الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات قادرة على تحقيق حلم استكشاف الفضاء

الإمارات قادرة على تحقيق حلم استكشاف الفضاء
13 ديسمبر 2014 13:26
أكد الدكتور محمد ناصر الأحبابي المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تتمتع بمقومات واقعية لتحقيق أهدافها الفضائية مثل الرؤية الواضحة للمستقبل، ودعم القيادة الرشيدة للمبادرات الاستراتيجية الطموحة، وثقافة التميز والسعي لبلوغ المراكز الأولى. وأضاف بأن الوكالة ستعمل على إيجاد منصة علمية وتدريبية لتأهيل وتطوير الشباب المواطن عن طريق تبني مراكز البحث والتطوير والمناهج التي تعنى بعلوم الفضاء، كما ستعمل على تدريب الكوادر الفنية والإدارية التي ستدير الوكالة، بإدخالهم في الدورات التخصصية المتقدمة داخل الدولة أو خارجها. وأشار الدكتور الأحبابي في حوار مع مجلة «درع الوطن» إلى أن دولة الإمارات تمتلك صلات قوية مع المؤسسات صاحبة الريادة والخبرة في مجال الفضاء، ولديها برامج مستمرة للابتعاث والتدريب مع ضمان المراقبة والمتابعة القادرة على ضمان أفضل المخرجات التعليمية، وهو ما يشكل خبرة مهمة نستفيد منها ونعمل على تطويرها. وفيما يلي نص الحوار: أبوظبي (الاتحاد) * هل لكم أن تحدثونا عن وكالة الإمارات للفضاء: لماذا أُنشئت؟ وما أهدافها واختصاصاتها؟ وكالة الإمارات للفضاء هي هيئة مستقلة تتمتع بالاستقلال المالي والإداري والأهلية القانونية اللازمة، وتتبع مجلس الوزراء، وقد أنشئت بقرار من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، لتنظيم ورعاية ودعم القطاع الفضائي، ودعم الاقتصاد المستدام المبني على المعرفة في الدولة، بما يخدم مصالحها ويعزز مكانتها في هذا المجال، ومن بعض أهدافها واختصاصاتها تشجيع وتطوير وتنمية استخدامات العلوم والتقنيات الفضائية في الدولة وتقديم المشورة في هذا المجال، وإقامة الشراكات الدولية في مجال القطاع الفضائي، بما يعزز دور الدولة ومكانتها في القطاع الفضائي، والمساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني من خلال قطاع فضائي وطني متطور، ونشر الوعي بأهمية القطاع الفضائي وتنمية الكوادر البشرية المؤهلة في مجال الفضاء، والمساهمة في نقل المعرفة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتمثيل الدولة في الاتفاقيات والبرامج والمحافل الدولية في مجال الفضاء واستخداماته السلمية. * ضمن أي استراتيجية تضعون الحلم الإماراتي المشروع في ارتياد عالم الفضاء واستكشافه؟ - لا شك في أن هذه الخطوة تندرج ضمن استراتيجية الحكومة في تحقيق رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2021، من حيث النقلة النوعية في الاقتصاد وتحويله إلى اقتصاد معرفي، وهو اقتصاد يقوم على النقل والإنتاج والاستخدام الفعال للمعرفة من قبل المؤسسات والأفراد والمجتمع. * ما هي أهم المقومات والمعايير التي تؤهل الإمارات لإنجاح هذا المشروع الضخم؟ - تتمتع الدولة ولله الحمد بمقومات واقعية لتحقيق أهدافها الفضائية، مثل الرؤية الواضحة للمستقبل (رؤية الدولة 2021)، دعم القيادة الرشيدة للمبادرات الاستراتيجية الطموحة، ثقافة التميز والسعي لبلوغ المراكز الأولى، الإمكانات المادية والاهم وجود رغبة جامحة من الكوادر الوطنية للانخراط في دراسة العلوم والتقنيات والانخراط في مجال البرامج الفضائية الوطنية. وسيعمل المشروع على توحيد مؤسسات الدولة العلمية والأكاديمية والصناعية، ودفعها نحو بلوغ هدف الحكومة الطموح لاستكشاف الفضاء والتركيز على رأس المال البشري الإماراتي، وتعزيز قدرات الوطن في هذا المجال من خلال خلق رؤية وطنية هادفة تتبنى الريادة المستقبلية في علوم وتكنولوجيا الفضاء. * من هم الشركاء الدوليون المشاركون في تطوير القطاع الفضائي الإماراتي؟ - الاعتماد أولاً سيكون على الله ثم شباب الوطن للنهوض بالقطاع الفضائي الوطني مع العلم بأن البرامج الفضائية عادة تعتمد على الشراكة لذلك سيتم تحديد بعض الشركاء من خلال نوعية التقنيات المطلوبة في المشاريع الفضائية الوطنية، خاصة نقل المعرفة والتقنيات المتطورة للدولة. * معروف عن خطط الإمارات ومشاريعها أنها دائما تحمل بعدا إنسانيا وسلميا يهدف إلى خدمة البشرية، كيف برأيكم ستوظف الإمارات برنامجها الفضائي لخدمة البشرية؟ - دولة الإمارات العربية المتحدة، تمثل نموذجاً مهماً في المبادرات الإنسانية مثل مبادرة (مصدر) للطاقة المتجددة كذلك الحال في مجال الفضاء حيث ستعمل برامج الفضاء على التغلب على الكثير من التحديات المعقدة من خلال البحث والتطوير ومعرفة تقنيات جديدة من الممكن أن تسخر في خدمة البشرية كعلم المواد وأنظمة المصانع وتقنيات الطاقة المتجددة والروبوتات والأنظمة الذاتية، وهي كلها علوم تصب في خدمة البشرية والعالم. * كيف سيسهم مشروع مسبار الكوكب الأحمر في بناء قاعدة بحثية وطنية، وتطوير كوادر وطنية متخصصة في مجال الفضاء خلال السنوات القادمة؟ - سيحفز مشروع مسبار المريخ الجهات الأكاديمية والصناعية في الدولة على إنشاء وتبني مراكز بحث وتطوير واستخدام مناهج علمية تعنى بتكنولوجيا وعلوم الفضاء، تهدف إلى زرع الشغف بعلوم الفضاء وتقنياته في عقول طلبة المدارس والكليات والجامعات وتشجيعهم للانخراط في هذا المجال، ليصبحوا نواة تنتج كوادر وطنية مؤهلة قادرة على التعامل مع المستقبل باقتدار. * ما موقع أبناء الإمارات في برنامج الفضاء الإماراتي، وما هي أهم برامج التدريب التي ستؤهل المواطنين لقيادة وكالة الفضاء وتشغيل مشاريعها؟ - ستعمل وكالة الإمارات للفضاء على إيجاد منصة علمية وتدريبية لتأهيل وتطوير الشباب المواطن عن طريق تبني مراكز البحث والتطوير والمناهج التي تعنى بعلوم الفضاء، كما ستعمل على تدريب الكوادر الفنية والإدارية التي ستدير الوكالة بإدخالهم في الدورات التخصصية المتقدمة داخل الدولة أو خارجها عن طريق الشراكات الاستراتيجية واتفاقيات التعاون المحلية وكذلك مع الدول الشقيقة والصديقة. * هل يكبر حلمنا لنتوقع أن نرى رواد فضاء إماراتيين على متن الرحلات الاستكشافية بالمستقبل القريب؟ - دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة تحب التحدي، ويعتبر النموذج الحضاري الموجود اليوم رائداً في المنطقة كلها، ونحن لا نستبعد الدخول في برامج تأهيل رواد الفضاء في المراحل المتقدمة من خطة الوكالة المستقبلية. * ما مدى مشاركة الكوادر الوطنية في بناء مسبار المريخ المقرر أن يحط على ظهر الكوكب الأحمر في الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة؟ - الفكرة إماراتية، والتصميم والإدارة وبناء الأجزاء الرئيسية في المشروع أيضاً بأيدٍ إماراتية والهدف أن يكون المشروع إماراتيا بجدارة. ومما لاشك فيه بأن المشاريع الفضائية عادة تحتاج الى احترافية عالية وإعداد الموارد البشرية في أرفع التخصصات هدف تعمل عليه جهات متخصصة، حيث يلتحق طلاب مختارون بعناية من أبناء الدولة بأعرق الجامعات العالمية وأرقاها بهدف اكتساب المعرفة، وتُوفر لهم أفضل أشكال التأهيل والتدريب التي تضمن لهم أداء أعمالهم بكفاءة ودقة واحتراف. وبالطبع فإن الشعور الوطني لدى أبناء الدولة ورغبتهم