الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إنهم يعدون عليك أنفاسك

3 مايو 2007 00:42
أعلنت شركة Double Click وهي الشركة المشهورة التي تمتلك الحصة الأكبر من برمجيات الإعلانات والتسويق على الإنترنت، أنها ستقدم لعملائها بدءاً من شهر أبريل 2007 تقارير يومية عن الكلمات المفتاحية Keywords التي يتم البحث عنها باستخدام محركات البحث الشهيرة مثل غوغل و ياهو و MSN وذلك بدقة تصل حتى 99 % لاستخدامها في حملات الدعاية على الإنترنت · وهذه الشركة الشهيرة كانت، ومنذ أواخر القرن الماضي، تعمل على تطوير تقنيات تسمح لأصحاب المواقع بحفظ معلومات عن أذواق وطبائع الزوار· وفي العام 1997 ألزمت المحكمة الأميركية الاتحادية العليا هذه الشركة بإلغاء أحد منتجاتها الخاص بجمع المعلومات عن سلوك المستخدمين على الإنترنت وألزمتها كعقوبة بعرض 300 مليون إعلان Banner لتوعية مستخدمي الإنترنت بضرورة الحفاظ على خصوصية معلوماتهم وعدم نشرها على الإنترنت· واستمرت الشركة رغم ذلك في جهودها وأطلقت في العام 2000 تطبيقاً خاصاً يقوم بعرض الإعلانات في المواقع بناء على طباع المستخدمين، فمثلاً إذا تعرف الموقع عليك بعد أن تسجل الدخول Login سيقوم بعرض الإعلانات التي تناسب أفكارك أو رغباتك التي حددها الموقع، وهذا بالنسبة للمعلنين يعتبر أساسياً عندما يذهب الإعلان مباشرة إلى الشخص المهتم· ولم تعد الإعلانات الذكية ترافق فقط محركات البحث، حيث تظهر الإعلانات المتوافقة مع ما يبحث المستخدم عنه ، بل إن خدمة البريد الإلكتروني من غوغل Gmail أصبحت تعرض إعلانات لها علاقة بمحتوى الرسالة التي تقرأها وهذا يعني أن محتوى الرسالة يتم تحليله بشكل أوتوماتيكي ومن المؤكد أن غوغل تستخدم نتائج التحليلات من ملايين الرسائل يومياً لمعرفة الرأي العام أو التوجه العام عالمياً واستخدام ذلك في حملات التسويق والإعلان التي تشكل مصدر الدخل بالنسبة لغوغل وأعتقد أن مايكروسوفت وياهو تفعلان نفس الشيء ، أي وكما يقول المثل لا يوجد غداء مجاني! وقد قرأت في إحدى المقالات أنه من المحتمل جداً أن غوغل يقوم أيضاً بتحليل محتوى الدردشات Chat ومحتوى صفحات المدونات Blogs من أجل استخلاص معلومات عن توجهات المستخدمين، و أكاد أجزم أن ما يملكه غوغل من تقنيات وخوارزميات برمجية ومعظمها سرية ، أكاد أجزم أنها تتفوق على ما تستخدمه المخابرات الأميركية وغيرها من أجهزة الاستخبارات في تحليل محتوى البريد الإلكتروني والدردشات في الإنترنت والتي يقال أنها تطورت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر · ولتعزيز قوتها الإعلانية قامت غوغل بشراء Double Click في هذا الشهر بأكثر من ثلاثة مليارات دولار، وأصبحنا نتكلم عن قوة مخيفة في عالم الإعلانات، وعندما سئل أحد مؤسسي غوغل وهو Sergey Brin عما إذا كانت غوغل ستضع المعلومات اليومية التي تجمعها من الكلمات التي يتم البحث عنها في موقع غوغل، في خدمة المعلنين في Double Click, أكد Brin أن هذا غير وارد لأن غوغل كما قال تهتم بخصوصية مستخدمي موقعها· وبغض النظر عن ادعاءات الشركات حول احترامها لخصوصية المستخدم، إلا أن المرء يشعر أكثر فأكثر بأنه يتعرض لزخم إعلاني هائل دون أن يعرف كيف وبواسطة من تنتقل معلوماته الشخصية : إسمه ورقم تلفونه وبريده الإلكتروني· وحتى في العالم العربي أصبحنا نعاني من هذا الموضوع ، فأنا أتلقى من آن لآخر رسائل على هاتفي المتحرك وأحياناً في منتصف الليل، تدعوني للاشتراك بمسابقة أو للإجابة عن سؤال، ودائماً أتعجب من كيفية حصول هذه الشركة أو تلك على رقم هاتفي المتحرك، كما أنني أتلقى أحياناً على هاتف المنزل مكالمات من شركات تقول أنها تقوم بأبحاث تسويقية وتريد معرفة رأيي في هذا الموضوع أو ذاك، و طبعاً دائماً أرفض الاشتراك لأنني لا أحب أن يتطفل أحد علي وعلى حياتي بهذا الأسلوب من دون أن أعرف كيف حصل على رقم هاتفي· وللأسف أنه لا توجد حدود ولا حواجز لتبادل معلومات المستخدمين، ومن الصعب جداً إثبات أن عملية تبادل المعلومات بين الشركات موجودة أصلاً، ومن الممكن جداً أن الاستمارة Form التي نعبئها في مطعم للوجبات السريعة في أبوظبي لنعبرعن رأينا في الخدمة ، من الممكن أن تنتهي هذه المعلومات في قاعدة بيانات لشركة يابانية لتصنيع التلفزيونات أو لشركة فرنسية لصناعة العطور، والله أعلم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©