السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرياضة والغذاء السليم في الصغر يحميان الإنسان في الكبر

الرياضة والغذاء السليم في الصغر يحميان الإنسان في الكبر
20 نوفمبر 2012
أول ما يخطر ببال الإنسان عند الحديث عن الشيخوخة هو تجاعيد البشرة وشيب الشعر. لكن التقدم في السن لا يؤثر على البشرة والشعر فقط، بل على كافة أعضاء الجسم ووظائفه. فما الذي يجب أن يتوقعه كل شخص منا عندما يتجاوز الستين؟ وما الذي يمكن فعله لضمان عيش شيخوخة سعيدة؟ وما السبيل إلى التمتع بصحة جيدة ولياقة ذهنية عالية في خريف العمر؟ الجواب الأكثر شمولية لهذه الأسئلة يتلخص في جملة واحدة مفادها أن سعادة الشخص في شيخوخته أو تعاسته رهينة بما زرعه طوال مراحل حياته العمرية، بدءاً من الطفولة واليفاعة، وانتهاءً بالشباب والكهولة. كلما تقدم الإنسان في العمر، أصبحت نبضاته أبطأ وأضحى حجم قلبه أكبر، وصارت أوعيته الدموية وشرايينه أكثر تصلباً وتيبساً، واحتاج قلبه إلى بذل جهد أكبر من أجل ضخ الدم في العروق والشرايين. ما قد يتسبب له في ارتفاع ضغط الدم ومشاكل أخرى، خاصة في حال اضطر القلب لبذل جهد يفوق طاقته لتلبية إحدى حاجات الجسم الأخرى ووظائفه. ضمان اللياقة من الأشياء التي تضمن لياقة جميع أعضاء الجسم وحسن أداء وظائفه: ? ممارسة التمارين البدنية بانتظام وجعل الرياضة روتيناً يومياً لا يمكن الاستغناء عنه. ولا يهم إن كنت تواظب على المشي أو الجري أو السباحة أو أي نشاط آخر، بل المهم هو أن تجعل جسمك ينشط كل يوم. وغير خفي على أحد ما للرياضة من فوائد على حفظ وزن الإنسان ولياقته، وخفض ضغط الدم وحماية الشرايين من التصلب والتيبس أطول مدة ممكنة. كما تُساعد على تقوية العظام وإبطاء وتيرة فقدان كثافتها. وتُسهم الرياضة أيضاً في تحسين جريان الدم في الجسم وتدفقه إلى كل أعضاء الجسم وضمان الأداء الجيد لجميع وظائفه، بما فيه وظائف الهضم والأيض والتمثيل الغذائي. كما إن الرياضة تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ وتجعل منطقة الذاكرة تحافظ على اتقادها وقوتها. ? تناوُل أغذية صحية. وعلى رأسها الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والأطعمة الغنية بالألياف والمنتجات التي تحوي كميات معتدلة أو قليلة من البروتينات كالسمك. ويُنصح بالتقليل من أكل الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والصوديوم. ويُجمع الباحثون على أن النظام الغذائي الصحي هو الوسيلة المثلى لاستدامة لياقة القلب ومرونة شرايينه وأوعيته الدموية. ? عدم التدخين وشرب الكحول. فالتدخين يُسهم في التعجيل بتصلب الشرايين ويرفع ضغط الدم ونبضات القلب. وإذا كنت إذن من المدخنين أو من مستهلكي أحد منتجات التبغ، فلا تقل فات الأوان عن الإقلاع، بل سارع إلى اللجوء إلى طبيب أو اختصاصي لمساعدتك على ترك هذه العادة التي تجعل قلبك يدفع ثمناً غالياً في مرحلة الشيخوخة، وتجعل وظائف جسمك تشيخ قبل الأوان. ويعد القلب أبرز أعضاء الجسم التي تحتاج إلى رياضة وتمارين منتظمة لتتمتع بلياقة عالية طويلة الأمد. فشروط التمتع بقلب شاب مدى العمر هي الرياضة والغذاء الصحي وعدم التدخين، بالإضافة إلى تجنب مسببات التوتر والتعامل معه بطرق سليمة. ومع التقدم في العمر، تميل العظام إلى الانكماش في حجمها وكثافتها. ما يؤدي إلى إضعافها وجعلها أكثر هشاشة وقابلية للكسر جراء وقوع أبسط حادثة سقوط. كما قد يؤدي هذا الانكماش إلى تقوس العمود الفقري وقصر القامة. وتفقد العضلات بشكل عام قوتها ومرونتها، وقد يصبح الجسم أقل تناسقاً، أو يجد صعوبة في ضمان توازنه. ويقول أطباء العظام واختصاصيو تقوية العضلات إن هناك أساليب تُساعد على التمتع بعظام أقل قابلية للترقق وعضلات اقوى ومن بينها: ? الحصول على الكميات اللازمة من الكالسيوم. فالراشدون الذين تتراوح أعمارهم ما بين 19 و50 سنة والرجال البالغون 51 إلى 70 سنة يحتاجون إلى 1000 ميليجرام من الكالسيوم كل يوم. في حين تحتاج النساء البالغات أكثر من 51 سنة ويحتاج الرجال البالغون أكثر من 71 سنة إلى 1200 ميليجراماً كل يوم، بحسب بمعهد الطب بالولايات المتحدةب. ويُفضل الحصول على الكالسيوم من مصادره الطبيعية. ? التزود بكميات كافية من فيتامين “دي”. يوصي