة خروج روما مبكراً من البطولة، في مؤشر جديد على التراجع الإيطالي الواضح، فقد عنونت صحيفة «جازيتا ديللو سبورت» :«وداعاً روما.. ليس لنا سوى اليوفي» في إشارة إلى أن فريق السيدة العجوز أصبح ممثلاً وحيداً للكرة الإيطالية في البطولة القارية، ونقلت توتو سبورت عن بافيل نيدفيد نجم اليوفي السابق، ومدير النادي الحالي قوله :«يجب ألا نخشى أحداً، صحيح أن هناك 4 أندية في أوروبا مؤهلة ومرشحة أكثر من اليوفي للفوز باللقب، ولكن كرة القدم لا تعترف إلا بما يحدث على أرض الملعب».