في تقديم كل ما بوسعهم من أجل رفعة وطنهم يجعلانهم يضاعفون جهودهم ويستنفرون طاقاتهم لتحقيق ما هو مطلوب منهم وأكثر. ومشاركة الكوادر الوطنية في أدق مراحل العمل من بين المحاور التي نعمل عليها بالفعل. * لا شك أن بناء الكوادر المواطنة وتأهيلها لريادة الفضاء تتطلب تعزيز الشراكة والتعاون مع الهيئات والمؤسسات العالمية والوكالات الخبيرة بهذا الشأن، ما هي خطط وبرامج الوكالة لإعداد طواقم العمل والتشغيل للوكالة على العموم ولمسبار المريخ على وجه الخصوص؟ - ستكون وكالة الإمارات للفضاء منفتحة على العالم، حيث إن القطاع الفضائي يعتمد على الشراكات واتفاقيات التعاون الدولية. ودولة الإمارات تمتلك من الأصل صلات قوية مع المؤسسات صاحبة الريادة والخبرة في هذا المجال، ولديها برامج مستمرة للابتعاث والتدريب مع ضمان المراقبة والمتابعة المفيدة والقادرة على ضمان أفضل المخرجات التعليمية، وهو ما يشكل خبرة مهمة نستفيد منها ونعمل على تطويرها. * ألا ترى أن توجه الإمارات إلى الفضاء بخطوات مدروسة يتطلب تأسيس كلية متخصصة في علوم الفضاء؟ وكذلك البدء في دراسة مادة حول علوم الفضاء في مراحل مبكرة من التعليم الأساسي لتكون بمثابة النواة الحقيقية لرفد هذا المجال بكوادر علمية متخصصة وقادرة على مواكبة احدث تكنولوجيا الفضاء عالميا؟ - من الأهداف الأساسية للوكالة تحفيز وتشجيع الطلبة على الانخراط في دراسة المواد العلمية منذ المراحل المبكرة وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية تكنولوجيا الفضاء. من هذا المنطلق تعمل الوكالة على التنسيق بين الجهات ذات العلاقة في الدولة لتبني البرامج والمناهج الهادفة لإنشاء قاعدة علمية تعنى بعلوم وتقنية الفضاء. والتعليم لدينا يخطو خطوات واسعة إلى الأمام، وتحظى برامج العلوم والرياضيات فيه باهتمام خاص من صناع القرار، ويتسم القطاع التعليمي كذلك بمرونته وحركته الدائمة بما يتيح تطوير المناهج بشكل مستمر لمواكبة التطورات العلمية والتربوية واحتياجات الدولة، وهو ما سيسهل علينا إدراج مقررات دراسية تعد الطلبة لدخول هذا المجال الحيوي والإبداع فيه. * ما هو حجم استثمارات دولة الإمارات في الصناعات والمشاريع المرتبطة بتكنولوجيا الفضاء؟ وكيف يتم إنفاقها؟ وما هي نسبتها إلى حجم الإنفاق في القطاع الفضائي الدولي؟ـ تعطي حكومة دولة الإمارات القطاع الفضائي أهمية كبيرة، كونه أحد روافد الاقتصاد الوطني حيث يبلغ حجم الاستثمارات في هذا القطاع نحو 7 مليارات دولار أميركي «أكثر من 20 مليار درهم» وهو الأكبر في المنطقة من حيث تنوع وحجم المشاريع الفضائية، ومن ضمن الشركات الرائدة في هذا المجال شركة الياه سات وشركة الثريا ومؤسسة الامارات للعلو والتقنية المتقدمة التي صممت وصنعت سلسلة أقمار (دبي سات وخليفة سات). * ما هي أهم مصادر تمويل وكالة الفضاء الإماراتية، وهل تتبع ميزانيتها الميزانية الاتحادية؟ - تعتمد الوكالة بشكل أساسي على التمويل من الميزانية الاتحادية. ودولة الإمارات العربية المتحدة لا تدخر جهداً في الاستثمار في المجالات التي تدعم تنمية الجانب المعرفي في الاقتصاد، وتوفر كل المتطلبات اللازمة لبناء مجتمع يعتمد على العلم والتقنيات الرفيعة، ويرى فيها الاستثمار الأمثل والأكثر مردودية، وفقاً لما هو منصوص عليه في رؤية 2021. كادر 4 //// تحقيق الحلم الكبير قال الدكتور محمد ناصر الأحبابي : ستقوم الوكالة ببذل كل ما في وسعها لتطوير القطاع الفضائي الوطني وكذلك العمل على إنجاح مشروع مهمة اكتشاف المريخ ورفع اسم الدولة عالياً والنهوض بالقطاع