عماد النمر (دبي)
أصبح مستوى فرق دورينا محيراً، بل وصل الأمر في بعض الحالات إلى «لوغاريتم»، يصعب فهمه، بل لا يصل أحد إلى نتيجته، بسبب التفاوت الكبير في الأداء من مباراة إلى أخرى. وباستثناء عدد قليل من الأندية التي حافظت على مستواها، فإن البقية تأرجحت ما بين الأداء المبهر، مروراً بمتوسط إلى المتواضع، بل الضعيف جداً، ولا فرق بين فريق كبير وآخر صغير، أو بفريق يتربع في المقدمة، ونظير له يقبع في القاع.
وينطبق على العديد من فرقنا الكلمة المصرية الشهيرة «حبة فوق وحبة تحت»، أو بمعنى دقيق أغلب فرق دورينا تلعب على سطر وتترك سطراً، وبالتالي تجد نفسك في حيرة، حينما تجد فريقاً مثل الجزيرة يحقق الفوز على العين برباعية، بعد أداء ولا أروع، وتألق للاعبه فوسينيتش صاحب الأربعة أهداف في الجولة الخامسة، ثم يسقط في الجولة التالية من الأهلي برباعية أيضاً، ثم يفوز على النصر واتحاد كلباء بالثلاثة والأربعة، ويسقط على أرضه في فخ التعادل مع الوحدة، ويتألق أمام بني ياس، ويخطف منه فوزاً في الدقيقة 95 ، ثم يتراجع بغرابة شديدة، ويخسر بثنائية أمام «الملك».
والحال نفسه ينطبق على الشارقة الذي بدأ موسمه بتراجع غير متوقع، وأداء متواضع بدأه بخسارتين ثم ثلاثة تعادلات، وعاد للتألق في كأس الخليج العربي، قبل أن يسقط على أرضه ويخسر من الوصل، ثم يتألق أمام عجمان ويفوز برباعية وأداء ممتاز، وفي الأسبوع التالي مباشرة يختفي ذلك ويخسر من الفجيرة بهدفين، قبل أن يستفيق على حساب الجزيرة، وانتظرت الجماهير أن يظهر الفجيرة بقوة بعد قنابل تعاقداته قبل بداية الدوري، إلا أنه ظهر متواضعاً للغاية ولم يحقق الفوز، إلا في الأسبوع السابع على حساب الأكثر تواضعاً فريق اتحاد كلباء، قبل أن يتلقى لطمة قوية بسباعية قاسية من بني ياس ، ثم يتعملق في الأسبوع التالي، ويفوز خارج أرضه على الشارقة بهدفين، ثم يهوى أمام «الجوارح» بثلاثية، والأمر كذلك ينطبق على الأهلي حامل اللقب وإن كان بدرجة متفاوتة، فقد تعادل مع عجمان والفجيرة، ثم مباشرة يفوز على الجزيرة برباعية، ثم يتعادل مع الظفرة ويسقطه الإمارات على أرضه وبين جماهيره ويخطف النقاط الثلاث، ثم يخسر من النصر بثنائية ويداوي جراحه على حساب كلباء بهدفين. إذاً هي نتائج غير منطقية ومستويات متذبذبة، والأسباب كثيرة أهمها مزاجية وانشغال اللاعبين، وأخطاء العديد من المدربين، وسوء اختيار بعض اللاعبين الأجانب، وضغط المباريات الذي أثر سلباً على العديد من الفرق، ويشارك التحكيم في جزء من هذه المنظومة المتقلبة في دورينا.
ويؤكد محمد سالم العنزي مشرف فريق الجزيرة أن التوقف الطويل بسبب «خليجي 22» أثر على مستوى الفرق بالسلب، والجزيرة من الفرق التي تأثرت بذلك، فقبل التوقف لم يكن هناك تباين كبير في المستوى، بل كان شبه ثابت، وبالنسبة للجولة الأخيرة التي خسرها أمام الشارقة، فإن غياب ثلاثة لاعبين مؤثرين هم فوسينيتش ولانزيني وخصيف أثر على أداء الفريق، خاصة أنهم مؤثرون في مراكزهم، بدليل أن الأجنبيين سجلا بمفردهما 20 هدفاً، وخصيف حارس المنتخب الوطني.
