الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراءة فنية في أوراق الجولة

قراءة فنية في أوراق الجولة
7 ديسمبر 2015 22:42
سامي عبدالعظيم (دبي) بين جولة وأخرى، تبرز العديد من الظواهر الفنية التي تستحق المراجعة من المحللين على نحو يؤدي إلى وضع النقاط على الحروف، وتوضيح المرتبطة بها، خصوصاً أن الجماهير تدرك أن هناك ما يستحق أن يكون في ميزان التقييم والتحليل، لكل ما يمثل ظاهرة في محاولة لفهم السياق المرتبط بها. وفي الجولة العاشرة لدوري الخليج العربي لم تتوقف الإثارة، وبدا المشهد على وتيرة أسرع بين صعود وهبوط، ودموع وأفراح، لكل نتيجة أو أهداف، وحتى على مستوى المدرجات التي أصبحت تواكب المستجدات في دوري المتعة والإثارة الجميلة. وهنا تبرز أهم الظواهر التي رافقت الجولة العاشرة لـ «دورينا» بين مشهد مؤثر وأحداث لم تستعص على ذكاء الجماهير، أو تمر في أروقة ذاكرة الدوري التي تترقب الأحداث لتضعها في خانة التقييم والتحليل بمجهر لا يرى سوى النقاط التي تستحق التدقيق. سبيت خاطر العين والأهلي.. «شخصية الزعيم» فرض العين أسلوبه أمام الأهلي، ولم يترك له خيارات جيدة لتعديل النتيجة، رغم التحسن الذي رافقه في الشوط الثاني، وظهرت شخصية «الزعيم» بتألق جماعي لمنظومة العمل، في جميع مراكز اللعب، وطغت الرغبة العيناوية في المباراة منذ البداية، بالضغط الكبير، والاستحواذ على منطقة الوسط، ودعم الحالة الهجومية للفريق، والهدف الأول لم يتأخر كثيراً، بعد عملية تكتيكية منسقة، كشفت عن الحالة الدفاعية للاعبي «الفرسان»، على غرار الأخطاء التي رافقته في اللقاءات الماضية. كما أن الهدف الثاني يعبر عن غياب العمق المطلوب، وتابعنا المهارة الهائلة لـ «عموري» في تهيئة الكرة لشقيقه محمد عبدالرحمن، والأخير استخدم إمكاناته الممتازة في ترويض الكرة على الصدر، وفوت الفرصة على المدافع سالمين خميس لاستخلاص الكرة، ثم وضعها بسهولة في المرمى. الرغبة الهجومية في الشوط الثاني للأهلي، قدمت لنا صورة الدفاع القوي والمنظم للعين، بالتصدي لمحاولات ليما وأحمد خليل والحمادي، و«البديل» موسى سو، والظواهر المهمة تتمثل في الواعد أحمد برمان، والتألق اللافت لمحمد عبدالرحمن، ومستوى «عموري» الذي يساعده على صناعة الفارق أكثر من الأجانب. فؤاد أنور الوحدة والظفرة.. «السعادة بالخبرة» لم يجد الوحدة صعوبة تذكر في التفوق على الظفرة، ولعبت الخبرة الكبيرة لإسماعيل مطر وتيجالي والنوبي والشحي دوراًً مؤثراً، في الفوز وحسم الأمور، رغم أن المستوى الفني للمباراة لم يرق إلى المستوى المطلوب، واستفاد «العنابي» من الحالة السيئة للاعبي «فارس الغربية»، والأخطاء الكبيرة في الدفاع، ووضح الفارق في الخبرة والإمكانات بين الفريقين. وتكمن مشكلة الظفرة في أن المحاولات لم تسفر عن تهديد حقيقي لمرمى الوحدة، رغم الفرص التي حصل عليها ديوب، إلى جانب أن الجهود الكبيرة للاعبين لم تحقق الهدف المطلوب، بسبب المعاناة الكبيرة في الدفاع، وغياب العمق المطلوب في التصدي للهجمات الوحداوية، وهذا الواقع فرض على لاعبي الظفرة تلقي الخسارة. هناك ضرورات مهمة لضم بعض العناصر الجديدة في الفريقين، يقع على عاتقهما القيام بالدور المطلوب في صناعة اللعب، وهذا الأمر واضح أثناء المباراة بالتراجع