عواصم - ''وكالات الأنباء'': رأى مسؤولان أميركيان كبيران أمس الأول أن لإيران ''دوراً مهماً'' للاضطلاع به في العراق، لكنهما أكدا أن وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لن تجري محادثات مع نظيرها الإيراني منوشهر متقي على هامش المؤتمر الدولي بشأن استقرار العراق في شرم الشيخ يومي الخميس والجمعة الا اذا كان مثل هذا الاتصال يعتبر مفيداً· أما إيران فقد استبعدت إجراء مفاوضات اعتبرتها ''غير مجدية''·
واعتبر مندوب الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة وسفيرها السابق لدى العراق زلماي خليل خلال مؤتمر صحفي بشأن لقاء شرم الشيخ، ''أن لإيران دوراً مهماً للاضطلاع به من خلال تقديم دعم للحكومة العراقية ونأمل في الحصول على تعاون طهران في دعم الحكومة ووقف دعم معارضي العراق الجديد''· من جانبه، قال مساعد رايس ومنسق شؤون العراق في وزارة الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد للصحفيين ''من الواضح أننا مستعدون لما قد يحدث ويشكل حواراً مفيداً عن العراق· نأمل قطعاً في أن نرى من ايران عموماً خطوات ايجابية تضاهي أقوالها عن العراق، فإيران تعلن أنها تريد عراقاً مستقراً مسالماً وذا سيادة داخل حدوده''·
وفي طهران، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين إلهام أمس: ''إن مسألة المفاوضات مع الولايات المتحدة ليست ذات جدوى''، واضاف ''طالما لم تعلن الولايات المتحدة التخلي عن توجهاتها ورؤيتها الشيطانية الاضطهادية، فإن المشاكل لن تحل''· كما أعلن نائب وزير الخارجية الايراني مهدي مصطفوي أن إيران تستبعد ''في هذه المرحلة'' امكانية حصول حوار بين منوشهر متقي وكوندوليزا رايس خلال مؤتمر شرم الشيخ، قائلا: إنه ''لا تتوفر في الوقت الراهن الشروط الضرورية لاجراء حوار''، وأوضح أن إيران مستعدة ''للتباحث ولكن ليس للتفاوض'' مع الولايات المتحدة، وقال: ''ليس بامكان الولايات المتحدة أن تظهر بمظهر العدو من جهة، وتقول: إنها تؤيد إجراء مفاوضات من جهة أخرى، ولكن بوسعنا اجراء مباحثات تماماً، كما اعلن الرئيس محمود احمدي نجاد عن استعداده لاجراء مناظرة تلفزيونية مع الرئيس الأميركي جورج بوش''·
في غضون ذلك، اجتمع أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني أمس مع المرجع الشيعي العراقي الأعلى علي السيستاني في النجف غداة اجتماعه مع رئيس ''المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وزعيم ''الائتلاف العراقي الموحد'' عبدالعزيز الحكيم في بغداد، وأعلن مجدداً دعم بلاده الكامل للحكومة العراقية وللعراق لتعزيز الأمن والاستقرار وتطوير الوضع الاقتصادي فيه· ورفض لاريجاني في تصريح للصحفيين عقب زيارته للسيستاني صحة اتهامات الولايات المتحدة لإيران بمساعدة المسلحين السنة والشيعة، محملاً القوات الأميركية مسؤولية ما يحدث في العراق'·
الى ذلك، أكد مساعد وزير الخارجية العراقي لبيد عباوي أن بلاده تعترض على الإشارة الى وضع جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية من العراق في البيان الختامي الذي سيصدر عن اجتماع دول جوار العراق الجمعة في شرم الشيخ· وقال في تصريحات للصحفيين إن اجتماعاً على مستوى كبار مسؤولي دول الجوار عقد مساء أمس الأول وتم خلاله الاتفاق على 99% من مشروع البيان الختامي الذي اقترحته مصر· لكنه أضاف أنه مازالت هناك خلافات حول بضع نقاط تحتاج الوفود المشاركة للرجوع الى حكوماتها للتشاور حولها من بينها ملاحظات حول موضوع وضع جدول زمني لانسحاب القوات متعددة الجنسية من العراق''· مشيراً الى أن موضوع تحديد جدول زمني لانسحاب هذه القوات سابق لأوانه ويتعلق بموقف الحكومة العراقية وقرارها لأنها هي التي يجب أن تحدد الجدول· في وقت قال مصدر في وزارة الخارجية المصرية إن اجتماعاً تحضيرياً ثانياً على مستوى كبار المسؤولين سيعقد اليوم الأربعاء في شرم الشيخ لحسم النقاط الخلافية في مشروع البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية دول الجوار·
من جهة ثانية أعلن مسؤول أميركي كبير أن السعودية ستعلن خلال المؤتمر الدولي بشأن استقرار العراق في منتجع شرم الشيخ المصري يومي الخميس والجمعة المقبلين، إلغاء 80% من ديونها على العراق، فيما قلل البيت الابيض من أهمية رفض العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز استقبال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قبل المؤتمر·
وقال ساترفيلد إن ''السعوديين أصدروا في الأسبوعين الماضيين إعلاناً بالغ الايجابية ذكروا فيه أنهم سيتعهدون فعلياً بخفض 80 % من الدين العراقي بما يعادل مستوى إلغاء الدين الذي قرره نادي باريس· إنه قرار كبير نرحب به كامل الترحيب''·
وأوضح في مؤتمر صحفي بشأن المؤتمر عقده في واشنطن أمس الأول أن قيمة الدين نفسه ستتحدد في ختام مفاوضات منفصلة بين الجانبين، ''لكن أياً تكن قيمة الدين الذي سيتحدد ثنائياً، فإن مستوى الإلغاء سيكون 80%''·
عدد اليوم