ويرجع أحمد مبارك مدير فريق الشارقة سبب تذبذب المستويات عموماً إلى ضغط المباريات في «روزنامة» الموسم، وهو السبب الأساسي لما نراه من مستويات متباينة، مشيراً إلى أن فترات التوقف تفقد اللاعبين تركيزهم، وتبعدهم عن حساسية المباريات، وتتراجع المستويات عند الغالبية.
وأشار إلى أن سبب تذبذب مستوى الشارقة، يعود إلى عدم توفيق اللاعبين الأجانب والإصابات التي حدثت لهم في بداية الموسم، إضافة إلى تراجع مستوى بعض اللاعبين الذين انضموا للمنتخب الوطني، بسبب عدم مشاركتهم في المباريات الرسمية ما أثر على لياقتهم .
ويرى محمد عدلي مساعد مدرب الفجيرة أن تذبذب المستويات يعد من السمات الواضحة في منافسات دوري الخليج العربي هذا الموسم، والأمر ليس قاصراً على فريق الفجيرة، وذلك بسبب ضغط المباريات دون وجود فرصة لالتقاط الأنفاس، وهذا الأمر يشكل ضغطاً بدنياً ونفسياً على اللاعبين، بجانب تقارب النقاط، وفوز واحد يدفع إلى الأمام وخسارة واحدة، تعيد صاحبها إلى الخلف، وهذا يشكل ضغطاً نفسياً على اللاعبين.
وأضاف عدلي أن ظروف عمل ودراسة اللاعبين مشكلة على مستوى أندية المنطقة الشرقية، وليس الفجيرة وحده تتسبب أيضاً في تذبذب المستوى بسبب الإرهاق للجمع بين التدريب والوظيفة، وفي الوقت نفسه لا توجد فرصة للمدرب لإجراء تدريبات صباحية ومسائية للاعبين المرتبطين بوظيفة في مدن بعيدة، مثل العاصمة أبوظبي أو ودبي، ومن بينهم احمد معضد كابتن الفريق الذي يعمل في أبوظبي، علاوة على لا وقت أيضاً لإقامة مباريات تجريبية لتجهيز اللاعبين الذين لم يشاركوا في المباريات.
الطويل: مشكلة «الصقور» مجرد سوء طالع !
الشارقة (الاتحاد)
أكد محمد الطويل إداري فريق الإمارات أن «الصقور» لا يعاني من تذبذب المستوى، حيث يقدم في كل مبارياته مستويات جيدة بشهادة المنافسين وخبراء كرة القدم الذين يتابعون دوري الخليج العربي، لافتاً إلى أن سر النتائج السلبية التي يحققها «الأخضر» في بعض مبارياته يعود إلى عدم التوفيق في إنهاء الهجمات وسوء الطالع الذي يلازم الفريق في بعض المباريات.
وأضاف: حتى في المباريات التي خسرناها كنا الطرف الأفضل فيها، وقدمنا مستويات جيدة، وكنا نستحق النقاط الثلاث، كما حدث في لقاء الوحدة أو الشباب أو الوصل وغيرها من اللقاءات التي قدمنا خلالها ما يشفع لنا للنقاط الثلاث، لكن لسوء الحظ فقد فقدنا نقاطاً كثيرة في هذا الخصوص.
وأشار الطويل إلى أن فريقه سيثبت أنه من الفرق القوية المتطورة التي تحقق النتائج الجيدة، خاصة أن طموح فريقه هو احتلال مركز متقدم في جدول الترتيب، ويسعى بقوة لبلوغ الهدف.
عدد اليوم