الفضائي الوطني لآفاق أرحب، ولاسيما أننا دولة وشعب قد تعوّدنا أن نكون في المقدمة دائماً، وأن ننجز في أوقات قصيرة ما يحتاج غيرنا إلى وقت طويل لإنجازه، وتحقيق الحلم الكبير. والقطاع الفضائي قطاع واعد وطموح ومصدر فخر والهام، ولكن يحتاج الى قدرات مميزة لذلك أنصح الشباب بالانضمام للبرامج التدريبية والمناهج التعليمية العلمية والتخصص بتقنية والتكنولوجيا الفضائية، كما أنصحهم بالاهتمام بالعلوم التطبيقية؛ لأنها مفتاح النجاح في هذه الميادين المتقدمة. كادر 3 /// أول مسبار عربي إسلامي أوضح الدكتور محمد ناصر الأحبابي أن بناء أول مسبار عربي إسلامي لاستكشاف المريخ بدأ خطواته العملية على أرض الواقع وتفصلنا عن هذا الطموح سبع سنوات ، وسوف يمر المشروع بمراحل عدة، ابتداء بتصميم المهمة العلمية ثم تصميم المركبة الفضائية ثم مرحلة الاختبارات المصنعية وبعد ذلك يتم الإطلاق وتبدأ مرحلة التشغيل. والتجارب السابقة كلها تفيد بأن دولة الإمارات العربية المتحدة تضع الخطط المستقبلية بكل دقة وتنفذها باقتدار. وفي حين تتأخر مواعيد الإنجاز وتتعرض للتعطيل في بعض الدول، فإن المشروعات تُنجز في دولة الإمارات العربية المتحدة في مواعيدها، وربما قبل المواعيد المحددة في بعض الأحيان كما حدث في حالات عدة. كادر 2 // الفضاء ريادة إماراتية أشار د. الإحبابي إلى أن الإعلان رسمياً عن دخول دولة الإمارات العربية المتحدة السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي في ضوء ما يختبره عالمنا العربي من اضطرابات وصراعات متعددة ومتنوعة، يعتبر مؤشرا واضحا بأن الدولة ماضية في التطور وخدمة الإنسانية على كل الصعد بالرغم من الظروف القاسية والإحباط الذي نشهده في المنطقة، ومن دون شك فإنها رسالة إلى العالم تخفف من الأثر السلبي لما يشهده العالم العربي من اضطرابات، ويرمم الصورة الذهنية للعرب بعيداً عن أجواء الشقاق والفرقة، ويقدم صورة بديلة عمادها التطور التقني والمعرفي والقدرة على وضع الخطط الطموحة وتنفيذها ويعيد الى الأذهان جانبا من الأمجاد العربية القديمة في مجال العلوم والاكتشافات. كادر 1 /// استثمارات برامج الأقمار الصناعية والفضاء بـ 20 مليار درهم أكد د.الاحبابي أن الاستثمارات الإماراتية الحالية في برامج الأقمار الصناعية والاتصالات الفضائية وغيرها تتجاوز 20 مليار درهم، ونتوقع أن يكون حجم النمو بنسبة تقارب حجم النمو العالمي البالغ 8% سنوياً تقريبا، وتطبيقات هذه البرامج تتزايد يوماً بعد يوم، وتتضاعف الحاجة إليها. وأتوقع أن تشهد المنطقة عموماً توجهاً نحو دخول مجال الأقمار الصناعية عامة والاتصالات الفضائية خاصة، وكذلك زيادة الاستثمارات فيه. وهناك كثير من القطاعات تعتمد بصورة مباشرة، أو غير مباشرة على الخدمات الفضائية لذلك يعتبر القطاع الفضائي عاملاً من عوامل التنوع والاستدامة اقتصادياً واستراتيجياً، ولاشك في أن تطبيقات برامج الفضاء ستسهم في تعزيز التنمية المستدامة التي وضعتها حكومتنا على سلم أولوياتها. وأضاف : بناء على هذا المشروع الفضائي ستكون الإمارات ضمن 9 دول بالعالم تمتلك برامج لاستكشاف المريخ ،وسيضع مشروع المسبار دولة الإمارات العربية المتحدة على الخريطة الفضائية العالمية، كما سيبرز ريادة الدولة إقليمياً في القطاع الفضائي.ودولة الإمارات العربية المتحدة عموماً من الدول التي اعتادت استشراف المستقبل والعمل في مجالات تبدو في نظر الآخرين صعبة أو مستحيلة، وكان يتضح دائماً أنها اختارت الطريق الصحيح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©