الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وجه "حقوق الإنسان"... الجميل والقبيح

وجه "حقوق الإنسان"... الجميل والقبيح
20 نوفمبر 2012
يقول محمد الحمادي: لي صديق عربي يعمل في الإمارات ويعيش معنا منذ سنوات طويلة، يقول لي مستغرباً من هجوم بعض منظمات حقوق الإنسان على الإمارات: لم أشعر يوماً أنني "إنسان" لي كيان واحترام إلا بعد إن جئت إلى الإمارات وعملت فيها... في بلدي كنت أخاف من عسكري صغير الرتبة، قد يتهمني بأي تهمة وأذهب "وراء الشمس" دون أن أعرف السبب! وهذا ما يتفق عليه الكثيرون وما يجعل المقيمين في الإمارات من عرب وغربيين وآسيويين متمسكين بالبقاء والعيش فيها، حتى بعد الأزمة المالية العالمية وما أحدثته في بعض القطاعات الاقتصادية محلياً، فقد اختارت غالبيتهم البقاء والاستمرار في الإمارات، فقد أصبحوا يعتبرونها بلدهم الثاني. وهذا أمر لم يأتي عبثاً، فلولا الوضع القانوني والإداري في الإمارات، والذي يحفظ للموظف حقوقه واحترامه، ولولا الوضع الأمني الذي يجعل العائلات مطمئنة فيها على نفسها وأطفالها وممتلكاتها، لما فضّل المقيم أن يواصل العيش فيها. ما ذكرني بموقف هذا الصديق هو الفيديو الذي بثه أحد المغردين الإماراتيين على تويتر منذ أيام حول مجموعة من المتظاهرين ضد الإمارات في جنيف، وربما شاهدتم تلك اللقطات التي تكشف حقيقة من يسيئون إلى الإمارات في الخارج ومن يروجون أن الإمارات تعتقل ناشطين وتنتهك حقوق الإنسان. لقد كان مشهداً سريالياً أن نرى مجموعة من المحتجين ضد الإمارات في عاصمة أوروبية لم يعيشوا في الإمارات بل لم يزوروها في حياتهم، لا يعرفون إلا أنها دولة نفطية، ثم يرددون أنها "تقمع الناشطين الحقوقيين" ولا تحترم "حقوق الإنسان"! فكيف عرفوا هذه المعلومات وما الذي جعلهم يخرجون بكل ذلك الحماس من أجل الإمارات وهم لا يعرفون حتى عدد من يطلقون عليهم "معتقلين" فمنهم من يقول إن عددهم 1000 ومنهم من يقول إنهم 2500 شخص! هل تكفي حفنة دولارات كي يبيع الإنسان ضميره؟!. مجموعة "البريكس"... وصعوبة اللحاق بالغرب يرى بوشير شارما مدير وحدة الأسواق الناشئة بشركة مورجان ستانلي لإدارة الاستثمارات أنه على مدار السنوات الماضية كان التوجه الأكثر تداولًا في الاقتصاد العالمي هو ما أطلق عليه صعود الباقي وأفول الغرب من خلال اقتراب العديد من الدول النامية من الاقتصادات المتقدمة. وبالطبع كان المحرك الأساسي لهذا التوجه الأسواق الصاعدة الأربعة التي عُرفت باسم "بريكس" في إشارة إلى البرازيل وروسيا والهند والصين، بحيث بدا وكأن العالم يشهد إحدى اللحظات المفصلية في تاريخه اثر ما بدا أنه لحاق القوى الاقتصادية المهمة في العالم بالدول المتقدمة، بل وشرعت في تجاوزاتها أحياناً، هذه التوقعات عادة ما ارتكزت على معدلات النمو العالية التي حققتها الدول الصاعدة ابتداء من أواسط العقد الماضي، والتي كان الخبراء يتوقعون استمرارها إلى فترة غير محددة في المستقبل مقارنة مع التباطؤ الملحوظ في اقتصادات الدول الصناعية المتقدمة. الإسلاميون في الحكم: هل يقدمون جديداً؟! يرى د. عبدالحميد الأنصاري أن ثورات "الربيع العربي" أوصلت إلى السلطة إسلاميين لهم مفهومهم الخاص للدولة وللنظام السياسي الحاكم لها، وهو مفهوم أقرب للدولة الدينية منه إلى الدولة المدنية. الإسلاميون بفصيليهم الإخواني والسلفي يعتقدون أن نظام الخلافة التاريخي هو النظام الأمثل للدولة التي يحلمون بها، رغم أن كافة تجارب الخلافة بدءاً من العصر الأموي إلى إعلان إسقاط نظام الخلافة على يدي أتاتورك 1924 أثبتت فشلها في تطبيق مبادئ وقيم الإسلام الكبرى: المساواة، العدالة، الشورى، الحرية، فضلاً عن إخفاقها في تحقيق أي تقدم أو تنمية أو نهضة للمجتمعات الإسلامية مقارنة بتقدم المجتمعات الأخرى، مما دفع بمفكري الإسلام الرواد للتساؤل: لماذا تقدم الآخرون وتخلفنا؟ وكان الجواب بالطبع: بسبب نظام "الخلافة" الذي قمع الحريات وصادر الإبداع وجلد المعارضين ومنع التفكير النقدي على امتداد أكثر من 10 قرون مظلمة. ظاهرة الجوائز العربية يقول سعيد حمدان: ما أكثر الجوائز في أوطاننا العربية، في كل حقل ومجال، وتفصّل في حالات لأشخاص أو مؤسسات. جوائز بعضها يؤسس لمرة واحدة فقط، وبعضها يستمر سنوات. ولا تعرف ماهية هذه الجوائز، ولا معايير التحكيم فيها أو من يقف خلفها! هناك جوائز عربية مرموقة تقدمها مؤسسات حقيقية ولها مكانة في مجال تخصصها، وهذه الجوائز لها معايير وتحتكم إلى نظام، ولجانها مختارة بعناية وتملك شفافية، مثل: جائزة زايد لطاقة المستقبل، وجائزة زايد للكتاب، وجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، وجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية، وجائزة الملك فيصل، وجائزة الكويت للتقدم العلمي... وغيرها. هذه جوائز محترمة يشهد لها بحياديتها وأهميتها، وقد حققت نجاحات وتميزت في الميادين التي تخدمها، ويستطيع أن يفخر بها من نالها أو المجتمع المهتم بمجالها، لأنها ذهبت إلى شخصيات ومؤسسات اجتهدت وأبدعت فاستحقت هذه الجوائز. شهادة إخواني عنهم يرى محمد خلفان الصوافي أن المعلومات التي كشفها، مؤخراً؛ القيادي السابق في جماعة "الإخوان المسلمين"، عبدالستار المليجي، في "مركز المسبار للدراسات والبحوث" يفترض أن تحدث صدمة في المجتمع، وأن تستنفر المؤسسات وأفراد المجتمع كي يفهموا طبيعة عمل التيارات الإسلامية. "السرية"مبدأ أساسي في عمل جماعة "الإخوان". قد يكون الأمر ليس جديداً، فمؤسسها حسن البنا تحدث عن أهمية "السرية" من باب حماية الجماعة لحين تستقوي وتكون قادرة على مواجهة من يرفضها وإنما الجديد أن الكلام جاء على لسان أحد قادتها السابقين، بل إنه حذر من خطر تسلل هذه التنظيمات إلى المجتمعات تحت غطاء الدين، وأنها تعمل تحت شعارات مغلفة غير واضحة بهدف الإضرار بالدول وليس إصلاحها، كما يروجون. وهذه السرية مطبقة في كل شيء، فهم مثلاً لا يكشفون عن مصادر أموالهم ولا عن وجود تنسيق مع الخارج من أجل هدف ضد صالح الدول. ويتحدث عن جماعة "الإخوان" من خلال تجربته موضحاً أنهم "يخطفون" الشباب ويشكلونهم لتحقيق مصالحهم السياسية. وأن ولاءات أعضائهم لا تكون للدول التي يحملون جنسياتها وإنما للجماعة، وأكد على وجود التنظيم السري لـ"الإخوان" في الدول العربية، وعلى وجود التنظيم الدولي "الهلامي" الذي هدفه جمع الأموال من الدول الغنية، بما فيها الدول الخليجية طبعاً. الردع وتوازن الرعب الصواريخ الفلسطينية التي ضربت تل أبيب مؤخراً ربما تمثل- حسب د. خالص جلبي- الإنذار الثاني بعد الصواريخ العراقية عام 1991، مما ينبغي أن يمثل إشارة ذات معنى حول مدى إمكانية قبول الدولة العبرية، كما أرادها المؤسسون الصهاينة، في محيط إقليمي عادته وتعاديه، لكنه يتجه نحو شيء من "توازن الردع" المتبادل. وكما يقول الجنرال فيكتور فيرنر في كتابه "الخوف الكبير... الحرب العالمية الثالثة"، فليس ثمة سلام حقيقي ولا حرب حقيقية، وإنما العالم يقوم على توازن هش من "الردع المتبادل". هذا ما ستصل إليه المنطقة العربية في دورات الصراع العربي الصهيوني، والتي ستتكلل بانحلال الدولة الصهيونية وتحولها إلى فورموزا الشرق الأوسط، كما تحولت فورموزا الشرق الأقصى (جزيرة تايوان) إلى دولة كسيحة أمام العملاق الصيني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©