الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إرهاق الدوليين قبل كأس آسيا بين الحقيقة والوهم!

إرهاق الدوليين قبل كأس آسيا بين الحقيقة والوهم!
13 ديسمبر 2014 23:03
معتز الشامي (دبي) رغم المستوى المميز الذي ظهر به المنتخب الوطني في «خليجي 22» بالرياض، التي انتهت أواخر نوفمبر الماضي، وخروجه بالميدالية البرونزية، بعد أداء قوي استحق عليه الثناء، إلا أن البعض بدا غير مقتنع بما قدمه اللاعبون من مردود، خاصة أن الشارع الرياضي الإماراتي يعرف تماماً ما في جعبة «الأبيض» ليقدمه في المحافل الدولية، والذي هو أفضل بكثير مما ظهر حتى الآن. وزاد من وتيرة القلق تعرض «الأبيض» لهزيمة ثقيلة في ختام معسكره بأبوظبي أمام أوزبكستان برباعية، فضلاً عن معاناة الفريق في المباريات الودية من حالة «صيام تهديفي» مفاجئة، رغم ما يمتلكه من لاعبين أصحاب مهارات فردية عالية، وفي «خليجي 22» لم يقنع «الأبيض» إلا أمام «الأخضر» السعودي في نصف النهائي، وشهدت خسارته بنتيجة 3 -2، بينما ارتفع القلق بفعل وقوع لاعبينا في أخطاء فردية «غير مبررة» كانت أبعد ما يكون عنهم خلال الأشهر القليلة الماضية، عندما كان المنتخب في قمة مستواه. وأرجع العديد من أصحاب الرأي الفني والخبراء ذلك إلى الإرهاق الذي حل ببعض اللاعبين، وظهر جلياً في مباريات أنديتهم في الدوري، خصوصاً بعد العودة من الرياض، وأداء 3 جولات من البطولة المحلية، حيث لم يقنع المستوى العام الذي ظهرت به بعض الأندية التي تضم لاعبين مميزين بين صفوفها يعتبرون هم العمود الفقري لمنتخبنا. وتضاربت التفاسير لأسباب ما يحدث، تارة ترى البعض يطالب بضرورة تقليص عدد أندية المحترفين، سعياً وراء تقليص عدد المباريات حتى يحقق اللاعبون الاستفادة الفنية مع المنتخب، وتارة أخرى يحمل بعض الخبراء المسؤولية لضغط مباريات روزنامة الدوري. وما بين الرأيين رصدنا بالأرقام، عدد التجمعات التي دخلها «الأبيض» منذ بداية الموسم في أغسطس، وعدد مباريات الدوري المحلي، لنعرف تحديداً ما إذا كان ما يتردد في الساحة الرياضية عن إرهاق الدوليين، وهماً أم حقيقة؟!. تجمعات دولية دخل «الأبيض» 3 معسكرات ثم بطولة مجمعة هي «خليجي 22»، بمجموع بلغ 63 يوماً متفرقة، عبارة عن تدريبات مكثفة معظمها على فترتين، شهدت أداء 12 مباراة ودية ودولية، والتجمع الأول في 16 أغسطس بسويسرا، واستمر 23 يوماً وشهد أداء 4 مباريات ودية متدرجة المستوى بدأت بأودينيزي الإيطالي مروراً بالنرويج وليتوانيا، وانتهاء بباراجواي، وأعقبه التجمع الثاني لمدة 11 يوماً في أبوظبي لأداء مباراتي أستراليا وأوزبكستان، وتجمع ثالث في معسكر الدمام لمدة أسبوعين،لأداء مباراة لبنان، ثم دخول منافسات «خليجي 22» لمدة أسبوعين، وأداء 5 مباريات رسمية أمام عُمان، الكويت، العراق، السعودية، عُمان. أما في الدوري المحلي، فخاض الدوليون حتى الآن 11 جولة مع أنديتهم، الفاصل بينها 3 إلى 4 أيام على الأكثر، وبحسبة بسيطة نرى أن اللاعبين الدوليين بصفوف المنتخب الوطني خاضوا 23 مباراة ما بين محلية ودولية في الفترة من أواخر أغسطس، وحتى اليوم 13 ديسمبر، بمجموع 107 أيام، منها 63 يوماً تجمعات مع المنتخب الوطني، وأداء 12 مباراة دولية، و44 يوماً من الدوري شهدت أداء 11 مباراة، وهو ما يعني مباراة كل 4 أيام في المتوسط ما بين المحلي والدولي، وذلك منذ انطلاقة الموسم ومن دون أي توقف أو راحة. صراع الدوري ومع اقتراب الدور الأول من نهايته يشتد الصراع على صدارة الدوري، غير أن أهم الأسباب التي رأى البعض، أنها سبباً في تراجع مستوى بعض الدوليين، هو ابتعاد الأهلي عن الصدارة والتنافس في اللقب، وعدم ظهور لاعبيه بالشكل