الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«زايد التراثي» .. إطلالة على تاريخ الأجداد بعيون الأحفاد

«زايد التراثي» .. إطلالة على تاريخ الأجداد بعيون الأحفاد
13 ديسمبر 2014 00:45
أحمد السعداوي (أبوظبي) أسدل الستار أمس على فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان الشيخ زايد التراثي بعد مسيرة 22 يوماً حافلة بألوان وعوالم التراث الإماراتي، استقبلت خلالها منطقة الوثبة في أبوظبي عشرات الآلاف من الزوّار الذين ذهبوا في جولات بين البيئات البحرية والبرية والزراعية والجبلية التي مثلت المكونات الرئيسية للمجتمع الإماراتي، مكتشفين أسرار الحياة البدوية وعلاقة أبناء الإمارات بمفرداتها الثرية من هجن وخيل ومشغولات يدوية، وألعاب أطفال استطاع الأقدمون صنعها من المواد البسيطة المتوافرة لديهم آنذاك . علامة فارقة الكرنفال التراثي الكبير الذي حمل اسم القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله- ،كان علامة فارقة في الفعاليات والمهرجانات في المنطقة عبر العدد الكبير من المعارض والمتاحف والأسواق الشعبية وورش العمل التي نقلت بأسلوب جذاب أساليب حياة أهل الإمارات في الزمن القديم. تزين المدخل الرئيس لساحة المهرجان بجناحي الاستمرار ومعايشة الحياة في المجتمع الصحراوي وهما الخيل والهجن، ممثلان في معرض هجن الرئاسة الذي استعرض علاقة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان « طيب الله ثراه» بالهجن العربية الأصيلة واهتمامه بها، كما استعرض سيرة عشر من أفضل مطايا هجن الرئاسة التي حققت إنجازات متنوعة في عالم سباقات الهجن. الجناح الآخر، كان معرض زايد والخيل، الذي شرح للجمهور عبر تقنيات تفاعلية حديثة تاريخ بعض الخيول العربية الأصيلة ذات الصيت في المجتمع الإماراتي ومنها «ربدان» فرس الشيخ زايد الأول، التي اشتهرت بالسرعة والقوة حتى ضرب بها المثل وقيلت فيها الكثير من القصائد، وهناك الفرس «العنود» الخاصة بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان « طيب الله ثراه»، التي لُقبت بالأسطورة كونها لم تهزم خلال 37 سباقاً، كما تضمن المعرض خيول سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة . ركوب الخيل أما ساحة ركوب الخيل والهجن، فكانت ضمن أبرز الفعاليات التي استقطبت أعداداً كبيرة من الجمهور خاصة من الصغار الذين حرصوا على امتطاء الخيل والهجن وتعرفوا على كيفية التعامل معها، فضلاً عن الحرص على التقاط أفضل الصور خلال ركوبها لتسجل حضورهم لهذه الفعالية التراثية الكبيرة ومشاركتهم الإيجابية في تعزيز الموروث المحلي الإماراتي . وتضمنت الفعاليات مسابقة «الحلّاب»، التي تعتبر الأولى من نوعها في منطقة الخليج والتي جذبت قطاعات واسعة من مربي الهجن من الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، بفضل الدعم الكبير من إدارة المهرجان وحرصها على إحياء هذه المسابقة الصحراوية الأصيلة خاصة مع الجوائز الضخمة التي رصدت لها ومنها: عشر سيارات فاخرة، ومبالغ مالية كبيرة، فضلاً عن إتاحتها الفرصة للتلاقي بين مربي الإبل من كل مكان وتنشيط سوق تجارة الإبل خاصة التي تتميز بدرّ كميات كبيرة من اللبن وغيرها من الأنواع المتميزة . الألعاب الشعبية التقليدية التي كانت وسيلة التسلية والترفيه الوحيدة لسكان الإمارات قديماً كان لها حضورها الفعال عبر منطقة الألعاب التي اشتملت ألعاباً متنوعة مثل المريحانة والميزان، والتي كانت أفضل ملتقى للعائلات والأطفال طوال أيام المهرجان، حيث اصطحب أولياء الأمور صغارهم للتعرف بشكل مباشر على ألعاب الأجداد والجدات، وممارستها بنفس الطريقة والأجواء التي كانت تمارس بها في الماضي. معارض ومتاحف وكانت المعارض والمتاحف من أبرز اللآلئ التي كشف عنها المهرجان لأهمية ما احتوته من شواهد تاريخية ومعالم عريقة في تاريخ الإمارات، ومنها «جناح ذاكرة الوطن» الذي عرض للجمهور مجموعة من المواد التاريخية النادرة عن دولة الإمارات، سارداً مسيرة وحياة وإنجازات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان « طيب الله ثراه» ، علاوة على استعراض مسيرة الاتحاد ومختلف الوثائق التاريخية التي تم توقيعها لوضع أسس الدولة، واستخدم المتحف في ذلك أحدث تقنيات العرض والتفاعل الافتراضي التي جعلت من زيارته متعة وفائدة في آن . في ذات السياق مثل