الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دوت كوم

3 مايو 2007 00:42
امسك حرامي··· لو دخلت إلى شبكة الإنترنت في المستقبل القريب وسمعت صفارة زاعقة وفوجئت برجال بلباس رسمي يجرون باتجاهك ويهتفون بصوت مرعب: ''الحق·· امسك حرامي''، لا تفزع ولا تهرع· فكل ما في الأمر قد يكون مجرد دورية روتينية تقوم بها شرطة الإنترنت على المواقع المثيرة للشبهة والأماكن المسببة للاضطرابات· هذا التنبيه ليس سورياليا، بل تطل الحقيقة من كل كلمة فيه حتى ولو كانت باللغة الصينية· فقد بات لدى الصين جيش من شرطة الانترنت الذين يجوبون صفحاته بحثا عن المضامين غير المستحبة ولكن أهدافهم عادة ما تكون الموضوعات الحساسة سياسيا أكثر من الإباحية والغش· وقد كانت، إلى عهد قريب، غرائب العلم وعجائب العقل واللاعقل تأتي دائما من عند ''العم سام''، لكن يبدو أن أحفاد ''الرفيق ماو'' أصبح باعهم أطول في شؤون الغرائب والعجائب، دون سؤال عن حقوق الملكية الفكرية التي تاهت بين مصانع شانغهاي وهونغ كونغ· ولا تهمنا هنا مسألة الملكية الفكرية بمعناها الحرفي، ولكن بما يمكن إلصاقه بها من تهم ومصائب· فمع التقدم التكنولوجي وانتشار مبتكراته بين أيدي الناس شاعت في الغرب، خصوصا عند الأميركيين، مقولة أن الجريمة والعنف والانحراف، كلها نتائج لما تبثه وسائل الإعلام والترفيه من سينما وتلفزيون وإنترنت· وهي مقولة، على الرغم الصدق النسبي فيها، إلا أنها تعفي السلطات الرسمية من مسؤولية منع الجريمة والعنف والانحراف بمنع أسبابها من فقر وجهل وقهر· ويبدو أن الصينيين أخذوا راحتهم في نقل مقولة الأميركيين بلا تمحيص، فحملوا 80 بالمئة من الرذائل والجرائم في بلادهم لإغواءات الإنترنت، واخذوا يعالجونها على هذا الأساس، متناسين تراكمات الحاجة عند مليار صيني منذ أيام ''الثورة الثقافية'' المشهودة حتى اليوم الذي باتت فيها البلاد بلا ثورة وتكاد تصبح بلا ثقافة· ولو كان وحش الشاشة العربية الراحل فريد شوقي بيننا، لكان مضطرا أن يعيد النظر في فيلمه الشهير ''جعلوني مجرما''· ففي هذا الفيلم، الذي أنتجه عام ،1954 يتعرض سلطان (فريد شوقي) لاضطهاد تتسبب فيه بنية المجتمع الذي ينتمي إليه، ما يجعل منه مجرما يثأر من مجتمعه معرضا عن نصائح الشيخ حسن الأخلاقية· وبالتالي فإن على فريد شوقي ـ في ظل المعطيات الجديدة ـ أن ينحو باللائمة على الإنترنت ومواقعها، كما إن على كل واحد فينا أن يسأل نفسه: ''أنا ابن مين في الإنترنت؟'' بدلا من السؤال الذي طرحه الفيلم الشهير ''أنا ابن مين في المجتمع؟''· عـادل علـي moc.liamtoh@58kleda
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©