المطلوب، خاصة أن «الفرسان» يلعب بين صفوفه 7 لاعبين في التشكيلة الأساسية للمنتخب، ومن المنطقي أن يرتفع مستوى «الأبيض» بالتوازي مع ارتفاع مستوى الأهلي والعكس صحيح. وانتقد البعض وجود أكثر من 5 أندية متقاربة في النقاط ولديها فرصة صدارة الترتيب رغم مرور 11 جولة على الدوري، حيث لم يتم جمع سوى 22 نقطة فقط حتى الآن، التي حصدها الوحدة والشباب المتصدران بالتساوي، والمفارقة أن الوحدة المتصدر يمثله لاعب واحد في تشكيلة المنتخب الأساسية، وهو إسماعيل مطر والذي يلعب، ولكن بشكل غير منتظم، بينما لم يحصل عامر عمر على فرصته حتى الآن، بينما لا يمثل الشباب أي لاعب بصفوف المنتخب الوطني. «الروزنامة» السبب من جانبه، رأى محمد مطر غراب عضو اللجنة الفنية باتحاد الكرة، أن شكل ترتيب الدوري يعكس كثيراً من الأمور التي يمكن قراءتها على أنها سبب في تواضع بعض الدوليين، بما أثر على شكل المنتخب الوطني الذي وصفه بأنه فقد الكثير من بريقه، غير أن ذلك ليس بسبب معسكرات وتجمعات التحضير لـ «خليجي 22»، أو كأس آسيا، بحسب وصفه، ولكن بسبب جدولة الروزنامة بهذا الشكل، والإصرار على تأخير انطلاقة الدوري، أو الإسراع في إنهاء الموسم مبكراً، ولفت إلى أن اللاعب الإماراتي غير مؤهل لهذا العدد الهائل من المباريات منذ انطلاقة الموسم، حيث أدى لاعبونا مباراة كل 3 أيام راحة فقط. وكشف غراب، الذي كان أول من دق ناقوس الخطر قبل «خليجي 22»، وحذر من إرهاق اللاعبين الدوليين، عن أن تواضع مستوى الدوري، واقتراب أكثر من 6 أندية من المتصدر، وشكل ترتيب الجدول يوحي بأن هناك أمراً ما غير صحيح، وقال «مهدي علي ليس متهماً في قضية إرهاق اللاعبين، وهو مدرب للمنتخب يجب أن تكون له الأولوية، كما أنه لم يتدخل في وضع الروزنامة بهذا الشكل، حيث تقام مباراة كل 3 أيام من الراحة، وهذا الأمر لم يعتده لاعبونا بعد، لذلك تكثر الإصابات، وأتوقع أن ترتفع خلال الجولات المقبلة، قبل تجمع المنتخب للاستعداد لكأس آسيا». وأضاف: «كان يجب مراعاة تقارب المباريات المباريات المحلية، وأيضاً التعامل مع الموسم الجاري، بصفته موسماً استثنائياً، بسبب تقارب مواعيد (خليجي 22) مع كأس آسيا، وإما نلعب مباراة كل أسبوع لمنع إرهاق الدوليين وتعريضهم للإصابات، أو نغير طريقة الجدولة للمسابقة نفسها، بلعب الدوري من مجموعتين لتخفيف عدد المباريات لهذا الموسم فقط، مراعاة للمنتخب الوطني، ولكن لم يتخذ قرار يهدف لتقديم مصلحة (الأبيض) على مصالح الأندية حتى الآن». وأكد غراب استمرار مطالبته بضرورة اتخاذ قرار شجاع، وتأجيل الجولة المقبلة لمنح الدوليين فرصة للالتقاط الأنفاس، قبل التجمع للاستعداد لكأس آسيا في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وحذر في الوقت نفسه من تراجع مستويات معظم الدوليين، جراء هذا الضغط. عبيد سالم الشامسي: الجهاز الفني قادر على التصحيح دبي (الاتحاد) أكد عبيد سالم الشامسي نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة، رئيس اللجنة التشاورية المسؤولة عن تحديد «روزنامة» الدوري، وتجمعات المنتخب الوطني، أن مسألة تعرض بعض اللاعبين الدوليين للإرهاق مجرد «هاجس» ووهم، ولا أساس له من الصحة على أرض الواقع، وأشار إلى أن اللاعبين الدوليين قادرون على التألق، ومواصلة الأداء المميز خلال المرحلة المقبلة، رافضاً تفسير وقوع بعض اللاعبين بالدفاع في أخطاء فردية خلال مباريات المنتخب الوطني أنه يعود لإرهاقهم بدنياً من جراء كثرة المباريات والتجمعات الخارجية. وعن تخوف البعض من تراجع مستويات بعض اللاعبين قبل كأس آسيا، وعدم ظهورهم بالمستوى المنتظر منهم خلال بطولة «خليجي 22» التي جرت بالرياض، قال «الخوف أمر