من لاعبي الوحدة، بعد تسجيل الهدف الأول، والظفرة عانى أيضاً من مشاكل عدة، وهذه ظواهر تستحق الاهتمام من إدارتي الفريقين. جمال صالح بني ياس والنصر.. «الرغبة تغلب الطموح» تغلبت الرغبة الكبيرة من لاعبي النصر، في تعويض الخسارة التي تعرض لها من العين في الجولة الماضية، على طموحات بني ياس في تحسين صورته بالمنافسة، واستعادة التوازن المطلوب لفتح صفحة جديدة في الدوري، ودفع «السماوي» ثمن الأخطاء الدفاعية الكبيرة أمام «الأزرق»، ولم تُجد المحاولات التي قام بها المدرب جارسيا لترميم الدفاع، وهو يضع بتقديره القوة الضاربة للاعبي النصر والمتمثلة باللاعبين إيكوكو وبترويبا وخمينيز، وتعكس نتيجة المباراة، والمشهد الحاضر، تجسد في الحالة غير الجيدة لمدافعي بني ياس، وظهر هذا الأمر في طريقة الأهداف التي سجلها «العميد»، وهو ما يفتح الباب أمام الحديث عن ضرورة البحث عن حلول تؤدي للحد من الأخطاء، وذلك بالتعاقد مع مدافع جيد، يتمكن من تحقيق التوازن المفقود في وسط الدفاع، ويمنح الفريق الثقة المطلوبة في المقدمة لتفعيل الدور الهجومي. لا يمكن تجاوز ظاهرة الأداء الجماعي الممتاز للاعبي «النصر»، وأصبح الآن من المعطيات الداعمة للتفوق الذي يحققه الفريق في الدوري، رغم الخسارة أمام العين في الجولة الماضية، ويملك الفريق العديد من الحلول التي تساعده على تحقيق التفوق في المباريات. راشد الدوسري الشباب والفجيرة..«اللمسة الهجومية» اللمسة الهجومية للشباب أمام الفجيرة من الأسباب المؤثرة، في التفوق الواضح بالنتيجة، وسط الأخطاء الدفاعية الكبيرة من لاعبي «الذئاب»، إذ لم يفوت حيدروف ولوفانور ومحمد جمعة وجو ألفيس فرصة التسجيل خلال شوطي المباراة، ووضحت مصادر الخطورة الكبيرة في صفوف «الجوارح»، خصوصاً عن طريق الجناح المتألق لوفانور، باستغلال إمكاناته الهجومية الكبيرة أمام مدافعي الفجيرة، في أكثر من مناسبة خلال الشوط الأول، كما أن فيلانويفا أحد الحلول الممتازة، في المباراة بتمريراته المتقنة ودوره المؤثر في صناعة اللعب، وهذا الوضع لم يمنح الفجيرة الفرصة لإيجاد التوازن المطلوب في منطقة الوسط. التفوق في النتيجة لمصلحة الشباب في نهاية الشوط الأول، يعكس اختلاف معطيات التفوق بين الفريقين، رغم أن الفجيرة نجح في التسجيل في مرمى الشباب، واتسمت المباراة بالصعوبة على الفريق، في الشوط الثاني، بعد أن سجل «الأخضر» الهدف الرابع، لأنه يعني عملياً الأفضلية التي يستحيل معها تقليص الفارق، والعودة مجدداً إلى أجواء اللقاء، وقدم «الأخضر» نفسه بالطريقة المطلوبة، من خلال التنوع التكتيكي الجيد في الوسط والهجوم، والظواهر المهمة تتمثل بالحالة الجماعية الممتازة للاعبي الشباب، والنسق الهجومي الإيجابي، ويقابله الأخطاء الدفاعية الكبيرة للفجيرة. عبدالعزيز حسن: دبا الفجيرة والإمارات.. «الوصفة الألمانية» طغت بصمة المدرب الألماني بوكير على الأداء التكتيكي اللافت لـ دبا الفجيرة أمام الإمارات، وذلك بالتوازن الإيجابي في وسط الملعب، وحرمان المنافس من الاستحواذ على الكرة، والالتزام الصارم من اللاعبين بتنفيذ الأسلوب المطلوب في الملعب، والبحث عن المنافذ المؤدية إلى المرمى، بالمحاولات المعاكسة، رغم النقص العددي المؤثر بغياب المهاجم الصريح، حيث تفوق الفريق بهذه