معهد الطب بألا تقل الكمية التي يحصل عليها من تتراوح أعمارهم بين 19 و70 سنة عن 600 وحدة دولية كل يوم. بينما ينصح من تتجاوز أعمارهم 71 سنة بتناول 800 وحدة دولية من فيتامين “دي”. وبالرغم من أن كثيراً من الناس يحصلون على ما يكفيهم من فيتامين “دي” من أشعة الشمس، فإن هذه الأخيرة قد لا تكون مصدراً جيدا لكل شخص. وتشمل مصادر الشمس الأخرى زيت السمك مثل السردين والتونة. أجهزة الجسم وحواسه ينتشر الإمساك لدى كبار السن أكثر من الكهول والشباب واليافعين. وهناك عوامل عديدة تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض منها اتباع نظام غذائي يفتقر إلى الألياف وعدم شرب ما يكفي من السوائل وقلة ممارسة الرياضة. وقد يُسهم تناول بعض الأدوية في التسبب بالإمساك مثل العقاقير المدرة للبول ومكملات الحديد والمنتجات الصيدلانية التي يستخدمها مرضى السكري ومتلازمة القولون المتهيج. وينصح أطباء الجهاز الهضمي والأمراض المعوية باتباع بعض الممارسات التي تقي من الإمساك عند التقدم في العمر، من قبيل تقليل استهلاك اللحوم والمواد المشبعة بالدهون ومشتقات الألبان والحلويات. كما ينصحون بالإكثار من شرب الماء والسوائل، مع الحرص على إجابة نداء القولون فور صدوره. فتأجيل تفريغ القولون إلى مدة طويلة يؤدي مع الوقت إلى الإصابة بالإمساك. وبالنسبة للمسالك البولية؛ فإن فقدان السيطرة على المثانة أو ما يُصطلح عليه بسلس البول هو أحد أكثر الأمراض شُيُوعاً لدى المسنين. وقد تؤدي بعض الأمراض كالسكري وتضخم البروستات لدى الرجال وأعراض انقطاع الطمث لدى النساء إلى الإصابة بالسلس البولي. ولتعزيز صحة المثانة والمسالك البولية، ينصح الأطباء بالقيام بالتالي: ? تفريغ المثانة بانتظام وبمجرد الشعور بامتلائها. وفي حال قل شعور الشخص بامتلاء مثانته، فعليه أن يعلم أنه لا يزود جسمه بما يكفيه من السوائل. ? الحفاظ على وزن مناسب. فإذا كنت بديناً أو زائد الوزن. ? ممارسة تمارين كيجيل. فهذه الحركات تقوي عضلات الحوض. ويمكن القيام بها عبر تقليص عضلات الحوض لخمس ثواني، ثم الاسترخاء في الثواني الخمس التالية، وذلك أربع أو خمس مرات في كل سلسلة. كما يمكنك الاستعانة بأثقال خفيفة وتقليص عضلات الحوض لمدة عشر ثواني، ثم إرخاؤها في الثواني العشر التالية، وهكذا. وقد تجد صعوبة أكبر في التركيز على الأشياء القريبة مع التقدم في العمر. كما قد تُصبح حساساً تُجاه الضوء الساطع، أو تُصاب باضطرابات في التكيف مع مستويات مختلفة من الضوء. ويمكن للشيخوخة أيضاً أن تؤثر على عدستي عينيك، فتسبب لك رؤية ضبابية بسبب المياه البيضاء. ومن جهة أخرى، يواجه بعض الأشخاص مشاكل في السمع عند الشيخوخة. فيجدون مشقة في متابعة نقاش ما وسط حشد من الناس، أو يفشلون في التقاط الأصوات ذات الترددات العالية. ويقول أطباء العيون والأذن إن بإمكان أي شخص أن يتقي الإصابة بمشاكل السمع والنظر في حال واظب على زيارة عيادات العيون والأذن لمعرفة أحوال عينيه، وجودة عدساته اللاصقة، أو نظارته الطبية، أو سماعاته التصحيحية. وينصح الأطباء الأشخاص الذين يعيشون في أماكن جافة وكثيرة التعرض لأشعة الشمس القوية بالمواظبة على ارتداء النظارات الشمسية والقبعات لحماية أعينهم من أضرار الأشعة فوق البنفسجية. ويوصي أطباء الأذن بالاستعانة بالسماعات الواقية عند الوجود قرب الأبواق خلال حضور حفلة غنائية أو موسيقية صاخبة، أو عند سماع أي ضجيج قوي صاخب بشكل مفاجئ. وتميل اللثة إلى الانحسار والانسلاخ التدريجي عن الأسنان عند التقدم في العمر. ويمكن لبعض الأدوية مثل تلك التي يستخدمها مرضى الحساسية والربو وارتفاع ضغط الدم ومستوى الكولستيرول أن يؤدي إلى جفاف الفم. فتصبح الأسنان نتيجة لذلك أكثر هشاشة وقابلية للإصابة بالتسوس والعدوى. ولتعزيز صحة الفم والأسنان والحفاظ على لياقتهما، ينصح الأطباء بالمواظبة على غسل الأسنان بالفرشاة والمعجون وتخليلها بعود أو محلول للتخلص من كل ما قد يعلق أو ينحشر بين فراغاتها وفجواتها. ولا ينبغي أن يقل عدد مرات غسل الأسنان عن مرتين في اليوم، والتخليل عن مرة واحدة كل يوم. كما يُنصح بجدولة زيارات لطبيب الأسنان مرتين كل سنة على الأقل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©