طبيعي، وهو يعطي دفعة مكثفة في التركيز الأكبر خلال مباريات البطولة الآسيوية التي نتمنى أن يوفق فيها منتخبنا بالوصول إلى الدور نصف النهائي». وأضاف «عندما يدخل اللاعبون التجمع المقبل للاستعداد لكأس آسيا، سيكون هناك رغبة جديدة وطموح جديد، وأعتقد أن الجهاز الفني قادر على تصحيح أي أخطاء تظهر في أداء اللاعبين خلال معسكر جولد كوست، كما أرى أن مدة المعسكر كافية تماماً، بحسب وجهة نظر الجهاز الفني، لتحضير اللاعبين للمحفل الآسيوي، ويجب أن نبث جميعاً الثقة في المنتخب واللاعبين في هذا التوقيت، لا أن نبحث عن سلبيات أو أعذار مبكرة». ابن نخيرات: كل الدوريات في العالم تضغط مبارياتها دبي (الاتحاد) برأ حمد بن نخيرات العامري عضو المكتب التنفيذي للجنة دوري المحترفين، رئيس اللجنة الفنية، «روزنامة» الدوري من التسبب في تراجع مستوى بعض اللاعبين سواء محلياً أو دولياً، وأشار إلى أن مسألة ضغط مباريات الدوري، متعارف عليها في جميع دوريات العالم المحترفة، وقال «كل لاعب محترف في العالم يواجه مسألة ضغط المباريات، دون أي تراجع في المستوى العام، ومن المفترض أن لاعبي دورينا أصبحوا محترفين، وهذا هو الموسم السابع في الاحتراف بدورينا، ما يعني ضرورة اعتيادهم ما يسمى بضغط المباريات». ورأى ابن نخيرات أن مسألة ضغط المباريات يجب ألا تكون «حجة» أو «شماعة»، حتى لا يتعرض بعض اللاعبين للتأثير النفسي؛ لأن الدوري يسير بخطى جيدة، كما أن المنتخب الوطني ظهر بشكل مميز في الرياض، وحصد البرونزية، وهو من المنتخبات المرشحة لتقديم أفضل مستوى في كأس آسيا المقبلة في أستراليا. ولفت إلى أن اللجنة الفني لم تتلق أي طلب من الجهاز الفني للمنتخب، بخصوص تعديل موعد معسكر المنتخب الاستعدادي للمحفل القاري، كما لا توجد نية لدى اللجنة لإيقاف الدوري، أو ترحيل بعض مبارياته، لحين عودة المنتخب من أستراليا، وأشار إلى أن «الروزنامة» تم وضعها بالتنسيق مع الأندية المحلية، وبعد الحصول على موافقتها. عبد القادر حسن: مستوى الدوليين لم يتراجع في الدوري دبي (الاتحاد) نفى عبد القادر حسن مدير إدارة لجنة المنتخبات باتحاد الكرة، ما يتردد عن وجود تراجع في المستوى العام لبعض لاعبي المنتخب الوطني، سواء مع أنديتهم أو مع المنتخب الوطني، وقال: «لا أرى أي تراجع في المستوى الفردي للاعبين، أما مسألة الوقوع في الأخطاء، خلال المباريات سواء مع المنتخب أو الأندية، هذا أمر يمكن علاجه، والوقت الخاص بمعسكر الإعداد لكأس آسيا، والذي يدخله المنتخب في جولد كوست بأستراليا لأداء مباراتين وديتين أمام الكويت والأردن، يعتبر كافياً لعلاج أي خلل فني على أداء بعض اللاعبين، خاصة أن العلاقة بين الجهاز الفني وعناصر المنتخب الوطني أكثر من قوية، وهناك تفاهم كبير بينهم، وكل لاعب يعرف بالضبط ما هو مطلوب منه في المباريات والتدريبات، وهي كلها أمور تسهل على الجهاز الفني مسألة إعادة (الأبيض) لمساره الصحيح وللمستوى المرتفع الذي هو عليه دائماً من الأساس». وأضاف: «لا أرى ضغطاً كبيراً في الدوري المحلي، وأعتقد أن الاحتراف يجب أن يكون أسلوب حياة، وأيضاً تعويد اللاعبين على وتيرة الأداء المضغوط والقوي، لأنه لا توجد بطولة مجمعة لا تشهد ضغطاً في مباريات، وفي كأس آسيا ترى مباراة كل 3 أيام، وحتى في المونديال، تُقام مباراة كل 3 أيام أيضاً». وعن تنافس 5 فرق على الصدارة وتقاربهم في النقاط، ما يعني ضعفاً في الدوري، قال: «بل على العكس، هذا الأمر يعتبر مؤشراً جيداً، أن الفوارق ليست كبيرة، ومسألة تراجع مستوى الأهلي لأنه يضم العدد الأكبر من تشكيلة المنتخب بين صفوفه، هي مسألة وقتية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©