الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حكايات مطرزة بالشظايا والخيبات

حكايات مطرزة بالشظايا والخيبات
13 ديسمبر 2014 23:25
محمد وردي (دبي) فيلم «رحلة في الرحيل»، هو ذاك السفر الموجع في الذاكرة، أو ربما هو سفر في المآلات الوجودية والمصائر الإنسانية بمعنى من المعاني، ولكن عندما تكون الذاكرة فلسطينية يبقى السفر مثقلاً بتلك الجروح العميقة، التي تتوغل في مجاهل النفس، وتترسب في أغوار الذات على شكل حطام وفتات أمنيات، أو بقايا أحلام مجهضة، فتستحيل الحياة إلى كومة صور ونثرات حكايات، مطرزة بالشظايا والانكسارات والخيبات الممتدة على مدى أيام العمر، إلا أن الإنسان بطبعه يكابر ويغامر، وربما يقامر بعمره حتى النفس الأخير. هذه هي حكاية الفيلم التسجيلي «رحلة في الرحيل» للمخرجة الفلسطينية هند شوفاني، التي تحكي قصة السفر الفلسطيني الطويل من خلال أسرة الدكتور الياس شكري شوفاني، الذي تشرد في نكبة 1948، مثله مثل كل أبناء جيله من الشباب الفلسطيني، إلا أن الفتى إلياس لم يتابع رحلة التشرد الأولى مع أسرته، فعاد بعد يوم واحد من الحدود اللبنانية إلى مسقط رأسه في الجليل، حيث وجد منزل الأسرة وقد نسفته قطعان الغزاة بالمتفجرات، فبدأ تشرده في الداخل وحيداً. وفي مطالع الستينيات توجه إلى الولايات المتحدة للدراسة بوثيقة سفر إسرائيلية لم يجددها أبداً؛ لأن النكسة زادت الجرح عمقاً في نفسه، فحاز على شهادة الدكتوراة من جامعة برينسنتن، ولكن في اليوم الرابع من حرب تشرين عام 1973، وجد أنه لا بد من العودة، فطلق زوجته الأميركية من أصل بيروني، وعاد إلى لبنان ليلتحق بحركة فتح، حيث تقلبت عليه كل محطات الحرب في لبنان. الفيلم مشغول بنفس ملحمي شعري، يجمع ما بين السرد المكثف والتوثيق الدقيق للأمكنة والأشخاص والمحطات أو الأحداث والوقائع بمشهدية بانورامية تزيد من إيقاعاته الدرامية على مستوى دلالات ومعاني العرض البصري. أما بالنسبة إلى فيلم «راني ميت» للمخرج الجزائري ياسين محمد بن الحاج الذي أنتجه لطفي بوشوشي بدعم من برنامج «إنجاز» الإماراتي، فهو ينتمي إلى دراما الإحباط، الذي ينتهي بالجريمة والعنف، في مجتمع مفكك تنتهبه البطالة والضياع، من دون رادع قيمي أخلاقي أو ديني. الفيلم يحكي قصة الشاب عمر الذي يمتهن سرقة السيارات، وحينما يطلب منه ابنه الصغير «لحبيب» أن يشتري له قناع غوريلا، يتيح له المشاركة في مسرحية مدرسية، يلجأ إلى عادته، فيسرق سيارة من أجل شراء القناع، لكن سرقته هذه المرة تقوده إلى نهايته، لأن السيارة تعود إلى قاتل مافياوي محترف، وتحتوي في مقعدها الخلفي على حقيبة ظهر على شكل لعبة محشو أحد جوانبها بالأوراق المالية، والجانب الآخر برصاص كلاشينكوف، فتبدأ مطاردته من قبل القاتل بأجواء دموية، تنتهي بانتحاره، في لحظة يظهر فيها ابنه يرقص وهو يرتدي القناع وسط بركة من دماء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©