الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطباء: التوعية والتحصين الذاتي «ألف - باء» حماية الطفل

أطباء: التوعية والتحصين الذاتي «ألف - باء» حماية الطفل
21 نوفمبر 2012
يبدو أن هناك حلقة مفقودة تحول دون ترجمة “إرادة” تنفيذ الرؤى الحكيمة لأي قرارات تشريعية، وآلية تنفيذ كل ما يجب فعله للتصدي ومنع أي مظاهر سلبية للإساءة النفسية والمعنوية والجسدية للأبرياء الصغار، وبصفة خاصة ما يأخذ منها شكل التحرش أو الاعتداء الجسدي والجنسي. فإذا كانت الجهود الرسمية والحكومية والقوانين والتشريعات رادعة وتحظى بدعم واهتمام وغطاء إنساني غير مسبوق، والوالدان لا يترددان في عمل كل ما يحمي طفلهما من أي أذى، وإذا كانا لديهما الأساس المعرفي اللازم لهذه الحماية، إلى جانب تصاعد الوعي المجتمعي بأهمية تحقيق أفضل صور الحماية النفسية والجسدية للطفل، فما الذي يحول دون تحقق ذلك على أرض الواقع؟ فإذا كانت التدابير الإجرائية “الاحترازية” اللازمة لتلك الحماية متحققة، فما الذي يحول دون تحصن الطفل الصغير بمقومات هذه الحماية؟ خورشيد حرفوش (أبوظبي) ـ إن الرؤية الاستراتيجية لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة “أم الإمارات”، تمثل قيمة كبرى تثري الجهود الإماراتية الخيرة في مشروعها الإنساني والحضاري الطموح المتمثل في حماية الأمومة والطفولة التي ترعاها، ومن ثم، فإن تحقيق الحماية اللازمة للأسرة أو المرأة أو الطفل لا تقتصر على وضع السياسات والبرامج لتخفيف الضرر أو الإساءة أو المخاطر فحسب، بل ننتظرها أن تكون أكثر شمولية، وأن تصبح جزءاً من ثقافة المجتمع المتحضر في مناخ اجتماعي وصحي وإنساني آمن يعكس جوهر وأصالة ثقافة ومعدن أبناء هذا الوطن، لأن إعادة الاعتبار إلى دور الأسرة داخل المجتمع الإماراتي، من شأنها أن تحقق أهدافاً عديدة، في مقدمتها المحافظة على القيم الإماراتية الأصيلة التي تمثلها الأسرة، ودعم الترابط الأسري الذي يحقق الاستقرار للأسرة، وللمجتمع الإماراتي. حقيقة الأذى الأخصائية الاجتماعية مريم الفزاري، تسلط الضوء على حقيقة الأذى الذي يتعرض له الطفل، وتقول: “إن جوهر الأمر الذي بات أكثر خطورة يكمن في أن غالبية الدراسات الاستطلاعية والاستقصائية في كثير من البلدان، حتى المتقدمة منها، تكشف أن الآباء والأمهات أنفسهم لا يزالون غير مدركين لحقيقة الأذى والمخاطر التي يتعرض لها أطفالهم، فيغيب عن كثيرين أنّ ما يصادف الأبناء في سن الطفولة من كلام أو فعل مهما كان بسيطاً أو كان غير مقصود، وينطوي على الإساءة أو الاستغلال النفسي أو الجسدي، فإنه يسبب للطفل مشاكل عديدة تُهدم أركان شخصيته في المستقبل، فما يكتسبه الطفل من خبرات سلوكية مبكرة سارة أو أليمة، إيجابية أو سلبية، تتراكم لتشكل معالم شخصيته في المستقبل، هناك كثير من الآباء والأمهات من يفرطون في “حسن النية” في كل من يحيطون بأطفالهم من الأقارب أو السائقين والخدم، ولا يدركون أن ما بين”حسن النية” و”السذاجة” ما هي إلاّ “شعرة”، ويغفل البعض عن المسؤولية الشرعية التي يوجزها الحديث الشريف:” كلكم راع، وكل راع مسؤول عن رعيته”، فالقريب الحنون