متحف الملاح الإماراتي أحمد بن ماجد أهم مكونات البيئة البحرية، بتسليطه الضوء على رائد علم الملاحة البحرية ودوره في اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح ومؤلفاته التي تجاوت الأربعين. كما تضمن المهرجان متحف ابن الإمارات الشاعر الماجدي بن ظاهر، الذي وضع أسس الشعر النبطي وكان من الشعراء الكبار في هذا المجال. مسجد البدية أما مسجد البدية التاريخي الذي يعود بناؤه إلى حوالي 500 عام، فأقيم له نموذج مصغر في المهرجان حتى يؤدي فيه الجمهور الصلاة وفي الوقت ذاته يتعرفون عن قرب على واحد من أهم معالم الإمارات التاريخية والتي تكشف عن جانب من فن العمارة الذي كان سائداً في تلك العصور. وتعد عروض الخيل والهجن التي أقيمت على المنصة الرئيسية للمهرجان، من الفعاليات المثيرة والتي عكست قدرة عالية لأبناء الإمارات في التعامل مع الخيل والهجن وهو ما أدهش جموع الجماهير التي كانت تتابع هذه العروض التي كانت تقام يومياً في الساعة الخامسة مقدمة أروع أشكال التناغم الحركي بين راكبي الخيول والهجن عبر استعراضات رشيقة مستوحاة من أعماق البيئة البدوية . الصقور وعالمها الجميل، كانت محط أنظار رواد المهرجان، عبر معرض الصقور الذي أقيم ضمن البيئة الجبلية، وتوافدت جموع الزائرين لمطالعة أسرار هذا الكائن الجميل والتقاط صور تذكارية معه، فضلاً عن التعرف على مدى أهمية الصقر لدى أهل الإمارات، واستخدامه في عمليات الصيد التي تتم في مختلف مناطق الدولة. المرأة الإماراتية نساء الإمارات كان لهن دورهن الواضح في إنجاح فعاليات المهرجان وإبراز فنون المشغولات اليدوية القديمة، اللاتي أبدعن فيها وقدمن للجميع دروساً في صنع أفضل المنتجات بأبسط الخامات وكيف أن الأقدمين اعتمدوا على تلك المنتجات بشكل كبير في تسيير كثير من شؤون حياتهم . وتجلى دور المرأة الإماراتية في انتشار الحرفيات في أرجاء المهرجان وتقديم عروض حية لتلك الحرف، فضلا عن مشاركة 150 مواطنة في السوق الشعبي الذي نظمه صندوق خليفة للأعمال الإنسانية بالتعاون مع إدارة المهرجان وجمعية سيدات أعمال أبوظبي. «الدعن» ..حكاية صناعة قديمة احتلت «الدعن»، باعتبارها من المشغولات اليدوية الصعبة التي تصنع من الخوص ، مكاناً متميزاً في المهرجان من خلال مجموعة من الحرفيين التراثيين انهمكوا في صنع أشكال هذه المشغولات المستخدمة في صناعة بيوت العريش. ويروي الوالد عبدالله السليطي، حكاية «الدعن»، قائلا إنه عبارة عن حزمة من جريد النخل بعد سحله « أي أزالة السعف عنه»، وتنظيفه من الشوك وقطع مقدماته ليصبح «زوراً» أي عيداناً، بعد ذلك يتم تجميع هذه العيدان في مجموعات ووضعها في أحواض مياه وتترك لمدة 3 أيام. بعد ذلك يقسم الجريد إلى مجموعتين متساويتين، ويجتمع على تصنيعه عدد من الرجال الذين يبدأون بربطها بالخوص، وهو ما يسمى «تزفين»، حتى ينتهوا من ذلك مشكلين «المزفن»، ويطلق عليها «دعون مفزفونة» بلهجة أهل الصحراء الأقدمين، وتستخدم هذه الدعون في بناء البيوت قديماً ويسمى البيت المصنوع من الدعن «بيت العريش» وهو المنزل الذي كان يسكنه الناس صيفاً، وفي أحيان أخرى يستخدم «الدعن» في تسقيف البيوت المصنوعة من الجص أو الطين. موسيقى شرطة أبوظبي تحيي ليالي المهرجان قدمت فرقة موسيقى شرطة أبوظبي عرضاً مميزاً مساء أمس الأول بمهرجان زايد التراثي 2014، وقال العقيد سيف سعيد الشامسي، رئيس قسم النشاط الثقافي والاجتماعي في إدارة النوادي والأنشطة الرياضية، إن مشاركة شرطة أبوظبي؛ ممثلة في إدارة النوادي، تواصلت منذ انطلاق المهرجان من خلال جناح تراثي مميز. اشتمل على صور قديمة وحديثة لشرطة أبوظبي، وعرض سيارات الشرطة الكلاسيكية، ومشاركة موسيقى الشرطة بلباسها التأسيسي الأول، وتقديمها مجموعة من المعزوفات الوطنية والتراثية الإماراتية التي لاقت تجاوباً كبيراً من زوار المهرجان من مختلف الجنسيات والفئات العمرية.وأضاف أن شرطة أبوظبي تحرص دوماً على المشاركة في مختلف الفعاليات الوطنية والتراثية، التي تسهم في نشر الثقافة الإماراتية والتراث الأصيل، وتعزيز الهوية الوطنية، مشيراً إلى أن الدورة الحالية من المهرجان شهدت فعاليات وأنشطة كثيرة أتاحت الفرصة للمواطنين والمقيمين وزوار الدولة للاستمتاع بعبق الماضي في أجواء مفعمة بالمرح والتفاعل بين الحضور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©