الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عبدالله بن زايد يؤكد أهمية الشراكة الاستراتيجية الكاملة مع اليابان

2 مايو 2007 02:38
أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية على أهمية إحداث نقلة في العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان بتحويلها لشراكة استراتيجية متكاملة في المجالات السياسية والاقتصادية· جاء ذلك خلال مقابلة مطولة أجراها مع سموه تلفزيون ''ان اتش كيه'' الياباني بثت أمس الأول وذلك على هامش الزيارة التي قام بها دولة شينزو آبي رئيس وزراء اليابان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة· ودعا سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان اليابان إلى لعب دور أكبر في عملية السلام بالشرق الأوسط· منوها سموه بالوجود الاقتصادي الياباني في العراق والتمثيل العسكري الرمزي في القوات الدولية الموجودة هناك· وفيما يلي نص المقابلة التي أجراها تلفزيون ''ان اتش كيه'' الياباني مع سمو وزير الخارجية: أهمية زيارة آبي في سؤال حول مدى تقييمه لأهمية زيارة دولة شينزو آبي رئيس وزراء اليابان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، أجاب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ''فلتسمحوا لي البدء بالتعبير عن سرورنا وترحيبنا بزيارة دولة رئيس وزراء اليابان والوفد المرافق له من وزراء ومسؤولين ورجال أعمال وإعلاميين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة· وتؤكد هذه الزيارة على عمق الصلات التي تربط اليابان مع دول الخليج بصورة عامة ومع دولة الإمارات بصورة خاصة· فالدولتان تحتفظان بعلاقة صداقة ضاربة جذورها في عمق التاريخ· وكلنا نذكر الحفاوة الكبيرة التي استقبل بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' إبان زيارته التاريخية لليابان حيث شكلت تلك الزيارة منطلقا لتطور مستوى العلاقات بين البلدين لتزداد قوة ومتانة يوما بعد يوم· ونعتقد جازمين أن اليابان باتت مؤهلة الآن لتصبح شريكا استراتيجيا لنا· وقد ظلت اليابان تمثل أكبر شريك اقتصادي لنا منذ زمن طويل، ويأتي حوالي ربع وارداتها من مصادر الطاقة حاليا من دولة الإمارات العربية المتحدة· أكبر محطة للطاقة فلتأذنوا لي أن أورد لكم مثالا عن نوع العلاقات التي نعتبرها هامة وضرورية، فقد قمنا مؤخرا بتوقيع اتفاقية هامة للغاية مع جامعة طوكيو لبناء أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم· ويدلل هذا المشروع على التزامنا بإجراء الأبحاث وتطوير منتجات للطاقة المتجددة، ونأمل في تقوية أواصر التعاون مع اليابان في هذا المجال وفي مجالات أخرى مشابهة· وقال سموه: ''ينبغي علينا تشجيع تدفق الاستثمارات بين البلدين كما ينبغي علينا العمل على تسريع عجلة المفاوضات الرامية للتوصل الى اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي بين اليابان ودولة الإمارات العربية المتحدة وكذلك اتفاقية التجارة الحرة بين اليابان ودول مجلس التعاون الخليجي· ومن شأن هذه الخطوات أن تصب في اتجاه تعزيز العلاقات مع اليابان· الدور الياباني حول طبيعة الدور الذي يتوجب على الحكومة اليابانية أن تلعبه في المنطقة، قال سموه: ''لقد لعبت اليابان دورا هاما فيما مضى كما تلعب دورا هاما في استقرار العراق سواء من الجانب الاقتصادي أو عن طريق الوجود العسكري الرمزي· ونعتقد أنه يتعين عليها أن تواصل التزامها نحو الاستقرار السياسي والاقتصادي بالمنطقة· ونحن نؤيد تماما توجهات اليابان للعب دور أكبر في الشؤون الدولية يتماشى مع مكانتها ولذلك ندعم تغيير وتوسيع تركيبة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كما سندعم التوجه نحو منح اليابان مقعدا دائما في مجلس الأمن· ونؤمن تماما بضرورة تمكين اليابان بوصفها قوة اقتصادية كبرى من تولي مسؤولياتها الدولية· تنويع الاقتصاد وحول الكيفية التي يمكن أن تساهم بها اليابان في الجهود المبذولة لتنويع القطاعات المختلفة للاقتصاد في دولة الامارات العربية المتحدة أوضح سموه قائلا: ''نسبة لعلاقاتنا التاريخية مع اليابان وفي ظل المنافسة العالمية القوية لإيجاد موطئ قدم في القطاعات الاقتصادية النامية بدولتنا نعتقد أن اليابان يجب أن تمنح الأولوية في هذا الشأن''· وتناول سموه البرامج التي تتبناها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لتنويع