والجار الطيب والصديق المخلص قد يكونون هم أنفسهم الوحوش الذين ينبغي أن نحذر أطفالنا منهم، ومغزى الخطورة هنا أن الحنان الزائد قد يكون قناعاً يخفي مآرب دنثة تستغل من قبل النفوس المريضة. وتضيف الفزاري: “علينا أن نتذكر أن التقارير الرسمية للمنظمة العالمية للأمومة والطفولة إلى أن 82% من الاعتداءات الجنسية على الأطفال تحدث في أماكن يفترض أن تكون آمنة للطفل، وأن 77% من المعتدين أشخاص يفترض أن يكونوا في موضع ثقة أسرة الطفل، من ثم بات أمر حماية الأطفال من كل أشكال الإساءة والعنف والاستغلال النفسي والجسدي، لا سيما “التحرش الجنسي والاغتصاب” في مقدمة القضايا التي تؤرق العالم بأسره، ما دفع بعض الدول لسن قوانين رادعة للمتحرشين بالأطفال، وأصبحت من أخطر القضايا الاجتماعية التي يتم التكتم عليها خشية الفضيحة العائلية أو العار الاجتماعي”. وتكمل الفزاري: “إنها ظاهرة يجب عدم التعامل معها بسطحية أو بتجاهل للأسباب المجتمعية المتشابكة، لأنها تعكس تردياً على مستوى القيم الذاتية، وانعدام الوازع الديني لدى المتحرشين بالصغار، والجهل، وانعدام الرقابة الأسرية، وانتشار القيم السبية بين الأطفال الصغار، فضلاً عن غلبة قيم الخوف عند بعض الأسر من الإبلاغ عن الجاني، خوفاً من افتضاح الأمر، ولاعتبار أن ما حدث للطفل ما هو إلا جريمة بحقه وبحق أسرته والمجتمع، وأعتقد أن مسؤولية الأسرة في أن تمد الطفل. مؤشرات سلبية يشير الدكتور فؤاد عطية أستاذ العلاقات الإنسانية بجامعة هافانا الأميركية إلى وجود مؤشرات نفسية سلبية تلقي بظلالها على الأطفال الضحايا مثل: إبداء الانزعاج، أو التخوف، أو رفض الذهاب إلى مكان معين، أو بالبقاء مع شخص معين، أو الاستخدام المفاجئ لكلمات جنسية، أو أسماء جديدة لأعضاء الجسم الخاصة والشعور بعدم الارتياح، أو الرفض تجاه العواطف الأبوية التقليدية ومشاكل النوم على اختلافها، القلق والكوابيس ورفض النوم أو الإصرار المفاجئ على إبقاء النور مضاء والتبول الليلي. أما الآثار النفسية للتحرش الجنسي بالأطفال، فتتمثل في الإصابة بالخوف والفزع، ولم يكن ضحية اغتصاب. ويحمل الأطفال فكرة سيئة عن أجسامهم وتصبح مصدر إزعاج لهم بحيث تصبح علاقتهم بأجسادهم علاقة متوترة، خاصة مع كل ما له علاقة بالجنس، إلى جانب الاكتئاب والإحباط وفقدان الثقة في كل من حوله، والعزلة والانطواء، وممارسة الشذوذ الجنسي. حرمة الجسد تقدم الدكتورة هبة قطب وصفة “روشته” للمحافظة على الأبناء جنسياً، ولوقايتهم من التحرش، وتقول إنها مجرد اقتراحات أو رؤى مفيدة من خلال متابعة حالات عديدة في العيادة، ويمكن الاستفادة منها، وتقول: “على الآباء والأمهات ملاحظة ومتابعة الطفل من فترة الرضاعة، والحرص على عورته وأن لا نتركه لأي شخص حتى يغير له ملابسه أو يحميه، وألا نعوده على تحسس أماكن العورات، أو أن يتحسسها “كل من هب ودب”، وألا نتركه في المنزل وحده مع الخادمة قدر الإمكان” . وبالنسبة للبنت إذا بلغت ست سنوات، تقول: “يراعى عدم خروجها من المنزل وحدها في فترات الظهيرة أوالمساء، ويتم إفهامها ألا يحاول أحد أن يتحسسها في أماكن حساسة منها، لأن هذا عيب