الطريقة على لاعبي الإمارات رغم تراجع المستوى الفني للمباراة. أكثر ما يلفت الأنظار في لاعبي «النواخذة» الحالة الفنية الممتازة لطارق الخديم في تنويع اللعب، ثم حدث التطور الأبرز في المباراة في الشوط الثاني، بالأفضلية الكبيرة في الملعب، والاقتراب أكثر من الهدف المطلوب، حيث برز سند علي بقدراته التهديفية العالية التي ساعدته على تهديد المرمى. ولم يفطن مدرب «الصقور» لهذا الخطر الداهم بمرمى فريقه، حتى توالت الأهداف، وردة الفعل لم تكن بالمستوى المطلوب من لاعبي الإمارات، كما أن المحاولات الهجومية قوبلت باستماتة كبيرة من لاعبي دبا الفجيرة لتنفيذ الواجبات التكتيكية المطلوبة. علي حسن: الجزيرة والشعب.. «الفوز من رحم المعاناة» لم يكن هناك خيار أمام «فخر أبوظبي» إلا الفوز على الشعب، لطي صفحة النتائج السيئة في الدوري، وتخفيف الضغوط الهائلة التي كانت سبباً لمشاكل عدة، كما أن المدرب براجا وقف ضد تحدٍ صعب، لتعويض غياب فوزينيتش وفارفان للإصابة، في مواجهة منافس يبحث عن فرصة للنجاة من «شبح القاع»، والمشكلة أن المدرب زنجا لم يفطن إلى الرغبة الكبيرة للجزيرة في الفوز، ولم يعمل على إغلاق المباراة أمام صاحب الأرض، رغم المستوى الجيد للضيوف في الشوط الأول، وهذا وحده لم يكن كافياً أمام الأخطاء الكبيرة في العمق الدفاعي. الجزيرة نجح بقطف ثمار عدة أمام الشعب، بتحقيق الفوز، واستعادة التوازن والثقة التي منحها المدرب براجا للعناصر الشابة، خصوصاً خلفان مبارك، الذي قدم نفسه بطريقة ممتازة تشير إلى إمكاناته الواعدة التي يمكن أن تكون مؤثرة في المرحلة المقبلة، والظواهر المهمة بالمباراة تتمثل في الروح الجديدة، والأداء المنسق من لاعبي الوسط والدفاع، رغم بروز بعض الأخطاء الدفاعية، في حين أن الشعب يحتاج إلى عمل مكثف لتصحيح الأخطاء، وتحقيق التوازن في الأداء الدفاعي والهجومي. وفي المباراة الأخرى، حصد الشارقة ثمار العمل التكتيكي الجيد للمدرب عبدالعزيز العنبري، بالإصرار على تغيير الصورة السلبية التي رافقت الفريق في المباريات الماضية، ووضعته تحت وطأة الضغوط الهائلة، التي تسببت في إقالة المدرب بوناميجو، وبعد التعادل أمام الظفرة في الجولة الماضية، وضح من خلال مجريات مباراة «الملك» أمام الوصل حالة الإصرار والعزيمة والتهيئة النفسية الممتازة للاعبين، لتخطي المرحلة الصعبة، ولم يتأثر الفريق بأفضلية «الفهود» في المباراة، وتضافرت جهود جميع اللاعبين بالقتال القوي والاستماتة، وأيضاً التحول الكبير في النتيجة بالضغط المؤثر على لاعبي الوصل، وحرمانهم من الاستحواذ على الكرة، بعد الأداء الفني الممتاز للفريق في الشوط الأول. بوادر تحسن المستوى الفني ظهرت في الشارقة بعد التألق الواضح للمدافعين، وتجاوز أخطاء الشوط الأول، ومضاعفة الجهود من سيف راشد وماكسويل وفاندرلي، إلى جانب السيناريو الجيد بالنقص العددي الذي حدث في الوصل، بعد طرد المدافع حسن زهران. والظواهر التي تستحق الاهتمام تكمن في الثقة العالية للاعبي الشارقة، والرغبة الكبيرة بالتغيير الإيجابي، والانسجام الكبير بين اللاعبين، بينما يتعين على مدرب الوصل البحث عن الحلول المناسبة لتراجع المستوى في الشوط الثاني خلال بعض مباريات الدوري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©