الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التنبيت»... فن لا يتقنه الكثيرون

«التنبيت»... فن لا يتقنه الكثيرون
25 فبراير 2010 22:25
يعيش المزارعون في الإمارات هذه الأيام، موسم تنبيت النخيل (اللقاح )، والذي يستمر إلى شهر مارس المقبل، ويقول العارفون إن عمليات التنبيت هي الأساس لتحقيق محاصيل زراعية جيدة لأشجار النخيل. وأولى خطوات التنبيت تبدأ بمراقبة الفحول، وهي ذكور النخيل للتأكد من أن النبات حان وقت قطفه، وذلك من خلال ظهور اللون الأحمر على مقدمة النبتة، مع انبعاث رائحة طيبة منها، وهذا مؤشر على أن النبات بحالة جيدة، ويصلح لعملية التلقيح. وهناك نوعان من النبات: الأول ويسمى (صنع) وهو يتميز بحجمه الكبير، وعند الضغط عليه يعطي إشارات بجودة النبات، أما النوع الآخر فيسمى (ساير)، وهو أصغر حجماً من (صنع) وأقل جودة، كما يقول محمد بن علي الظنحاني، الذي رافقنا في جولة ميدانية في مزرعته بمنطقة دبا، وبين لنا خطوات التنبيت ودورها الأساسي في مردود المحاصيل، فكل نخلة تأخذ ما بين 25 و 30 عطيلاً، والعطيل هي الأعواد المحملة بحبات اللقاح داخل كل نبتة، وتضم ما بين 60 إلى 70 عطيلاً حسب نوع كل فحل وجودته، حيث يقوم المزارع بتلقيح إناث النخل ويسمى (الطلع)، وهذه العملية تستغرق ما بين 10 و 20 دقيقة، والمهم في هذا الموضوع أن يتم اختيار النبات الجيد إلى النخلة الجيدة المعروفة بثمارها الطيبة، فمثلاً نخيل النغال والخاطره والخلاص والخنيزي واللولو، تأخذ ما بين 25 إلى 30 عطيلا لكل عذق، أما الشهل وقش بن زامن فيتطلب تلقيحه ما بين 7 إلى 9 عطول. وكانوا في الماضي يتغلبون على مشكلة تسلق النخيل الفارعة بوضع النبات تحت جذوعها، وتحقق هذه الطريقة بالنبات مردوداً جيداً، لكن أقل من الطريقة التقليدية المشهورة وهي: ربط النبات بالطلع مباشرةً، فهذه العملية بالتزاوج بين النبات والطلع هي الأفضل في زيادة كمية المحاصيل. وعلى الرغم من أنه تم إدخال التلقيح الآلي خلال السنوات القليلة الماضية إلا أن معظم المزارع في دبا والساحل الشرقي تعتمد طريقة التلقيح اليدوي وهي الطريقة التقليدية القديمة، واستخدام (الحابول) في الصعود إلى النخلة، ويؤكد الظنحاني أن الكثير من المزارع لا يتقنون عمليات النبات الصحيحة، وذلك لاعتمادهم على اليد الأجنبية، فعمليات النبات فن وخبرة وإتقان، وكان الأولون يعطون هذا الجانب جل اهتمامهم، فهذه الشجرة المباركة تعني لهم كل شيء جميل، وبالإضافة إلى ثمارها اليانعة يستفاد من كل جزء فيها، إذ إنَّها تشكل موروثاً حضارياً عزيزاً لأبناء الإمارات والخليج، فالنخلة عنوان للكرم والعطاء، لذلك تحظى بكل هذه الرعاية والاهتمام منذ القدم.
المصدر: دبا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©