مصادر الدخل حيث قال: ''نحن في دولة الإمارات العربية المتحدة نتجه وبنجاح فائق للتقليل من اعتمادنا السابق على النفط والغاز· وهما يساهمان حاليا بأقل من 30 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي البالغ حوالي 165 مليار دولار مع ملاحظة أن تلك المساهمة هي في تناقص مستمر وذلك بالرغم من أن هناك العديد من مشاريع النفط والغاز التي يتم تنفيذها في الوقت الحالي· ولدينا الآن العديد من القطاعات الصناعية المجدية والتي تشهد نموا متسارعا· كما يتم التخطيط لإقامة مشاريع ضخمة خاصة في مجال الخدمات الاجتماعية والسياحة· المنطقة الثقافية مشروع المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات مثلا يشهد مشاركة من مؤسسات ثقافية عالمية مثل متحفي اللوفر وغوغنهايم· وسوف تضم تلك المنطقة متحفا بحريا يشرف على تصميمه المصمم الياباني تاداو أندو، كل هذه المجالات تتيح فرصة جيدة لليابان لكي تلعب دورا في عملية التنويع الاقتصادي· وقال سموه: ''نعتقد أن الوقت قد أزف الآن لكي نقوي من روابطنا مع اليابان من خلال تشجيع تدفق الاستثمارات في كلا الاتجاهين ونقل المهارات والتكنولوجيا من اليابان إلى الإمارات والشراكة بين القطاع الخاص أو الحكومي الإماراتي والمؤسسات اليابانية المختلفة حتى يتسنى لنا تحقيق أهدافنا المرجوة· إن جهودنا لتوسيع قاعدة الاقتصاد والاستثمار في المشاريع الثقافية والإعلامية تفتح الباب واسعا لمستقبل واعد بالفرص التي يمكن من خلالها لليابـــان أن تلعب دورا هاما بوصفها شريكا استراتيجيا· حركة التنمية وأقر سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بأن الوتيرة السريعة التي تسير بها التنمية تفرض تحديات جساماً تتطلب عناية كبيرة من جانب الحكومة للتصدي لها· وقال سموه: ''تشهد دولة الإمارات حركة تنموية غير مسبوقة سجلت معدلات نمو تاريخية ولا شك أن هذا النمو المتسارع يجلب معه لا محالة عددا من التحديات الاقتصادية والاجتماعية· دعني أعطيك مثالا فنتيجة للنمو السريع لاقتصادنا أضحى المواطنون يشكلون 20 بالمائة فقط من مجموع سكان الدولة أما النسبة المتبقية وهي 80 بالمائة فتنتمي إلى 190 دولة مختلفة· هذا الواقع له تبعات اقتصادية واجتماعية تنعكس على مواطنينا· التعليم وأضاف سموه: ''نحن نضاعف من استثماراتنا في مجال التعليم من أجل توفير بيئة ثقافية منفتحة تتيح لمواطنينا النهل من أفضل موارد العلم والمعرفة في العالم كذلك نسعى لبناء جسور للتواصل بين الحضارات والشعوب· في ذات الوقت نسعى لتحسين ظروف العمل ومستوى المعيشة للعدد الكبير من الوافدين المقيمين بين ظهرانينا والذين يسهمون بجهد مقدر في تنمية بلادنا· وهنا أيضا يجدر التنويه إلى أن النمو الاقتصادي السريع الذي كان السمة الغالبة في الماضي أفضى إلى قصور في بعض الجوانب المتعلقة بالعمال وهو قصور لم يكن تداركه ممكنا· ونحن نعمل على معالجة هذه المشكلة من كافة جوانبها لكي يعيش الوافدون في بلادنا معززين مكرمين· الاستقرار في المنطقة شرط أساسي للسلام في تطرقه لقضايا السياسة الخارجية استهل سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان حديثه بتناول عملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في العراق حيث قال سموه: ''نحن نعتقد أنه ينبغي لليابان أن تشارك بدور نشط في هذه العملية''· إن المحافظة على الاستقرار والأمن في هذه المنطقة الاستراتيجية شرط أساسي للسلام العالمي· وأضاف سموه: ''إن دولة الإمارات من خلال عضويتها في اللجنة الرباعية إلى جانب المملكة العربية السعودية ومصر والأردن تسعى لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط من خلال دعم مطالبة الشعب الفلسطيني بإبرام معاهدة سلام مستدام وشامل مع إسرائيل· ويمكن لليابان أن تلعب دورا في هذا الجهد· كذلك نعتقد أن من الأهمية بمكان مساعدة الشعب العراقي على تحقيق المصالحة والسلام ووضع حد لمعاناته ومساعدته على السير في طريق الرفاه والتقدم· هذه قضايا هامة تستحق أن تحظى بالعناية الكاملة من كافة الأطراف المعنية· وفي الختام أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على مخاوف بلاده إزاء برنامج إيران لتطوير طاقة نووية· وقال سموه: ''من الواضح أن لدى دول منطقة الخليج مخاوف كبيرة بشأن البرنامج النووي الإيراني· (وام)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©