وحرام، وهذه منطقة لا يطلع عليها أحد، وإذا خلعت ملابسها عليها أن تتأكد أن باب الغرفة مغلق، ولا تخلع ملابسها أبداً خارج المنزل مهما كانت الأسباب، ولا تترك للخروج مع السائق بمفردها. ولا تلعب مع أبناء الأقارب الأكبر منها سناً أبداً وحدها، ولا تدخل أبداً غرفة السائق أو الخادم، مع تنمية الرقابة الذاتية لديها عن طريق تدريبها على تغيير محطات التلفزيون إذا ظهرت لقطات مخلة للآداب وحتى ولو كانت وحدها، بدء الفصل في النوم عن إخوتها الذكور. وإذا بلغ الولد ست سنوات، عليه ألا يخرج من المنزل وحده في فترات الظهيرة والمساء، وتعويده على النوم على الشق الأيمن إتباعاً للسنة النبوية، وإفهامه ألا يحاول أحد أن يتحسسه في أماكن عورته، وتعليمه الاستئذان قبل الدخول على الأم والأب أوقات الظهيرة والعشاء والفجر، وإذا خلع ملابسه، يتأكد أنه لا يوجد هناك من يراه، مع تنمية الرقابة الذاتية لديه عن طريق تدريبه على تغيير محطات التلفزيون إذا ظهرت لقطات مخلة بالآداب، وبدء الفصل بالنوم عن أخواته الفتيات”. ثقافة مهمة أما في سن عشر سنوات، تقول الدكتورة قطب: “على الأم أن تشرح للبنت معنى البلوغ والدورة الشهرية، وتتحدث معها حول معنى الاعتداء الجنسي وتورد لها قصصاً في هذا الموضوع، مع مراعاة المحاذير السابقة، وتربيتها على الحياء والنظرة الحلال، وتغيير محطات التلفزيون إذا ظهرت لقطات مخلة بالآداب، أو ظهرت سيدة غير محتشمة، والبدء في تدريبها على الامتناع عن لبس القصير والعاري في المنزل، وبالأخص أمام إخوتها الذكور، وضرورة الابتعاد عن الفتيات في المدرسة اللاتي يكررن محاولة الالتصاق الجسدي، أو مسك اليد أو الاحتضان، كذلك بالنسبة للولد، فيشرح له والده معنى البلوغ والاحتلام، ويتحدث معه حول معنى الاعتداء الجنسي، ويورد له قصصاً في هذا الموضوع، ويوضح له أهمية أن يحتاط في اللعب مع زملائه في المدرسة وضرورة الانتباه للحركات التالية التي تصدر من الزملاء الأكبر سناً إذا تكررت مثل: التقبيل- مسك اليد وتحسسها- وضع اليد في الشعر-الالتصاق الجسدي أو الاحتضان- المديح لجمال الشكل والجسم، والتربية على الحياء والنظرة الحلال، وتغيير محطات التلفزيون إذا ظهرت امرأة غير محتشمة، أو لقطات مخلة بالآداب”. علامات البلوغ أما إذا ظهرت علامات البلوغ للبنت، تنصح الدكتورة قطب الأمهات بأن يشرحن للابنة طريقة تكون الجنين، وأن الطريق الوحيد في الإسلام له هو، الزواج فقط، وتوضح لها أهمية الاحتشام، وتوضح لها والدتها تحريم الاختلاء بشخص أجنبي عملياً، مع بيان معنى الخلوة المحرمة شرعاً، وتشرح لها والدتها طريقة الغسل، والطهارة، وأهمية ابتعادها عن الفتيات اللاتي يوزعن أفلاماً جنسية، أو أرقام هواتف للشباب. أما بالنسبة للصبي، فتقول: “إذا بدأت علامات البلوغ تظهر على الولد، يشرح له والده طريقة تكون الجنين، وأن الطريق الوحيد في الإسلام له هو الزواج فقط، ويوضح له أهمية غض البصر، وتحريم الشرع للاختلاء بأي فتاة، ويتحدث معه حول ضرورة ابتعاده عن الشباب الذين يروجون أفلام الجنس ويحثون على الحديث مع الفتيات”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©